صحيفة إسرائيلية: لماذا تحركت مصر الآن ضد حزب الله؟

من طرف ???? الأحد أبريل 19, 2009 12:47 am

أكدت صحيفة جيروزالم بوست العبرية أن تصاعد المواجهة بين مصر وحزب الله يشكل تطورا هاما هامة في اطار مواجهة المد الايراني في المنطقة خاصة وان عمل شبكة حزب الله التي تم اكتشافها لم يقتصر على تهريب السلاح الى غزة بل كانت تستهدف مصر وهو ما أقلق السلطات المصرية ضاعف من ذلك التعاون بين حركة الإخوان المسلمين وبين النظام الإيراني ـ حسب قول الصحيفة ـ فقد كان من بين اولئك الذين تم اعتقالهم 41 مواطنا مصريا يرتبطون على ما يبدو بعلاقات مع الاخوان المسلمين وفقا لما نشرته الصحيفة الإسرائيلية ..وفيما يلي نص المقال الذي كتبه الكاتب الصحفي كارولين جليك:

صحيفة إسرائيلية: لماذا تحركت مصر الآن ضد حزب الله؟ 883912585

تشكل الإجراءات التي اتخذتها مصر أخيرا ضد نشطاء حزب الله في أراضيها تطورا حاسما لفهم طبيعة التهديد الذي تشكله ايران على الأمن اقليميا ودوليا.

ويبدو واضحا ان هذه الاجراءات فاجأت الكثيرين في اسرائيل لأن المسؤولين فيها كانوا يناشدون ومنذ سنوات طويلة مصر للقيام بعمل ما ضد عملاء حزب الله الذين يعملون على اراضيها غير ان مصر كانت ترفض القيام بذلك الا في حالات استثنائية نادرة لاعتقادها ان اعمال هؤلاء النشطاء لا تهدد سوى امن اسرائيل.

السؤال اذا: ما الذي دفع مصر للعمل بهذا الشكل المفاجئ الآن؟

ثمة شيئان على ما يبدو دفعا نظام الرئيس حسني مبارك للقيام بذلك اخيرا.

الاول طبيعة عمل شبكة حزب الله التي تم اكتشافها، اذ لم تقصر عمليات اولئك الذين تم اعتقالهم على تهريب السلاح الى غزة، طبقا لبيانات وزارة العدل المصرية، بل وكانوا يستهدفون مصر ايضا. فقد اعلن الادعاء المصري العام انهم كانوا يستطلعون اهدافا على طول قناة السويس التي تشكل مصدرا مهما للدخل في مصر على الصعيد الاقتصادي.

الثاني، وهو ما أقلق السلطات المصرية على نحو خاص، كان التعاون بين حركة الاخوان المسلمين المناهضة للنظام وبين النظام الايراني. فقد كان من بين اولئك الذين تم اعتقالهم 41 مواطنا مصريا يرتبطون على ما يبدو بعلاقات مع الاخوان المسلمين، وظهر هذا واضحا من خلال شيئين تمثل الاول بطلب الكثيرين من هؤلاء من محامي الاخوان المسلمين منتصر الزيات الدفاع عنهم، وبرز الثاني من خلال شجب المتحدثين باسم الاخوان المسلمين لعمليات الاعتقال تلك.

ففي لقاء صحافي مع «اخبار الخليج» دافع عصام العريان، الذي يتحدث باسم الاخوان المسلمين، عن حزب الله (وايران) بالقول ان النظام الايراني كان محقا في اتهامه الرئيس حسني مبارك بأنه ليس سوى «ألعوبة» بيد اسرائيل.

وباختصار، تكشف اهداف شبكة حزب الله وعلاقته بالمعارضة الإسلامية في مصر مدى الخطر الذي يشكله النظام الإيراني على الدولة المصرية. فإيران تسعى لهزيمة وتقويض خصومها في العالم من خلال اما العمل العسكري المباشر أو العمليات العدائية أو التدمير الايديولوجي، وهذا ما دفع مصر للعمل الآن بصرف النظر عن مدى تأثير ذلك على فرص حكومة بنجامين نتنياهو.

