المواضيع الأخيرة
مواضيع مماثلة
الساعة الآن
>صفحتنا على facebook
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 فاتحي مواضيع
Genol | ||||
الملاك البرىء | ||||
◄♥♥ سحر العيون ♥♥► | ||||
ehab.pop | ||||
asmaa | ||||
شهيدة الحب الإلهى | ||||
Omar Fathy | ||||
elhour | ||||
No Name | ||||
هداية الرحمن |
زوارنا من أين؟
الشاعر أبي القاسم الشابي
3 مشترك
:: المنتدى الأدبى :: الشعر والأدب
صفحة 2 من اصل 4
صفحة 2 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
نشيد الجبار
سأعيش رغمَ الداءِ والأعداءِ
كالنِّسر فوق القمة الشمَّاءِ
أرنو إلى الشمسِ المضيئةِ .. هازئاً
بالسُحب، والأمطار، والأنواءِ ..
***
لا أرمقُ الظل الكئيب .. ولا أرى
ما في قرار الهوّة السوداءِ ..
وأسير في دُنيا المشاعرِ حالِماً
غرِداً، وتلك سعادة الشعراءِ
***
أُصغي لموسيقى الحياة، ووحيها
وأذيب روح الكونِ في إنشائي
وأصيخُ للصوت الإلهيّ الذي
يُحيي بقلبي ميتَ الأصداءِ
لا يُطفئ اللهبَ المؤجّجَ في دمي
موجُ الأسى، وعواصفُ الأرزاءِ
***
فاهدم فؤادي ما استطعت، فإنه
سيكون مثل الصخرة الصمَّاءِ
لا يعرِفُ الشكوى الذليلةَ
وضراعةَ الأطفالِ والضُعفاءِ
ويعيشُ جباراً، يحدّق دائماً
بالفجر الجميل، النائي
***
واملأ طريقي بالمخاوفِ، والدُجى
وزوابعِ الأشواكِ والحصباءِ
وانشر عليه الرُعب، وانثر فوقَهُ
رُجمَ الردى، وصواعِق البأساءِ
***
سأظل أمشي رغم ذلك، عازفاً
قيثارتي، مترنماً بغنائي
أمشي بروحٍ حالِمٍ، متوهج
في ظلمة الآلام والأدواءِ
النورُ في قلبي وبين جوانحي
فعَلامَ أخشى السيرَ في الظلماءِ!
***
إنِّي أنا الناي الذي لا تنتهي
أنغامه، ما دام في الأحياءِ
وأنا الخِضمّ الرحب، ليس تزيده
إلاّ حياة سطوةُ الأنواءِ
***
أما إذا خمدت حياتي، وانقضى
عمري، وأخرستِ المنية نائي
وخبا لهيبَ الكونِ في قلبي الذي
قد عاشَ مثل الشعلةِ الحَمراءِ
فأنا السعيدُ بأنني متحولٌ
عن عالمِ الآثامِ، والبغضاءِ
لأذوب في فجرِ الجمال السرمديِّ
وأرتوي من منهل الأضواءِ
***
وأقولُ للجمعِ الذين تجشموا
هدمي وودوا لو يخرّ بنائي
ورأوا على الأشواكِ ظلي هامداً
فتخيلوا أني قضيت ذَمائي
وغدوا يشبّون اللهيب بكل ما
وجدوا .. ، ليشوُوا فوقَه أشلائي
ومضوا يمدون الخوان، ليأكلوا
لحمي، ويرتشفوا عليه دمائي
إني أقول لهم ـ ووجهي مشرقٌ
وعلى شفاهي بسمة استهزاءِ ـ :
((إن المعاولَ لا تهدُّ مناكبي
والنار لا تأتي على أعضائي))
***
فارموا إلى النار الحشائش. والعبوا
يا معشر الأطفالِ تحت سمائي
وإذا تمردتِ العواصف، وانتشى
بالهول قلب القبة الزرقاءِ
ورأيتموني طائراً، مترنماً
فوق الزوابع، في الفضاء النائي
فارموا على ظلي الحجارة، واختفوا
خوف الرياح الهوج والأنواءِ ..
