"عائشة"...... ضحية الإهمال ....

"عائشة" ..... فتاة في ربيعها الرابع عشر توجهت الى المعهد الأزهرى الموجود على بعد خطوات قليلة من منزلها وقابلت زميلاتها ودخلن الى المعهد وبدأن يوما جديدا بدأ معه أمل جديد لهن و لها هى بالذات لتفوقها ونضارة وجهها وجمالها الذى ارتقت به على زميلاتها.
كان الطقس حارا على غير العادة في مثل هذا الوقت من هذا العام , فيعد عناء وجهد في تحصيل عدة دروس إنقضت.. في يوم طويل من الجد والإجتهاد خرجت هى وزميلاتها وكان الشئ الوحيد الذى أردن فعله بعد خروجهن هو رشفة ماء تخفف عنهن عناء هذا اليوم الحار, فكان يوجد بجانب المبنى الأزهرى ما يسمى "بالكولدير" أو مبرد الماء الذى ينتشر في كثير من شوارعنا ولا يدرى أحد ما به من مخاطر وبلاوى .

تقدمت هى وزميلاتها نحو هذه الألة التى تخرج ماءا باردا ربما سيروى عطشهن وينطلقن من جديد الى منازلهن ويعدن الى أحضان أمهاتهن , فتدافعن الواحدة تلو الأخرى نحوه وأخذن يشربن حتى جاء دورها وتناولت الكوب لتملئه وقبل أن يمس شفتيها فكرت في أن تداعب صديقاتها فنثرت عليهن بعض الماء مصحوبا بضحكة كأنها ملاك باسم تمثل على وجهها, ثم عادت من جديد ومدت يدها الى ال"المبرد" من جديد لكنه لم يكن على حالته السابقة بل تحول من مبرد ماء وسبيل.. الى ألة ذات تيار عال من الكهرباء لوجود سلك عار تلاصق بالآلة بعد أن دفعته موجة من الهواء ليلامس الكولدير ..وتمد هى يدها في نفس الوقت وهى لا تعلم أن هذه هى أخر لحظات حياتها.
مدت يدها فمد الموت هو الأخر يده إليها كأنه وجد ضالته فقُبضت روحها أمام زميلاتها وهن في حالة من الذهول وأغمى على بعضهن من هول المشهد الذى رأينه فقد سرقت تلك الألة التى وضعت لتروى أجسادا وتريح أرواحا الى ألة موت تغصب كل من يقترب منها.
هو الإهمال والغيبوبة التى نعيش فيها فعلى الرغم من أن هذا المشهد تكرر كثيرا في بلدات مجاورة لم يتحرك أحد لمنع وجود تلك الألات .. لكننا كما عهدنا أنفسنا وعهدنا ولاة أمورنا لا نتحرك إلا عندما تقع الكارثة وتحل المصيبة.


رحمك الله يا "عائشة" وأسكنك فسيح جناته ورواك من يد المصطفى شربة ماء لا تظمأى بعدها ولا تُصعقى قبلها.................!!!!!!!!!

أرجو الدعاء لكل ضحايا "الكولديرات"...