من يوميات الرئيس السابق

كتب- محمد طارق:
بعد مرور حوالي 60 يوما علي تنحي مبارك، يظل اسمه متصدرا لنشرات الاخبار والصحف، وتبقى المحاولات الاعلامية مستمرة لنقل ملامح حياته من شرم الشيخ، ولكن في وسط هذا الزخم الاعلامي يظل تسونامي شرم الشيخ الذي هب علينا من خلال التسجيل الصوتي الذي بثته قناة العربية للرئيس السابق هو الاشد جدلا وصخبا، ويظل شهر مارس هو الاكثر مرارة علي أسرة مبارك، سواء لتصاعد وتيرة النداءات بمحاكمته أو اقتراب التحقيق مع جمال مبارك.

بدأ شهر مارس وسط جدل وصخب اعلامي حول مكان الرئيس مبارك، ففي الوقت الذي أدعي فيه الإعلامي عمرو أديب في برنامج الـ"القاهرة اليوم" أن عائلة الرئيس السابق محمد حسنى مبارك خارج مصر، مضيفاً أن سوزان مبارك وجمال مبارك بلندن، وأن الرئيس السابق ونجله علاء بالمملكة السعودية، واتفقت معه جريدة الاخبار من خلال نشرها أخبار تفيد بوجود مبارك، في قاعدة تبوك بالسعودية، وأنه يخضع لجلسة كيمياوي "ساعة" كل 5 أيام بسبب سرطان القولون والبنكرياس، تبين أن مبارك مازال في شرم الشيخ حيث أصدر المجلس العسكري نفيا قاطعا لهذه الأنباء تؤكد أنه لم يغادر مصر.

ومن شرم الشيخ، حيث مبارك وأسرته بدأت وسائل الاعلام تتغذي علي الشائعات القادمة من هناك، فتارة تتوافد اخبار حول أطلاق مبارك للحيته وتوقفه عن صبغ شعر رأسه، وتارة حول منع سوزان من مغادرة شرم الشيخ من قبل مسئولين المطار، الي جهة غير معلومة، ثم تداول انباء بعد ذلك بأيام حول أن سوزان زوجة الرئيس السابق حسنى مبارك وابنه الأكبر علاء استقلا طائرة من المنتجع في طريق عودتهما إلى القاهرة.

ومع اطلاق مارثون الاستفتاء الشعبي علي الدستور انتشرت شائعة بين الموطنين بشرم الشيخ تفيد حضور الرئيس السابق حسنى مبارك للإدلاء بصوته في الاستفتاء لكنها لم تتأكد.

وفي يوم 19 مارس، بدأ يطفو علي السطح قضية اخري ربما هي الاكثر جدلا حول مبارك، وهي اتهام السيدة رقية السادات، نجلة الرئيس الاسبق انور السادات، مبارك بقتل والدها اثناء حادث المنصة ليتحول الموضوع الى مادة خصبة للإعلام حتي الآن، ولكن تظل التحقيقات التي تقوم بها النيابة هي الصوت الاخير في هذه القضية.

وفي يوم 26 مارس كانت المفاجأة، فبعيدا عن امواج الاخبار القادمة من شرم الشيخ عن مبارك ، نشرت صحيفة "المصري اليوم" أوراق ومستندات تكشف استحداث البورصة نحو 80 كوداً جديداً لصالح الرئيس السابق حسنى مبارك، وأفراد عائلته ، وتم تسجيلها يوم 28 فبراير الماضي، أي بعد 17 يوماً من تنحى مبارك، وأثناء فترة توقف العمل بالبورصة، وفى نفس يوم صدور قرار النائب العام بالتحفظ على أموال الرئيس السابق وأسرته، ليحل الخبر كالصاعقة علي رؤوس المواطنين.

في 27 مارس بدأت امواج شرم الشيخ تعود الي القاهرة بشائعاتها ، وذلك بعد تداول بعض وسائل الاعلام بعض الاخبار حول تدهور حالة مبارك ودخوله في غيبوبة استمرت ساعتين كاملتين، استدعى معه إحضار الفريق الطبي الكامل وقوامه 6 أطباء، واستعاد الرئيس السابق وعيه، وأجرى جمال مبارك اتصالا بالطبيب الألماني هيفن ستون الذى أشرف على علاجه بمستشفى هايدلبرج بألمانيا، وطلب منه الطبيب، نقل والده إلى المستشفى الألماني بالسعودية، بشكل عاجل على أن يلحق به هناك، أو أن يأتي إلى ألمانيا.