وهناك، في أمن البيوت، تطارحوا
غثَّ الحديث، وميّت الآراءِ
وترنموا ـ ما شئتمُ ـ بشتائمي
وتجاهروا ـ ما شئتمُ ـ بعدائي
***
أما أنا فأجيبكم من فوقكم
والشمس والشفق الجميل إزائي
مَن جاش بالوحي المقدس قلبُه
لم يحتفل بحجارة الفُلَتاء
سأعيش رغمَ الداءِ والأعداءِ
كالنِّسر فوق القمة الشمَّاءِ
أرنو إلى الشمسِ المضيئةِ .. هازئاً
بالسُحب، والأمطار، والأنواءِ ..
***
لا أرمقُ الظل الكئيب .. ولا أرى
ما في قرار الهوّة السوداءِ ..
وأسير في دُنيا المشاعرِ حالِماً
غرِداً، وتلك سعادة الشعراءِ
***
أُصغي لموسيقى الحياة، ووحيها
وأذيب روح الكونِ في إنشائي
وأصيخُ للصوت الإلهيّ الذي
يُحيي بقلبي ميتَ الأصداءِ
لا يُطفئ اللهبَ المؤجّجَ في دمي
موجُ الأسى، وعواصفُ الأرزاءِ
***
فاهدم فؤادي ما استطعت، فإنه
سيكون مثل الصخرة الصمَّاءِ
لا يعرِفُ الشكوى الذليلةَ
وضراعةَ الأطفالِ والضُعفاءِ
ويعيشُ جباراً، يحدّق دائماً
بالفجر الجميل، النائي
***
واملأ طريقي بالمخاوفِ، والدُجى
وزوابعِ الأشواكِ والحصباءِ
وانشر عليه الرُعب، وانثر فوقَهُ
رُجمَ الردى، وصواعِق البأساءِ
***
سأظل أمشي رغم ذلك، عازفاً
قيثارتي، مترنماً بغنائي
أمشي بروحٍ حالِمٍ، متوهج
في ظلمة الآلام والأدواءِ
النورُ في قلبي وبين جوانحي
فعَلامَ أخشى السيرَ في الظلماءِ!
***
إنِّي أنا الناي الذي لا تنتهي
أنغامه، ما دام في الأحياءِ
وأنا الخِضمّ الرحب، ليس تزيده
إلاّ حياة سطوةُ الأنواءِ
***
أما إذا خمدت حياتي، وانقضى
عمري، وأخرستِ المنية نائي
وخبا لهيبَ الكونِ في قلبي الذي
قد عاشَ مثل الشعلةِ الحَمراءِ
فأنا السعيدُ بأنني متحولٌ
عن عالمِ الآثامِ، والبغضاءِ
لأذوب في فجرِ الجمال السرمديِّ
وأرتوي من منهل الأضواءِ
***
وأقولُ للجمعِ الذين تجشموا
هدمي وودوا لو يخرّ بنائي
ورأوا على الأشواكِ ظلي هامداً
فتخيلوا أني قضيت ذَمائي
وغدوا يشبّون اللهيب بكل ما
وجدوا .. ، ليشوُوا فوقَه أشلائي
ومضوا يمدون الخوان، ليأكلوا
لحمي، ويرتشفوا عليه دمائي
إني أقول لهم ـ ووجهي مشرقٌ
وعلى شفاهي بسمة استهزاءِ ـ :
((إن المعاولَ لا تهدُّ مناكبي
والنار لا تأتي على أعضائي))
***
فارموا إلى النار الحشائش. والعبوا
يا معشر الأطفالِ تحت سمائي
وإذا تمردتِ العواصف، وانتشى
بالهول قلب القبة الزرقاءِ
ورأيتموني طائراً، مترنماً
فوق الزوابع، في الفضاء النائي
فارموا على ظلي الحجارة، واختفوا
خوف الرياح الهوج والأنواءِ ..
وهناك، في أمن البيوت، تطارحوا
غثَّ الحديث، وميّت الآراءِ
وترنموا ـ ما شئتمُ ـ بشتائمي
وتجاهروا ـ ما شئتمُ ـ بعدائي
***
أما أنا فأجيبكم من فوقكم
والشمس والشفق الجميل إزائي
مَن جاش بالوحي المقدس قلبُه
لم يحتفل بحجارة الفُلَتاء
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
مأتم الحب
لــيــت شـــعـــري !