كما ليس هناك ما يدعو الى الدهشة في اضطرار مصر للقيام بإجراءاتها الاخيرة في مثل هذا الوقت غير الملائم سياسيا. اذ ثمة مؤشرات في المنطقة بل وفي الكثير من بقاع العالم الاخرى تبين صعود نجم ايران. فبرنامجها النووي الوليد يعمل كذراع ثان في حملتها ضد خصومها وتشكل حربها الايديولوجية التي تخوضها من خلال التخويف والوكلاء العاملين بالنيابة عنها الذراع الاولى لتلك الحملة. ومن الواضح ان هذين الذراعين الاستراتيجيين يزيدان اخطار تحدي ايران لجيرانها وللغرب على نحو لا سابق له وبشكل غير مقبول.

وما قلق المغرب على سكانها من النشاطات الايديولوجية الايرانية، وقطعها العلاقات الدبلوماسية مع طهران اخيرا الا دليلا على ذلك. فقد وسعت ايران في السنوات الاخيرة دائرة نفوذها لاماكن استراتيجية حول المنطقة، وذلك اضافة كل من الصومال واريتريا الى محورها. ففي العام الماضي وقعت كل من ايران واريتريا على تحالف استراتيجي يمنح وحدات الحرس الثوري الايراني حق التمركز في مضيق باب المندب الحيوي استراتيجيا لأنه يسيطر على نقطة العبور الواصلة بين المحيط الهندي والبحر الاحمر. اما الصومال، التي يمنحها موقعها على طول خليج عدن مزية بحرية مهمة مماثلة، فقد كانت ايران تستغل وضعها كدولة منهارة منذ سنوات عدة.

وفي عام 2006 ذكر تقرير صادر عن الامم المتحدة ان حوالي 720 مجاهدا صوماليا من المتحالفين مع «القاعدة» قاتلوا مع حزب الله خلال حربه ضد اسرائيل. وعمدت طهران فيما بعد الى تزويد نظام اتحاد المحاكم الاسلامية المرتبط بالقاعدة بالصومال بصواريخ مضادة للطائرات ومنصات لاطلاق القذائف، مدافع رشاشة، ذخيرة، ادوية، ألبسة عسكرية ومعدات اخرى قبل وبعد سيطرة تلك المحاكم على الصومال.

ولو تجاوزنا القرن الافريقي لتبين لنا ايضا كيف عملت ايران باستمرار لتوسيع مدى تأثيرها في العراق وافغانستان.

فعلى الرغم من رعاية ملالي طهران لحركات التمرد في كلا هذين البلدين، حرصوا في نفس الوقت على تقديم انفسهم امام الولايات المتحدة كشريك لا بد منه لإضفاء الاستقرار على العراق وأفغانستان.

غير ان أكثر ما يثير القلق من توسع النفوذ الإيراني هو الرد الأمريكي والغربي الفاتر عليه، فعلى الرغم من تحذير إسرائيل وبعض الدول العربية الولايات المتحدة والغرب من التهديد الذي باتت تثيره إيران، فضلت واشنطن والعواصم الأوروبية تجاهل ذلك واللجوء الى سياسة التهدئة. ولو كانت الولايات المتحدة تنظر الى هذا التهديد نظرة جادة لما سارعت إدارة اوباما للتفاوض مع طهران بعد ان أعلنت انها أكملت سيطرتها على دورة الوقود النووي.

ولو كانت الولايات المتحدة مهتمة بالخطر الذي تشكله ايران على الامن العالمي، لما اعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على نحو غير معقول ان امريكا لا تستطيع ان تتحقق ما اذا كان اعلان ايران انها تشغل الآن 7000 جهاز طرد مركزي قد زاد من قدرتها النووية أم لا.

لقد كان هجوم مصر العلني الاخير على حزب الله تحذيرا وتذكيرا بالحاجة للقيام بعمل موحد ضد مثل هذا الموقف السياسي الامريكي المجافي للمنطق لكن غياب التصميم الغربي يجعل للاسف هذا التحذير مجرد صرخة في واد.