اليوم :23 /7 ... الذكرى ال59 لاحدى الثورات التى يعتز بها تاريخنا المصرى ولاادعى ان قلت العربى ايضا .... ولله الحمد اننا هذا العام لن نقول اخر الثورات المصرية ... لان هذا العام اختطف منها اللقب وحمله لثورة 25 من يناير ...... وفيما بين ثورتينا الكثير من الاقوال والعديد من التاملات .... سنحاول استدعاء منها مانستطيع .

فى البدء :
لانريد ان نقارن بين الثورتين كبرمجة مناهج التاريخ لتفكيرنا فى الثورات ؛ ولكن : علينا ان نقدر عامل الزمن جيدا فى الامر ونقرر ان كلا منهما استطاعت ان تنجح فى اهدافها الاولية حتى ولو لم تتحقق كل اهدافها المعلنة .

وقد يعلق البعض بان :
اساس المقارنة غير قائم على الاطلاق ؛ لان الثورات الشعبية تختلف عن الثورات العسكرية والتى تاخذ طابع سياسى انقلابى كثورة يوليو الا اننى استطيع الدفاع بمقولة (السباعى) عن الجيش وانه لاينفصم ابدا عن الامة لانها منه وهو منها بقوله ( هذا النعل من ذاك الوطا ) .

وهكذا : فاختياراتهم حتى وان شكلت مصالح سياسية لفئتهم قبل باقى الفئات الشعبية ؛ فهذا لانهم احد اهم هذه الفئات الشعبية والتى تنحصر مهمتها الاولى فى حماية باقى الفئات المشكلة للوطن .... عوضا عن العادة التاريخية بان حاكم البلاد عادة مايكون قائدا عسكريا لا مدنيا عاديا .

- بالتاكيد .... انا لاادافع عن ثورة ما او افاضل احداهما على الاخرى .....لسبب بسيط اننى ارى ان كلاهما نجحت على المستوى السياسى والشعبى .... ومعيار النجاح لدى هو مذاق التغيير الذى يستشعره الشعب المؤيد للثورة ويمتد شاملا للشعوب المجاورة وهذا الشرط توفر بالثورتين (يوليو ويناير ) على السواء لان بمحض قيامهما اشتعلت الثورة فى كل الارجاء تطالب بما طالب به المصريون ؛ ولعل المصريون بعد ثورة يوليو مازالوا يفعلون حدوث التغيير الذى يحبو كالسلحفاة حول ميدان التحرير النابض بالاعتصام والثورة المستمرة للقضاء على تلك السلحفاة المملة .

* اخيرا : المفهوم الذى قصدته من وراء مقالى هذا وهو مفهوم (الثورة المكملة) فكم شهد تاريخنا من ثورات ... تتمرد على اوضاعها ...نجح منها مانجح كثورة 19 وفشل منها مافشل كالثورة العرابية .... ولو تاملاناها جميعا على ترتيب التواريخ ...... لوجدنا انها ترسم خطوة جديدة فى الطريق الصحيح للتغيير المواكب لزمنها الذى حدثت فيه وهذا التغيير ماتنشده جميع الثورات على السواء وهو مايستدعيها للفوران من جديد مهما طال سكونها الرابض .

وهكذا : لن نتعجب ابدا ان تقوم ثورة مستقبلية من قبل احفادنا وربما ابنائنا وربما نحن من جديد .... لنكمل الطريق الثورى كمن سبقنا وهذه عادة تاريخية تعلمناها من تاريخ حكامنا الذين يتناسون سريعا معنى المد الثورى ... وكيف يقتلع الاخضر واليابس ليصل للهدف الاسمى وهى ( الطهارة الثورية ) .

- حمى الله مصر بثوراتها الرائدة التى تنعش فينا امل التغيير مهما طال بنا الجزر الظالم .... لنظل ذاك الشعب الثائر العاشق لشذى الحرية والمعانق من اجله عبير اجواء التحرير !