الذين لا يقرأون التاريخ محكوم عليهم أن يعيدوه

قال جورج سانتيانا:
الذين لا يقرأون التاريخ محكوم عليهم أن يعيدوه

هل بدأت الثورة المصرية تنحرف أنحراف الثورة البلشفية؟
الثورة البلشفية وعواقب عدم أحترام رأى الأغلبية؛ هل نتعلم من التاريخ؟
...
ما الذى سيقدره الله لنا لو فرض الأقلية رأيهم على الأغلبية فى يوم 27 مايو؟


الثورة البلشيفية فى روسيا، عام 1917 م - ثوره أكتوبر

في يوليو 1917
خرج الشعب ينادي .. الشعب يريد الحريه والخبز وكانت إستجابه الحكومه قاسيه .. فما كان منها إلا أن قامت بقتل 56 متظاهر وإصابه 650


في أكتوبر 1917
ثوره مسلحه ضد الحكومه لتحرير البلاد بقياده الحزب البلشفي؛ وتنجح في اسقاط الحكومه وتصوًر الشعب الروسى عندئذ أنه قد انتصر وأنه قد نال حريته، التى حلم بها طويلاً، ولكن هذا لم يحدث!!


فى 12 نوفمبر من العام نفسه
أجريت أنتخابات الجمعية التأسيسية، اللي هوا البرلمان، وكانت انتخابات حرة حقيقية، وكانت أول إنتخابات حرة نزيهه في تاريخ البلاد، وإختار فيها الشعب ممثليه بكل "ديموقراطية" ولكن حدثت المفاجة...

حصول الحزب البلشفي على نسبة ضئيلة من الأصوات! وخسارتهم خسارة كبيرة فى البرلمان؛ بينما حصل الحزب الروسي الثوري الإشتراكي علي غالبيه المقاعد أكثر مما كانوا يتمنون! وغضب البلاشفة أشد الغضب...ولم يسكتوا


في 13 ديسمبر:
رئيس الحزب البلشفي لينين يقول:
"إن مكتسبات ثوره أكتوبر أهم من الحق الرسمي لتشكيل البرلمان والحل الوحيد للخروج من الأزمه هي إعاده الإنتخابات مره أخري"
!!!!!


فى 5 يناير 1918م
الحزب البلشفي يعرض إعلان دستوري أمام البرلمان المنتخب والبرلمان يرفضه بأغلبيه كاسحه


في اليوم التالى 6 يناير
قام الحزب البلشفى بحل البرلمان بالقوة وأعتقال معظم نوًابه مما أثار غضب من نادوا بالديمقراطية والحرية وخرج الناس فى مظاهرات سلمية يعيدون مطالبهم بالديمقراطية والحرية وهنا قام البلاشفة بأسوأ مما كان يقوم به النظم السابقة؛ لقد أطلقوا النار على المتظاهرين..وبمنتهى الوحشية ..

وتحت وطأة النيران وسقوط القتلى والمصابين تم قمع التظاهرات وسقط الشعب الذى نادى بالحرية والديمقراطية تحت حكم ديكتاتورى قمعى دموى...

وتم إقرار مجلس مفوضى الشعب، كأساس للحكومة الجديدة، وعلى الفور قام ذلك المجلس بإقرار سلسلة من الأعتقالات لكل زعماء المعارضة وقادة الرافضين لما يحدث ورجال الحزب الاشتراكى الثورى وتم حبس الجميع فى قلعة "بولس وبطرس"


الحرب الأهلية (1918-1921)
النتيجه المأساوية لعدم أحترام رأي الأغلبية

:أثارت القرارات الأستعجالية التي أتخذتها الدولة الأشتراكية معارضة البرجوازية والنبلاء نسبياً الذين شكلوا "الحرس الأبيض" الذي دخل في حرب ضد "الجيش الأحمر" التابع للدولة الاشتراكية؛ مما ترتب عليه مقتل ما يقرب من حوالي 2,000,000 فرد من الشعب الروسي والحرب الأهلية وحدها أدت لمقتل 1,005,000 بما في ذلك ما لا يقل عن 1,000,000 من جنود "الجيش الاحمر" الروسي وأكثر من 500,000 من الأقليات الروس. وصلت الإصابات بين المدنيين كانت ربما أكثر من 31 مليون نسمة وغادر ما لا يقل عن 1 مليون لاجئ من روسيا بشكل دائم.

أتجه الحكم في روسيا نحو أتجاه جديد حيث أنتهت الملكية الأوتوقراطية المؤيدة للبرجوازية في روسيا وبدأت سيطرة الحكومة الشيوعية علي روسيا وإعادة تشكيل خريطة روسيا والمناطق المحيطة بها وخريطة العالم كله تبعاً


هل هنتعلم الدرس من الثورة البلشفية؟
هل هنحترم رأى الأغلبيه ونتيجة الأستفتاء ونرفض الألتفاف على أختيار الشعب؟
قال جورج سانتيانا: الذين لا يقرأون التاريخ محكوم عليهم أن يعيدوه


لقد أتيح لى أن أطلع على أغلب البيانات التى صدرت داعية إلى جمعة الغضب، وهو ما يسوغ لى أن أقول إن ثمة أسبابا معقولة ثلاثة وراء حالة البلبلة والغضب هى:


● إن ثمة إهانات وانتهاكات تعرض لها الناشطون ما كان لها أن تحدث فى ظل الثورة. وما سجلته فى هذا الصدد منظمات حقوق الإنسان المصرية فضلا عن المنظمات الحقوقية الدولية يؤكد وقوع تلك الانتهاكات، ...ولعل أقربها ما حدث للمتظاهرين أمام السفارة الإسرائيلية يوم 15 مايو، وهى الوقائع المشينة التى جرى تعميمها على الكافة، مما اعتبره إهانة للثورة ذاتها وليس الناشطين وحدهم. صحيح أن التعذيب توقف تقريبا، لكن الإهانة والإذلال لا يزالان كما كانا فى عهد العادلى وزبانية أمن الدولة.


● إن أزمة الثقة فى جهاز الشرطة لا تزال مستمرة. وهناك انطباع عام بأن أصابع الجهاز القديم لا تزال تتحرك فى مواقع متقدمة بوزارة الداخلية، وإذا صح ذلك فإنه يعنى أن تطهير الداخلية لم يتحقق بالشكل المطلوب بعد، وقد ذهب سوء الظن بالبعض إلى حد القول بإن اللواء العادلى ــ الوزير السابق ــ لا يزال يمارس مهام منصبه من سجن طرة.


● إن ثمة شعورا بأن هناك تراخيا فى محاسبة رموز الفساد فى العهد السابق، فى حين أن المحاكم العسكرية تتعامل بشدة وبقسوة مشهودة مع المتظاهرين والناشطين. فالأولون يدللون ويستجوبون خلال أسابيع أو أشهر، فى حين أن الآخرين تصدر بحقهم الأحكام العسكرية بسرعة مدهشة. وهو وضع يخلو من غرابة، لأنه يجعل نظام ما بعد الثورة مترفقا وحنونا على الظالمين والفاسدين، وشديدا وقاسيا على الناشطين والثائرين. وتلك لعمرى مفارقة لو أدركها السابقون لتلبستهم الدهشة واعتبروها من علامات الساعة الصغرى.




من مقاله بجريدة الشروق
http://www.shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=463762مشاهدة المزيد
فهمي هويدي