او اننى كاتب سيناريو........!

لو أنّني كاتب سيناريو .. وطلب منّي ( فان دام ) أو ( ستيفن سيجال ) أن أكتب له قصّة فيلم جديد ؛ سأختار له حبكة دراماتيكيّة جديدة .. بحيث تكون القصّة كلّها ( أكشن ) من نوع مميّز لم يتطرّق إليه أحد من قبل : ( الأكشن ) الّذي يحتوي الكثير من الدّراما والكوميديا والتّراجيديا والرّومانتيك .. ضحك وحزن ولعب وجدّ وحبّ .. معادلة أنيقة لفيلم أنيق !

لو أنّني كاتب سيناريو .. لاخترتُ أن يقوم السّيناريو على الأحداث الحاليّة في حياتنا ؛ فتكون عناصر ( الأكشن ) مستمدّة من أحداث ( فلسطين ) و ( العراق ) وما بهما من أسلحة وقتلى ودمار ودماء وحطام وجثث وأشلاء .. ولاخترت من أجل عناصر الرّومانسيّة مناظر جامعاتنا المختلطة وفتياتنا وملابسهنّ شبه العارية والتّقبيل في قاعات الدّراسة الفارغة وبيوت الدّعارة الشّهيرة .. ومن أجل الضّحك المتواصل والكوميديا السّاخرة سأختار مشاهد قتل المسلمين لبعضهم باسم الجهاد وتفجير الأبرياء باسم الإسلام واجتماعات الرّؤساء العرب لتناول الطّعام وأخذ الصّور وعدم تحقيق أيّ شيء جديد .. ولأجل الدّراما الإنسانيّة والتّراجيديا سأختار مشاهد الزّلازل والبراكين والمجاعات والفقراء الّذين بالآلاف ومرضى الإيدز والمنكوبين والمقابر الجماعيّة وصفقات المخدّرات وذلك العدد المهول من البنات الفاسقات البائعات لأجسادهنّ !

لو أنّني كاتب سيناريو .. سأكتب نصّ فيلم طويل بعنوان : ( حرب تلو الحرب وما زال الخداع متواصلاً ) ! سيكون البطل الرّئيسي لهذا الفيلم هو شاب أمريكي عادي بملامح تشبه ( بن لادن ) وسيكون السّيناريو ساخراً .. سيظهر لنا كيف أنّ ( بن لادن ) لم يفجّر شيئاً ولم يفعل أيّ شيء بالبرجين .. بل إنّ الضّربة تمّت بواسطة ( الموساد ) بعد أن سفّروا الآلاف الأربعة من الموظّفين الإسرائيليّين في البرجين .. سيظهر لنا الفيلم كيف أن ( جورج w بوش ) يمسك ورقة العشرين دولاراً الأمريكيّة، ثمّ يثنيها وهو يقول لتلك السّمراء القبيحة : ( أتعلمين يا عزيزتي ؟!.. إنّ هذه الصّورة الآن تشبه منظر برجي التّجارة العالمي لو أنّهما تفجّرتا بالقنابل ؟! ) .. فتنظر( كوندي ) نظرة شاردة وتقول بلهجة سينمائيّة : ( سنخبر المخابرات الإسرائيليّة أن تدبّر أمر هذا الهجوم بعد أن تخرج رعاياها ، ثمّ نلصق العمليّة بظهر ذلك الشّيخ الطّويل النّحيل .. وسينسبها هو لنفسه بشريط فيديو لأنّها فرصة قدّمناها له على طبق من ذهب ) ! ثمّ ينظر الاثنان إلى الكاميرا .. وتنطلق ضحكة عميقة من أعماقهما يتناولان على إثرها كأسين من ( المارتيني ) .. ثمّ تظلم الشّاشة !

لو أنّني كاتب سيناريو .. لكتبت سيناريو عن حرب ( العراق ) و ( صدّام حسين ) .. وتلك الأحداث السّاخرة الّتي جرت أثناء بداية الحرب .. الأحداث الّتي تفوق أضخم أفلام العالم بالضّحك والسّخرية والتّفاهة وقلّة الذّوق ؛ من ضرب الشّيعة للسنّة وكذب ( الصحّاف ) على وسائل الإعلام ! وكلمة ( العلوج ) تلك ! وتردّد ( بوش ) ألف مرّة في أنّ ( صدّام ) يملك أسلحة دمار شامل أو أنّه لا يملك ! ثمّ تلك الكذبة الكبيرة بأنّ ( أمريكا ) هي دولة الدّيموقراطيّة والحريّة .. نعم فهي لا تفرّق بين القتيل الشّيخ أو الشّاب أو الرّضيع ! كما أنّ تعذيبها للسّجناء يتمّ بالصّور والضّحكات وعن طريق الشّقراوات الحوامل !

لو أنّني كاتب سيناريو .. لكتبت واحداً بعنوان ( الاستغلال ) .. وجعلت قصّته عن حرب ( لبنان ) الأخيرة .. وكيف أنّ ( إسرائيل ) - بكلّ حنكة - استطاعت استغلال موقف أسر جنديّين عاديّين إلى قضيّة شغلت الرّاي العام والدّنيا كلّها .. بل إنّها أقامت حرباً وقتلت ألوفاً ودمّرت وحطّمت بما تتعدّى قيمته الملايين !

لو أنّني كاتب سيناريو .. لتحدّثت عن شوارعنا وقيمنا وأخلاقنا المتردّية ونظرتنا غير السويّة للإسلام ورجاله وتقديرنا للكفّار وأعمالهم ! لتحدّثت عن أفلام ( اللّمبي ) و ( عوكل ) السّخيفة المقرفة الّتي ليس لها هدف إلاّ الإضحاك ، عن طريق حركات الوجه المجنونة والإيحاءات الجنسيّة والرّقص الشّرقي الهستيري الّذي يتقنه الرّجل أكثر ممّا تتقنه المرأة ! لتحدّثت عن شبابنا وذلك الضّغط الشّديد عليهم من قِبل المجتمع والرّجال والآباء الّذين نسوا أنّهم كانوا أكثر سوءاً ونسوا أنّ الفتنة والفسوق أكثر من ذي قبل بألف مرّة ! لتحدّثت عن ( بعض ) أصحاب اللّحى المعقّدين ممّن يلبسون أثوابهم إلى الرّكبة ويقضي الواحد منهم نهاره بالمسواك ينهى هذا عن شرب الماء بالشّمال وعن ارتداء البنطال أو حلق اللّحية بينما كان في الماضي من الزّناة الدّاعرين السكّيرين مرتادي النّوادي اللّيليّة !

لو كنت كاتب سيناريو لكتبت أفلاماً عن كلّ هذا .. لكنّني لست كاتب سيناريو أبداً .. الحمد للّه أنّي لست كاتب سيناريو .. ولن أكتب عن هذه الأمور في حياتي .. فإنّه من غير المحبّب حقًّا أن تروا صورتي في الصّحيفة وقد أمسكني اثنان يرتديان المعاطف البيضاء ، وقد كتب فوق الصّورة بالخطّ العريض : ( تمّ نقله إلى مستشفى المجانين ) !!

بجد انا مش عارفة اوصف الموضوع ده ازاى

ولكنى اشعر بالاسى والحزن لما هو موجود فى الواقع حقا

هاااااااااااااايل

لا تبكى على الواقع
فقط حاول ان تغيره

شكرا لمرورك

شكرا لمرورك وردك الجميل