خاطرة في ليلة بارد

من طرف Genol الثلاثاء أبريل 14, 2009 8:38 pm

في تلك الليلة الباردة اجتمعت العائلة حول المدفأة........ تلتمس الدفء ......... تبحث على التلفاز لعلها تجد ما يؤنس تلك الليلة من فلم أو مسلسل أو ما شابه ذلك وبينما عملية البحث قائمه تترافع أصوات أفراد العائلة من هنا وهناك وألام تصرخ تنادي الصمت وسرعان ما تبدأ الأصوات بالانخفاض والانخفاض حتى يسود الصمت ....تترقب أعينهم الأحداث بل وتترقبها بشغف بينما تتوالى ردة فعلهم عند حدوث مشهد _لم يكن بالحسبان!!!!!!!!
من ثنايا الحياة ومن صعوبة الواقع ومن وسط ذلك المجلس........خرجت ........نعم خرجت حاملة معها آمال وطموحات .......تزاحمت الأفكار في رأسها ......أمسكت بقلمها وبدأت تخط ملامحها على الأوراق..ترسم المستقبل بخطوط الماضي وتلونه بأحداث الحاضر .
أحبت صاحبتي كتاباتها وأحبت دفاترها وعشقت أقلامها الذي ما إن تحتضنه حتى يبدأ بخط ما يجول في عقلها
في تلك الليلة ذهب الجميع للنوم باكرا ....لم يبق احد سوى صاحبتنا.......تحاكي الليل وتقص له حكاياها
تحلم .......تبتسم .......تفكر ...........بدون قيود !!!!
تداعب نظراتها نجوم السماء وتطول يداها القمر لتلمس برفق وجنتيه .......ليشتد النور تاركا أمامها فيضا من الاشعه جعلها تبصر به حكايا الليل وأسراره
تدخل سريرها تارة وتنهض منه تارة أخرى .......لم يزرها النوم في تلك الليلة
لمعت عيناها وكأنها ترجو النوم بأن يزور عيناها البنيتين.......أن يكسر بالنعاس رموشها
رجت ورجت ولكن لاحياه لمن تنادي هي الدنيا لا تعطينا كل ما نتمناه................
أزالت جزءا من الستارة رأت الرياح تراقص الأشجار بلحن تهتز به الأغصان طربا.......صوت مخيفا.....تعشقه الرياح وتطرب به صمت الليل
لا احد خارج بيته ........حتى القطط اختبأت ........بقيت هي ......نعم بقيت وكأنها تؤنس وحدة تلك الليلة .........ليلة صامته....... ارتدت عيناها تنظر وتبحث عن شيء تكسر به حدت ذاك الصمت فلمحت أختها وقد انكشف شيئا من جسدها فغطتها برفق وطبعت على وجنتيها قبله.......لم تكن تلك القبلة حارة بما يكفي لتعطي أختها حرارة تدفئ جسدها ولكن كانت كافيه لان تقول لها بأنها تحبها وستبقى تحبها ......اجتاحتها غريزة الاخوه فهدأتها بقبله ..........مجرد قبله
بدأ الليل يستعد للرحيل .......يلملم حاجاته .......وبدأت الستارة السوداء بالانقشاع وتلونت السماء باللون الأزرق يشونه شئ من الاحمرار
غرها منظر السماء ففتحت النافذة ......رعشة سرت في جسدها فأغلقتها بسرعه .......أسرعت بارتداء سترتها ثم ما لبثت أن خلعتها وخلعت معها برد الليل وظلمته
الله اكبر.......ينادي المؤذن ......رسالة ربانيه لا بد من الاستجابة .......توضأت صاحبتنا واغتسلت وبسطت سجادة الصلاة على الأرض
جلست مع ربها محاولة تجديد العلاقة .....تسمو بروحها إلى السماء ......اجتاحت بلهفتها الأفق ......وسقطت من عينيها دمعة .......دمعة حارة.....أطفأت برد وجنتيها ........دمعة حزن واعتراف بالتقصير ...... دمعة ولدت في عينيها وعاشت على وجنتيها وماتت عند شفتيها هذه الدمعة التي لم تعش الكثير ظنتها كانت كافيه لتمحي كل أخطاء الماضي ....وجرّت بكل جرأه صفحة جديدة زينتها بقطرات الندى استعاراتها من ذلك الفجر الجميل .
بدأت أفراد عائلتها بالنهوض وصوت إبريق الشاي بدأ يلامس أذنيها......أنهت صلاتها .....وخرجت من المنزل من دون أي يحس بها احد ......صوت إغلاق الباب كان كفيلا بإبلاغ أباها أن هناك من يحاول الخروج.....علم أباها أنها هي وقفت بباب منزلهم....سقط المطر .......استقبلته بحفاوة بالغه .......تبلل جسدها .......وبردت يداها وبدأ البخار يخرج كثيفا من شفتاها......استقبلته ثم عادت ........وجدت أمها وأباها وإخوتها قد استعدوا لتناول وجبة الإفطار .......التفت أباها ليؤنبها في ذلك الحين كانت أمها تردد هي وأخوتها " اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين"
أدركت صاحبتنا خوف أباها عليها ولكنها لم تدرك يوما كرهها للخوف
أحبت صاحبتنا المطر وكانت تستقبله عند كل هطول له
دخلت صاحبتنا غرفتها وأغلقت الباب خلفها ......لا ادري ما الذي كانت تفعله ؟ ولن أدرك يوما عمق مشاعرها
أغلقت صاحبتنا الباب وأغلقت أنا دفاتري ....................