ووسط هذه الأجواء المليئة بالقلق والتوتر، سرب أحد رجال الأمن القائمين على حراسة الرئيس السابق خبر سفره إلى ألمانيا لقناة الجزيرة التي بثت الخبر، وهو ما أثار حفيظة أسرة مبارك وتمكنت من معرفة مصدر الخبر وهو من طاقم الحراسة الخاصة بـمبارك، وتوصلت إلى أن هناك صلة قرابة من بعيد تربط هذا الحارس بأحد العاملين بالقناة القطرية، وطلبت الأسرة استبعاد الحارس، خاصة أن الخبر كان بمثابة الحجر الذى حرك المياه الراكدة، وأثار البلبلة في الشارع، مما دفع المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى الإسراع لنفى الخبر.

ووسط هذه الحالة المرتبكة، طلبت أسرة الرئيس السابق من مسؤول كبير كان يزوره في شرم الشيخ ضرورة السماح بسفره للسعودية أو ألمانيا، ووعد المسؤول أن يعرض الأمر على أصحاب القرار، بشرط أن يسافر الرئيس السابق برفقة فريقه المعالج مع الإبقاء على أفراد الأسرة كاملة، قيد الإقامة الجبرية في شرم الشيخ، ورغم رفض أفراد الأسرة لهذا الاتفاق، إلا أنها رضخت في النهاية.

ونشرت الصحف أن مسؤول سعودي بارز أحرى اتصالا هاتفيا بأسرة الرئيس وعرض عليها تمنيات الملك عبدالله بالشفاء العاجل للرئيس المصري السابق، وأن خادم الحرمين على أتم الاستعداد لتحمل تكاليف علاج مبارك في أكبر المراكز الطبية العالمية، إذا وافق المسؤولون المصريون على سفره، وأنه يضع طائرة تابعة للديوان الملكي السعودي تحت رهن الأسرة، وتنتظر إشارة الموافقة بسفرهم.

التحركات السريعة والمتلاحقة في مقر مبارك بشرم الشيخ، لنقله للخارج، كان يقابلها نفس التحركات على الأرض في مقرات أصحاب القرار بالقاهرة، حيث الاجتماعات المغلقة، والمشاورات مع الرموز الوطنية لاستطلاع رأيهم في تطورات صحة الرئيس السابق، وقياس رد الفعل في الشارع بعد تسرب خبر سفره إلى ألمانيا، الذى كان بمثابة القاعدة التي سينطلق منها قرار رفض أو قبول طلب سفره، ثم سرعان ما نفى المجلس العسكري خبر سفر مبارك إلى ألمانيا.

على الجانب الأخر وفى نفس اليوم ترددت أنباء بالعاصمة الألمانية برلين عن قرب وصول الرئيس السابق حسنى مبارك إلى البلاد في رحلة علاجية لم تحدد مدتها أو موعدها، ولكن هذه الأنباء التي سادت الأوساط الطبية الألمانية لم تحدد أي المراكز الطبية الذى سيتلقى فيه مبارك علاجه، وإن كانت كل التكهنات تشير إلى مركز هايدلبرج الطبي الذي أجرى فيه الجراحة في المرارة العام الماضي.

وأشارت المصادر إلى أنه حتى في حال وصول مبارك إلى ألمانيا فإنه لن يلقى أية معاملة رسمية خاصة بالمراسم والبروتوكولات الدبلوماسية والرئاسية، ونفت المصادر علمها بوجود تنسيق بين السلطات المصرية، ونظيرتها الألمانية لنقل مبارك إلى هايدلبرج والذى يبعد نحو 700 كيلومتر من برلين.

واستكمالا لسيناريو الصدمات بداخل اسرة الرئيس السابق حسنى مبارك قرر جهاز الكسب غير المشروع استدعاء زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، يوم الخميس المقبل بالإضافة إلى استدعاء جمال مبارك الأسبوع القادم، للتحقيق معهما فيما ورد في التقارير الرقابية حول تضخم ثرواتهما من خلال استغلال نفوذهما السياسي.