أي طــــــيـــــر
يسمع الأحزان تبكي بين أعماق القلوب
ثم لا يهتف في الفجر برنات النحيب
بخشوع واكتئاب؟
******
لـــســـــــت أدري
أي أمـــــــــــر
أخرس العصفور عني ، أترى مات الشعور
في جميع الكون حتى في حشاشات الطيور؟
أم بكى خلف السحاب؟
*****
فــي الـــديــاجـــي
كــم أنــــاجـــــي
مسمع القبر ، بغصات نحيبي ،وشجوني
ثم أصغي , علنـي أسمع ترديد أنينـي
فأرى صوتي فريد!
******
فــــــأنــــــادي
يــا فـــــــــؤادي
مات من تهوى! وهذا اللحد قد ضم الحبيب
فابك ياقلب بما فيك من الحــزن المذيب
ابك يا قلب وحيد!
******
ذل قـــــلـبـــــي
مــــــــات حبــي!
فاذرفي يا مقلة الليل الدراري عبرات
حول حبي , فهو قد ودع آفاق الحياة
بعد أن ذاق اللهيب!
******
وانــدبــيـــــــه
واغســـلـيــــــه
بدموع الفجر، من أكواب زهر الزنبق
وادفنيه بجلال ، في ضفاف الشفــق
ليرى روح الحبيب
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
أنشودة الرعد
في سكون الليل لما عانق الكون الخشـوع
واختفى صوت الأماني خلف آفاق الهجوع
رتل الرعد نشيداً رددته الكائنـــــات
مثل صوت الحق إن صاح بأعماق الحياة
يتــهادى بضجيج في خلايــا الأودية
مثل جبار بني الجن بأقصى الهـــاوية
فسألت الليل والليل كئيـب ورهـــيب
شاخصاً بالليل والليل جميـل وغريــب
أترى أنشودة الرعد أنيــن وحنيـــن
رنمتها بخشوع مهجة الكون الحزيـــن
أم هي القوة تسعى باعتساف واصطخـاب
يتراءى في ثنايا صوتها روح العــذاب
غير أن الليـــل قد ظل ركوداً جامدا
صامتاً مثل غديـر القفر من دون صدى
في سكون الليل لما عانق الكون الخشـوع
واختفى صوت الأماني خلف آفاق الهجوع
رتل الرعد نشيداً رددته الكائنـــــات
مثل صوت الحق إن صاح بأعماق الحياة
يتــهادى بضجيج في خلايــا الأودية
مثل جبار بني الجن بأقصى الهـــاوية
فسألت الليل والليل كئيـب ورهـــيب
شاخصاً بالليل والليل جميـل وغريــب
أترى أنشودة الرعد أنيــن وحنيـــن
رنمتها بخشوع مهجة الكون الحزيـــن
أم هي القوة تسعى باعتساف واصطخـاب
يتراءى في ثنايا صوتها روح العــذاب
غير أن الليـــل قد ظل ركوداً جامدا
صامتاً مثل غديـر القفر من دون صدى
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
صرخة
ضَيَّعَ الدَّهرُ مَجْدَ شَعْبي، ولكنْ
سَتَرُدُّ الحَيَاةُ يَوْماً وِشَاحَهْ
إِنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَةٍ، غَيْرَ أنِّي
مِنْ وَرَاءِ الظَّلامِ شِمْتُ صَبَاحَهْ
ضَيَّعَ الدَّهرُ مَجْدَ شَعْبي، ولكنْ
سَتَرُدُّ الحَيَاةُ يَوْماً وِشَاحَهْ
إِنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَةٍ، غَيْرَ أنِّي
مِنْ وَرَاءِ الظَّلامِ شِمْتُ صَبَاحَهْ
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ
سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ | وما أن تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ |
سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها | وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ |
فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها | بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ |
فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ | وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ |
وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ | وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ |
فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟ | وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ |
لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ | وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ |
فَمَا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا | شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجابْ |
كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه | وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ |
ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا | فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ |
لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ٍ | ومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ |
فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ | وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ |
برديس- عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
في جِبال لهمومِ، أننبتَّ أغصاني،
في جِبال لهمومِ، أننبتَّ أغصاني، | فَرَقّتْ بينَ الصُّخُورِ بِجُهْدِ |
وَتَغَشَّانيَ الضَّبَابُ..، فأورقتُ | وأزهرتُ للعواضف، وحْدي |
وتمايلتُ في الظَّلام، وعطَّرتُ | فضاءَ الأَسى بأنفاس وردي |
وبمجد الحياة ِ، والشوقِ غّنَّيْتُ..، | فلم تفهم الأعَاصيرُ قصدي |
وَرَمَتْ للوهادِ أفنانيَ الخضْرَ، | وظلّتْ في الثَّلْجِ تحفر لَحْدِي |
ومَضتْ بالشَّذى فَقُلْتُ: «ستبني | في مروجِ السّماءِ بالعِطْر مَجْدي» |
وَتَغَزَلْتُ بالرَّبيعِ، وبالفجرِ | فماذا ستفعلّ الرّيحُ بَعدِي؟ |
برديس- عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ
أيُّها الليلُ! يا أَبَا البؤسِ والهَوْ | لِ،! ياهيكلَ الحَياة ِ الرَّهيبِ! |
فِيكَ تَجْثُو عرائسُ الأَمَلِ العذْ | بِ، تُصلَّي بصَوتِها المحبوبَ |
فَيُثيرُ النَّشِيدُ ذكرى حياة ٍ | حَجَبَتها غيومُ دَهر كَئيبِ |
وَتَرُفُّ الشُّجونُ مِنْ حول قلبي | بسُكُونٍ، وَهَيْبَة ٍ، وَقُطُوبِ |
أنتَ ياليلُ! ذرَّة ٌ، صعدت للكونِ، | من موطئ الجحيمِ الغَضوبِ |
أيُّها الليلُ! أنت نَغْمٌ شَجِيُّ | في شفاهِ الدُّهورِ، بين النَّحيبِ |
إنَّ أُنشودة السُّكُونِ، التي ترتجّ | في صدرك الرّكود، الرحيب |
تُسْمِعُ النَّفْسَ، في هدوء الأماني | رنة َ الحقَّ، والجمال الخلوبِ |
فَتَصوغُ القلوبُ، منها أَغَارِيداً، | تَهُزُّ الحياة َ هَزَّ الخُطُوبِ |
تتلوّى الحياة ُ، مِنْ أَلَم البؤْ | س فتبكي، بلوعة ونحيبِ |
وَعَلى مَسْمَعيكَ، تَنْهلُّ نوحاً | وعويلاً مُراً، شجون القلوبِ |
فأرى بُرقعاً شفيفاً، من الأو | جاع، يُلقي عليك شجوَ الكئيبِ |
وأرى في السُّكون أجنحة الجبَّـ | ـبارِ، مخلصة ً بدمعِ القُلوبِ |
فَلَكَ اللَّهُ! مِنْ فؤادٍ رَحيمٍ | ولكَ الله! من فؤادٍ كئيب |
يهجع الكونُ، في مابيبة ِ العصفور | طفلاً، بصدركَ الغربيب |
