هل تأتى..؟

[center] بقلم عائشة عبدالمحسن أبو النور ٢٢/ ٩/ ٢٠٠٩

فى كثير من الأحيان أتمنى لو كنا معاً.. أتحدث إليك.. أسمع صوتك.. أشعر بدفء يديك.. تطوينى كعصفور صغير فى أمان راحتيك.

فى كثير من الأحيان أسأل نفسى عنك، ترى ماذا تفعل فى هذه اللحظة؟ أتراك تعمل على جهاز الكمبيوتر وأنت مكبل من ساقيك؟ تنام وعيناك مفتوحتان على طائرة تسبح فى السماء، وتشتاقنى؟

تتحدث على الهاتف وخاطرك سارح معى؟

تجلس على طاولة الطعام وتتبادل حديثاً معاداً مع بعض الأصدقاء؟

هل تحدثهم عنى وعنك.. هل أخبرتهم عن ضحكنا وسمرنا وانفتاح قلبينا على الحياة كشعاع شمس لا ينطفئ كلما نكون معاً؟

هل صحبتهم إلى مطعمنا المفضل ورسمت على الطاولة دائرة كاملة نقطة بدايتها عند أعتاب قلبك، ونقطة نهايتها عند أعماق قلبى؟

أحياناً أشعر بحزن عميق.. عميق لأننا لسنا معاً. ومع ذلك أواسى نفسى وأغبطها على حسن حظها، فأنا امرأة محظوظة حقاً لأنى عثرت عليك جوهرة نقية وسط هذا الركام من الصفيح الصدئ.

هل تعرف ما أكثر ما أتمناه الآن؟

أتمنى لو أن الكرة الأرضية أصابها الانكماش، لتقترب المسافة الفاصلة بينى وبينك، وتصبح حدودى ملاصقة لحدودك فلا نعود نضطر إلى ارتياد المطارات، وركوب الغيام كلما أردنا تناول طعام الإفطار معاً.

هل رأيت آخر مسرحية كوميدية تضحك لها عاصمتى؟

هل ستصحبنى إلى ذلك المؤتمر السياسى الكبير؟ يقولون إنه سينتهى بمشادات كلامية عنيفة، واشتباكات خطرة بالأيدى، ومع ذلك فإنى غير خائفة.

هل ستسير معى فوق الأسلاك الشائكة التى تفرش شوارع مدينتى.. وتنام الليل والفقراء يفترشون الأرض على أبواب بيتنا؟

هل ستخرج كل صباح لتحارب طواحين الهواء، ثم تعود آخر النهار خائر القوى كطفل شقىّ لا يفهم للعبة أصولاً ولا يجد لها قواعد؟ هل تأتى وتترك مدينتك المرفهة النائمة تحت فقاعات الصابون المعطرة، والنساء المتلفحات بالفراء..

والرجال الذين يركبون عجلة الزمان وعلى أعينهم نظارات شمسية داكنة؟

هل ترمى كل هذا الرخاء ويسر الحياة وراء ظهرك وتأتى؟ هل تأتى..؟

هل... ؟!!