وفي وسط هذا الزخم السياسي الذي يسيطر علي اجواء شرم الشيخ، كان هناك زخم ولكن بين افراد الاسرة المخلوعة، حيث أكدت مصادر قريبة الصلة بعائلة الرئيس السابق حسنى مبارك أن هناك محاولات مكثفة من قبل رجل الأعمال محمود الجمال، والد خديجة زوجة جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع، للضغط على ابنته لإبداء رغبتها في الطلاق من جمال قبل أن يتقدم خلال الأسبوع القادم للتحقيق من خلال إدارة الكسب الغير مشروع، أو على الأقل ترك مكان إقامة العائلة في شرم الشيخ والإقامة مع أسرة أبيها.
وفي الجمعة الماضية احتشد بميدان التحرير، مئات الالاف للمطالبة بمحاكمة الرئيس المخلوع، حسنى مبارك في ثاني جلسات المحاكمة الشعبية، التي يرأسها كل من المستشار محمود الخضيري والمحامي عصام الإسلامبولى.

في الوقت الذى دعا فيه خطيب الجمعة صفوت حجازي، بميدان التحرير المواطنين إلى مليونية للذهاب إلى شرم الشيخ مقر إقامة الرئيس السابق لمحاكمته، ولكن في المقابل خيم الهدوء على مدينة شرم الشيخ وسط تعزيزات أمنية حول مقر إقامة الرئيس السابق.

وقال النائب العام إن مبارك سيتم اخضاعه للتحقيق بعد أن تسربت أنباء عن اصابته بشلل يمنعه من الحركة ، ولم تستعد مصادر قضائية أن تتوجه اليه لجنة تحقيق الى مقره .

وبعد الأحداث التي شهدتها جمعة التطهير، من مقتل اثنين من المتظاهرين أثناء محاولات الكر والفر من الجيش، هب علينا امس تسونامي شرم الشيخ بأمواجه العاتية، وذلك بعد أن بثت قناة العربية تسجيلا صوتيا للرئيس السابق والذي يؤكد فيه استعداده الكامل للتعاون مع مكتب النائب العام المستشار عبد المجيد محمود للكشف عن أي أرصدة أو حسابات له أو لزوجته وأبنائه في الخارج، مشددا على احتفاظه بـ" حقه الكامل" في مقاضاة كل من أساءوا إليه زيفا في الفترة الماضية، ورد بسرعة النائب العام وأصدر قراراً صباح الأحد، بطلب حسنى مبارك ونجليه للمثول أمامه للتحقيق، وأرسل خطاباً بذلك لوزير الداخلية لتنفيذ القرار.

وبين متخوف ومتحفظ علي هذا التسجيل، ومطالبات من شباب التحرير بالرد السريع عليه، وفي رد فعل سريع لكلمة مبارك أكد بيان للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود أن كلمة مبارك رئيس مصر السابق على قناة العربية لم تؤثر على إجراءات النيابة العامة في التحقيق مع مبارك وأسرته في الوقائع المنسوبة إليه، ومنها جرائم الاعتداء على المتظاهرين، وسقوط قتلى وجرحى أثناء أحداث 25 يناير، ووقائع أخرى تتعلق بالاستيلاء على المال العام، واستغلال النفوذ والحصول على عمولات ومنافع من صفقات مختلفة، بل أن النيابة قالت أنه سيتم استدعاؤه للتحقيق هو وابنه ولن يذهب أحد اليهما في شرم الشيخ وأن تأمين قدومهما الى القاهرة مسؤولية وزارة الداخلية ، ويبدو أن الايام القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت ...فهل يذهب الرئيس السابق الى مقر جهاز الكسب غير المشروع ، أم تضغط دول عربية خليجية لمنع محاكمته .

من طرف أحمد عادل الثلاثاء أبريل 12, 2011 5:19 pm

وافى
شامل
دى صفات الموضوع
ربنا يكتر من امثالك ويقلل من امثال اللى كتبتى عنه(الرئيس السابق) او ياخدهم

من يوميات الرئيس السابق

من يوميات الرئيس السابق

رد: من يوميات الرئيس السابق