قلة استخدام المخ تهدده بالعطب..!

أثبتت نظرية عالم النفس الكندي نورمان دويد أن المخ عضو حي وليس آله ، وهو يبلى من قلة الاستعمال ولا يبلى بالاستعمال ، فهو مثل أي عضلة تضمر عندما لا تستعمل ولكنها تنمو عندما تعمل ، وهو أخذ على عاتقه تحويل الافتراض القديم بأن العقول مثل الآلات مصيرها في النهاية العطب.
واستعان عالم النفس بالكاتبة المسرحية الأسترالية جوليا بريتون كنموذج على المرونة العصبية ليؤكد بها نظريته ، حيث انها حققت أولى نجاحاتها كموسيقية قبل40 عاما ولا تزال بريتون البالغة من العمر 95 عاما تنتج نصوصا يمكن بيعها.
وقالت الكاتبة "أنا في الحقيقة أستمتع بالكتابة ،بالاضافة إنني كاتبة سريعة لدي الكثير من الأفكار".

ويلفت دويدج الذي يتصدر كتابه العقل الذي يغير نفسه قوائم أفضل الكتب غير الروائية من ناحية المبيعات- النظر إلى النماذج التي يعتد بها من الذين لا يكتفون برفض التقاعد والغضب من انحسار الأضواء عنهم وإنما يسعون إلى بدء حياة مهنية جديدة وممارسة هوايات جديدة ومواجهة تحديات جديدة.
وقال الأستاذ بجامعة كولومبيا أثناء زيارة لمدينة سيدني "إذا اكتفيت بأداء الرقصات القديمة فلن يفيد هذا قدراتك العقلية ولكن الرقصات الجديدة ستفيد". وأضاف "إنها ستحسن توازنك والتناسق الحركي لديك كما أن ممارسة تمارين بسيطة للقلب سوف تؤدي لنمو خلايا عقلية جديدة".
واضاف "إن الآلات تقوم بأشياء كثيرة مبهرة ولكنها لا تجدد نفسها ولاتستنب أجزاء جديدة". "وهذا يثبت في النهاية أن هذا التشبيه هو في الواقع خطأ وأن العقل مفعم بالنشاط. إنه ملئ بالنشاط وينمو وهو مثل النبات أكثر منه مثل الآلة وهو في الواقع يعمل بتغيير هيكله ووظيفته ما دام حيا".
والأشخاص سيئو الحظ الذين يعانون من انفصال الشبكية يجدون إنه بعد مروربضعة شهور صعبة يتدرب العقل على أن عينا واحدة لا تعمل بشكل مناسب ومن ثم يتوقف عن تفسير الإشارات المشوهة التي يتلقاها منها.
والذين يعانون من السكتات الدماغية يجدون عقولهم تستطيع التعامل مع العيوب وتستطيع كذلك تقليل نسبة العجز.
وليس من الضروري انتظار كارثة قبل ان يتمرن العقل على التعامل معها. كما يحث دويدج الناس على مواصلة تدريب عقولهم وليس انتظار حدوث مكروه.
وقال "يبدو لي أن الأمر مجرد مسألة إدراك بأن شخصا سيرغب في تدريب الأوعية الدموية في عمر الخمسينات أو الستينات أو السبعينات وأنك أردت عمل بعض التمارين العقلية في إطار ذلك وخاصة عندما تظهر الدراسات إنك في الواقع تستطيع أن تعيد ساعة الذاكرة إلى الوراء بشكل ملحوظ".