قصة( ذاكره لا تغفل) ليوسف السباعى

هذه القصه (ذاكره لا تغفل) تبعا للمجموعه القصصيه (ليلة خمر) فهى احدى القصص القصيره بمجموعه ليلة خمر ليوسف السباعى, قررت تقسيمها الى اجزاء حتى يستطيع القارئ القراءة بسهوله وفهم الجزء كاملا بدلا من ان يقع عليه الملل فيقرر التوقف عن قراءة القصه كامليتا,خصوصا والقراءة تكون عبر الشاشات الاليكترونيه
(الجزء الاول)....................................................................................
وانتظرته كثيرا..كنت الانسان الوحيد الذى افتقده ..والذى احس غيبته والذى لم يياس من عودته ..ولم يغفله من ذاكرته ابدا..
انحدرت بنا العربه من النقب رقم13 ,ولم يكن عبور النقب بالامر الهين ولاسيما قبل ان تمتد اليه يد الاصلاح وقبل ان ينسف المهندسون العسكريون جوانبه ويدكونه ارضا .. عبرنا النقب بسلام وتحركت بنا العربه فى الطريق الضيق الذى رسمته عجلات العربات بين الاعشاب والاكام وقد اخذت تعلوا بنا وتهبط متارجحه بين موجات الارض وكانها زورق تتقاذفه الانواء كان ذلك فى عام 1930 وقد عبرت بنا على المرتفعات المشرفه على الواحات البحريه بالغرب من النقب 13 المؤدي الى الطريق الواصل الى سيوه , وكان كل ما حولنا يبعث الملل


..فقد سئمت نفوسنا صفرة الرمال والفراغ والوحده .. ولم يكن هناك مايهئ لنا بعض التسليه الا تلك الزيارات التى كنا نقوم بها من ان لاخر لرجال الحدود والمامور فى استراحتهم فى بلدة الباويطي والزبو وميديشيا فنبتاع منها بعض البرتقال والبلح ولم يكن هبوطنا من معسكرنا الى منخفض الواحات فى ذلك اليوم بقصد زيارة استراحة الجنود او التجول فى احدى القرى


..وهما المتعتان الوحيدتان اللتان كان من الممكن ان نباشرهما فى ذلك الوقت ...بل كان لامر جديد لا اكتمك سره انه بعث فى نفوسنا غبطه وحبورا..
كنا فى طريقنا الى مسزاندروز.. لست اشك ان كلمة-مسز- فى هذا الوقت و ذلك المكان كانت من خير الكلمات التى تقع فى النفس موقعا حسنا وترن فى الاذن انينا موسيقيا.


كان وجود مسز اندروز فى الواحات البحريه امرا عجيبا ولاسيما اذا علمنا انها قد استوطنت هى وزوجها الواحات منذ مده ليست بقصيره وانهما يقطنان فى دار شيدت فوق الجبال المسماه جبال مندشيا.
ومع ذلك فلست اظن وجود الزوجين فى مثل هذا المكان هو الحدث الاول من نوعه ...فقد سمعت من قبل عن غيرهما من المستشرقين الذين يقطنون الصحاري المصريه ..ويستوطنون فيها ويجعلون منها ماواهم حتى اخر العمر..


بل انى قد زرت من قبل رجلا يدعى"براملى" يقطن هو وزوجته وابنته فى بيت فى جوف الصحراء على مقربة من برج العرب ووجدت الدار من الداخل والخارج ايه فى الفخامه والجمال .
تم بذلك تقسيمى للجزء الاول وساكتب الثانى فى القريب انشاء الله
(احمد عادل)