" فارسى المجند "

منذ طفولتى ومنظر الجندى ياسرنى ....... يسلب منى كل ردود افعالى ..... بلغته هو (يعتقلنى) ...... فهو يطلق بداخلك شيئا راقيا هو الاهم من كل احساسيس الدنيا وهو الشعور بالامان ثم يعقبه بشعور مثير نوعا ما وهو الاعجاب الذى يخترقك كشعور لاارادى ينتزعه هو من الجنسين فى احترام وتقدير عجيبين ؛ لتتمنى قبل ان تخرج من دائرته لو انك من تبث هذا الشعور فيمن حولك دون ان تعرف ان ثمنه بقلب المخاطر لايستهان به .


- سلوا بلاد الدنيا عن اشهر رجالها واوسمهم واذكاهم واكثرهم نجومية ؛ ولتتضارب الاراء بين ذاك الهوليودى والبوليودى والصينى شان وحتى المهندى خان ..... وليصطفوا امامى جميعا للاختيار -ان ارادوا - لكن قبل ان يفعلوا ساعتذر عن الاختيار من بين اشخاص لااراهم ؛ فهناك مايملا بصرى ويحول بينى وبين رؤيتهم متمثلا فى تلك البدلة الخضراء ....... وتلك العيون اللامعة السوداء ....... وهذه السمرة الفاتنة وذاك الشعر الحليق ..... وهذا الانف الشامخ باباء ....... بقوامه الممشوق فى خيلاء ......

او لا اكون معذورة الا ان تعمى عيونى الا عن صفات فارسى المجند ......؟!

- ان غريزتى الانثوية لم تتحرك بطفولة الا لتمسح باصابعها عرق الاب المقاتل العائد ولم تتحرك بحماس تدفع خوذة شقيقها الا لتشجعه بيقين ؛ ولم تتاثر كزوجة تناجى القمر الا لترسل اشواقها مع وليدها وراء هذا الغائب على الجبهة ؛ ولم تكتم ام جزعها ولوعتها كثكلى الا لتطلق الزغاريد فرحا باستشهاد فتاها ...... وان غاب عن غريزتى كل هذه الاختيارات فانى لها ان تختار من بعدها شيئا مهما عظمه اهل الدنيا !!!

* هكذا تحيا غريزتى وهكذا احيا بكل هؤلاء الوسماء بحياتى ؛ ومع ظنى ان ذاك العصر خذلنى واضاع عن فرسانى الوسامة بسراويل ساقطة واردية ضيقة بجماجم عجيبة تشبه القراصنة وبشعور نابتة كحقول الذرة مما يضيع من عيناى كل وسامة وفروسية ..... الا اننى ايقنت فيما بعد انه ان غابت الوسامة عنهم فما زالت الفروسية تقودهم وتثبت فى ذاك الميدان ان دمائهم من دمائى حين نزفت ببطولة لاجلى ؛ وقد كنت احسبها رهينة الشريان العسكرى ...... الا اننى وجدتها تتدفق بعد طول احتقان عبر كل عروقى واوردتى التى حسبتها يوما ميتة بلا وطنية ؛ ولكنها تتجدد كل يوم لتثبت خطا ظنى واننى بهذا العصر مازلت عزيزة بهم ككل عصر ...... شامخة بانتمائهم ...... راقية بحضارتهم وفروسيتهم التى ياثرون بها العالم ؛ لاكن كما كنت وساظل

ام الدنيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

فقط بفارســـــــــــــــــــــــــــــــــــى المجنـــــــــــــــــــــــــــــد