أوباما يحتفل بمرور مئة يوم على ولايته الرئاسية

رسم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، صورة لمستقبل إدارته بمناسبة مرور مئة يوم على ولايته الرئاسية.

وخاطب أوباما الحضور في مبنى بلدية أرنولد بولاية ميسوري ثم عقد بعد ذلك بساعات مؤتمرا صحفيا في البيت الأبيض نقلته مباشرة معظم الشبكات التلفزة الأمريكية.

ووعد باراك أوباما الأميركيين ببذل جهد "دائم وحثيث" من اجل استعادة الانتعاش الاقتصادي وتأمين حماية الولايات المتحدة.

وأضاف " البداية جيدة. لكنها ليست سوى بداية أنا فخور بما انجزناه, لكني لا اريد ان اكتفي بذلك".

وتحدث أوباما عن سياسته الخارجية في إطار وعود التغيير في حملته الاننخابية، وقال "قمنا بصياغة استراتيجية جديدة مع حلفائنا في حلف الناتو لاستهداف القاعدة في باكستان وافغانستان".

وأضاف "رفضنا الاختيار الزائف بين أمننا ومبادئنا، من خلال إغلاق معتقل جوانتانامو ومنع التعذيب دون اي استثناء، وجددنا جهودنا الدبلوماسية للتعامل مع تحديات عديدة تشمل الازمة الاقتصادية العالمية ومنع انتشار الاسلحة النووية".

و أعلن الرئيس الأمريكي أنه واثق من أن الترسانة النووية الباكستانية "في أمان وستبقى بعيدة عن متناول المتطرفين".

وأضاف "لدينا مصالح استراتيجية مشتركة, ومصالح تتعلق بأمننا القومي تستدعي أ تكون باكستان مستقرة والا نكون مع ناشطين يملكون سلاحا نوويا".

وعادة ما يلجأ المحللون إلى تقييم أداء الرئيس بعد مرور مائة يوم من ولايته الرئاسية إذ يعددون نجاحاته وإخفاقاته.

وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن أوباما لا يزال يحظى بشعبية كبيرة في صفوف الرأي العام الأمريكي.

وقال أوباما مخاطبا الجمهور في سان لويس "أنا مسرور بمدى التقدم الذي أحرزناه لكنني لست راضيا".

وأضاف قائلا "إنني واثق من المستقبل لكنني لست راضيا عن الوضع الحاضر".

واتخذت إدارة أوباما منذ استلامه الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي مجموعة من الخطوات تمثلت في اعتماد خطة إنعاش اقتصادي والأمر بإغلاق معتقل جوانتنامو في خليج كوبا وتحديد جدول لسحب القوات الأمريكية من العراق وإعطاء إشارات واضحة بشأن رغبة إدارته في إقامة جسور التواصل الدبلوماسي مع إيران وكوبا.

لكن إدارة أوباما تواجه تحديا جديدا بسبب ظهور حالات إنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة.

وكذلك، لا تزال إدارة أوباما تعاني من آثار الأزمة الاقتصادية التي بدأت في عهد سلفه الرئيس جورج بوش.

وبالإضافة إلى خطة الإنعاش الاقتصادي التي اعتمدتها إدارة أوباما، حاولت دعم الاقتصاد من خلال ضخ سيولة نقدية في المؤسسات المصرفية الأمريكية وإنقاذ شركات تصنيع السيارات المتعثرة.

وفي هذا الصدد، وافق الكونجرس، الأربعاء، على اعتماد ميزانية بقيمة 3.4 ترليون برسم سنة 2010.

ويقول أوباما إن الميزانية الجديدة ستساعد الاقتصاد الأمريكي على الانتقال من حالة الركود إلى حالة التعافي.

وأضاف في مؤتمره الصحفي بالبيت الأبيض "يجب أن نضع اساسا جديدا للنمو، اساسا يعزز اقتصادنا وقدرتنا على التنافس، في القرن الواحد والعشرين، وهذا ما تبدأ في تحقيقه هذه الميزانية".

وأشار إلى أن الميزانية تشمل استثمارا جديدا في التعليم الذي سيسلح العمال بالمهارات والتدريب اللازمين، واستثمارات جديدا في الطاقة المتجددة وهو ما سيوجد ملايين الوظائف والصناعات الجديدة. واستثمارا جديدا في الرعاية الصحية، وهو ما سيخفض التكاليف على الاسر والشركات، ومدخرات جديدة من شأنها تقليل عجز الموازنة.

وكان أوباما أحرز 53 في المائة من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من السنة الماضية.

وحقق أوباما نسبة شعبية بلغت 65 في المائة من أصوات المستطلعة آرائهم وفق استطلاع أجراه معهد جالوب مؤخرا.

ولا تزال شعبية أوباما مرتفعة مقارنة مع تاريخ توليه الرئاسة في 20 من شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

ومن المتوقع أن تركز إدارة أوباما، مع انتهاء المرحلة الأولى من الولاية الرئاسية، على خطة تستهدف تعميم التغطية الصحية على الأمريكيين ووضع سقف جديد للانبعاثات الغازية في أفق محاربة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتحسنت حظوظ أوباما، الثلاثاء، في تمرير أجندته الطموحة في الكونجرس مع انتقال السيناتور الجمهوري أرلن سبكتر إلى صفوف الحزب الديمقراطي.