إنت معانا ولا مع التانيين؟!

إنت معانا ولا مع التانيين؟!

أحياناً ينتاب المرء لا لسبب سوى أنه قرر النظر مباشرة في عين من أمامه! وتكاد ترى الشرر ينطلق منها ليشوي جسدك بلا سبب معين لكل نظرت الغضب هذه! فنظرات العداء صارت ملازمة لأعين المصريين للأسف يتبادلونها طيلة اليوم دون أن يعي أي منهم سبب هذا العداء! وأحياناً يعد إطالة النظر لشخص ما عملاً بطولياً جسوراً قد تتحمل عاقبته عندما تجده فوقك يسأل مع قليل من العنف عما تقصده بهذه النظرات! فهذا الاستعداد الفطري للعداء تسرب لكل السلوكيات وكل المجالات حتى البسيط منها.. والأكثر أسفاً أنه امتزج بنوع من البارانويا -جنون الارتياب- عندما تحاول فقط التلميح بخلافك في رأي ما أو في وجهة نظر يتبناها محدثك؛ ففوراً يعتبرك من ضمن معسكر الأعداء! وتجد ذلك في نقاش ما؛ الكل يحاول بكل جهد إقناع الطرف الآخر بما يراه صائباً من وجهة نظره، وإذا عجز عن إقناعه وإرغامه -أحياناً- بما يريد؛ فإن العداء يتبلور ليصبح قطيعة ويصير الذي رفض اتباع رأيه معادياً له يعامله معاملة الخونة المارقين!

وتفرعت هذه الخصلة لتصل لحد الانطباعات والرغبات الشخصية كذلك؛ فتجد من يحب موسيقى لمغنٍ فيجبر أصدقاءه على الاستماع له، ويغضب بشدة لو أعلن أحدهم عدم حبه أو استساغته لهذا المطرب؛ ففوراً يعتبر الأمر شخصياً، ويشعر وكأنه أهين لمجرد أن الآخر أعلن عدم توافقه في حب المطرب المفضل له.. إذن فلتدق طبول الحرب!

وكذلك أن تجد الآباء يفرضون ما يحبوه وما يرونه صواباً على الأبناء ويرون تململ الأبناء ومعارضتهم ضرباً من غياب الأدب ينبغي سرعة القضاء عليه قبل أن يزداد تطرفاً ليعلن مثلاً عندما يبلغ الشطط به مبلغه أنه يعترض على آراء والديه في الحياة كذلك!.. ومن المضحكات المبكيات أنك تجد هذا النوع من التسلط والرغبة في فرد الأجنحة ليضمن استمرار سيطرته تتنوع لتصل لحد فرض أنواع الطعام التي يحبها الوالدان على الأبناء وإكراههم على تناولها حتى لو أفرغوا معدتهم بعدها!

فللأسف تحول الأمر لدينا لعبارة "أنت معانا ولا مع التانيين؟" في كل المجالات؛ الهام منها والتافه.. العام منها والشخصي.. تجد التلويح بوضعك في خانة العدو جاهزاً فور أن تعلن عدم موافقتك على رأي ما أو رغبة ما أو حتى لو أعلنت حبك للون الأصفر وكرهك للون الأحمر الذي يحبه محاورك!

واتسع الأمر لمجالات كنا لا نتصورها.. وأخيراً كان الفيس بوك.. فتجد من يطلق عليك غضبه لأنك لم تعلق على مقال قصير كتبه أو لأنك لم ترد على ما كتب على الحائط! فهذا التصرف الأهوج الذي قمت به سوف تدفع ثمنه؛ حتى لو كنت مشغولاً أو لم تقرأ ما كتب، أو حتى لو كانت لا رغبة لديك في التعليق.. المهم أنه لا عذر لك! وهو ما أندهش له؛ لأنه تشعب لكل الأمور وأصبح أمامك خياران لا ثالث لهما؛ إما أن تسير وفق ما يريد صديقك، وإما أن تصبح عدوه يسن عليك أسنانه، ويطلق حرابه.. فإن لم تعد صديقي؛ فأنت عدوي. لا حل ثالث هنا!.. بل وأيضاً إن لم تصر صديقي كما أريد لك أن تكون فلقد أهلكت نفسك بنفسك!

فعليك أن تختار الآن إما أن تكون "معانا" أم "مع التانيين"؟!

ماذا تفعل إذا اختلف صديقك في رأيه عن رأيك؟

انا بالنسبة ليا مقتنعة ان اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية
لكن معظم كلامك بينطبق على وحدة من اصحابى جدا بتعادى الى يخالف رايها وبتعتبر ان ده جرح لكرامتها لكن انا بحاول افهمها غير كدا ان زى ما هى ليها تقول رايها لازم تحترم كمان اراء الاخرين

في ناس كتير كده فعلا مبتتقبلش النقاس ولا بتحب حد يغلطها
بس ممكن الواحد يتعامل معاهم علي عيبهم
كان ليا واحد صاحبي كده بس لما بحب اغلطه بشهد عليه اقرب الناس ليه
هي بتبقي محرجة بس اصلحله