وبأحضانك الرحيمة ِ يستيقظُ، في | نضرة الضَّحُوكِ، الطَّرُوبِ |
شَادياً، كالطُّيوبِ بالأَملِ العَذْ | بِ، جميلاً، كَبَهْجَة ِ الشُّؤْبُوبِ |
ياظلام الحياة !يا روعة الحزنِ! | ن! وَيَا مِعْزَفَ التَّعِيس الغَرِيبِ |
وبقيثارة السّكنة ، في كفَّيـ | |
فَيكَ تنمُو زَنَابِقُ الحُلُمِ العذْ، | بِ، وتذوِي لدَى لهيبِ الخُطوبِ |
أَمْ قُلُوبٌ مُحِطَّاتٌ عَلَى سَا | بُ ظِلالُ الدُّهورِ، ذَاتَ قُطوبِ |
لبناتِ الشعر..، لكن قوَّضتهُ الحادثات | |
وَبِفَوْديكَ، فِي ضَفَائِرِكَ | ـودِ، تدَّب الأيامُ أيَّ دَبيبِ |
صَاحِ! إنَّ الحياة َ أنشودة ُ الحُزْ | نِ، فرتِّلْ عَلَى الحياة ِ نَحِيبي |
إنَّ كأسَ الحياة ِ مُتْرَعَة ٌ بالذَّمْـ | مْعِ، فاسْكُبْ على الصَّبَاحِ حَبيبي |
إنّ وادِي الظَّلامِ يَطْفَحُ بالهَوْ | لِ، فما أبعد ابتسام القلوبِ! |
لا يُغرّنَّك ابتسامُ بني الأر | ضِ فَخَلْفَ الشُّعاعِ لَذْعُ اللَّهِيبِ |
أنتَ تدري أنَّ الحياة َ قطو | بٌ وَخُطُوبٌ، فَما حَيَاة ُ القُطُوبِ؟ |
إنّ في غيبة ِ الليالي، تِباعاً | لخَطيبٌ يمرُّ إثر خطوبِ |
سَدَّدَتْ في سكينة ِ الكونِ، للأعما | قِ، نفْسي لخطأ بعيدَ الرُّسوبِ |
نَظْرة ٌ مَزَّقَتْ شِغَافَ اللَّيالي | لي فرأتْ مهجة َ الظْلام الهيوبِ |
ورأتْ في صميمِها، لوعة َ الحزْ | نِ، وأَصْغَتْ إلى صُراخِ القُلُوبِ |
لا تُحاوِلْ أنْ تنكرَ الشَّجْوَ، إنّي | قد خبرتُ الحياة َ خُبرَ لبيبِ |
فتبرمتُ بالسّكينة والضجّـ | ـة ، بل فد كرهتُ فيها نصيبي... |
كنْ كما شاءَت السماءُ كئيباً | أيُّ شيءٍ يَسُرُّ نفسَ الأَريبِ؟ |
أنفوسٌ تموتُ، شاخِصَة ً بالهو | لِ، في ظلمة ِ القُنوطِ العَصيبِ؟ |
حلِ لُجِّ الأَسَى ، | ـجِّ الأَسى ، بموْجِ الخُطوبِ؟ |
إنما النّاسُ في الحياة طيورٌ | قد رَمَاهَا القَضَا بِوادٍ رَهِيبِ |
يَعْصُفُ الهولُ في جَوَانبه السو | دِ فيقْضي على صَدَى العندليبِ |
قَدْ سَألتُ الحياة َ عَنْ نغمة ِ الفَجْـ | ـرِ، وَعَنْ وَجْمة المساءِ القَطُوبِ |
فسمعتُ الحياة َ، في هيكلِ الأحزا | نِ، تشدو بِلَحْنِها المحبوبِ: |
مَا سُكوتُ السَّماءِ إلا وُجُومٌ | مَا نشيدُ الصَّبَاحِ غيرُ نحيبِ |
لَيْسَ في الدَّهْرِ طَائرٌ يتغنّى | في ضِفَافِ الحياة ِ غَيْرَ كَئيبِ |
خضَّبَ الإكتئابُ أجنحة َ الأيّا | مِ، بِالدَّمْعِ، والدَّم المَسْكُوب |
وَعَجيبٌ أنْ يفرحَ النّاسُ في كَهْـ | ـفِ اللَّيالي، بِحُزْنِهَا المَشْبُوبِ!» |
كنتُ أَرْنو إلى الحياة ِ بِلَحْظٍ | باسمٍ، والرّجاءُ دونَ لغوبِ |
ذَاكَ عَهْدٌ حَسِبْتُهُ بَسْمَة َ الـ | ـفَجْر، ولكنَّه شُعاع الغُروبِ |
ذَاكَ عَهْدٌ، كَأَنَّه رَنَّة ُ الأفرا | ح، تَنْسَابُ منْ فَمِ العَنْدَليبِ |
خُفِّفَتْ ـ رَيْثَما أَصَخْتُ لَهَا بالقَلْـ | ـبِ، حيناً ـ وَبُدِّلَتْ بَنَحيبِ |
إن خمر الحياة وردية ُ اللونِ | ولكنَّها سِمامُ القُلوبِ |
جرفتْ من قرارة ِ القلبِ أحْلا | مي، إلى اللَّحْدَ، جَائِراتُ الخُطُوبِ |
فَتَلاشَتْ عَلَى تُخُومِ الليالي | وتهاوَت إلى الجحيم الغضوبِ |
وسوى في دُجنّة النّفس، ومضٌ | لم يزل بين جيئَة ٍ، وذُهوبِ |
ذكرياتٌ تميسُ في ظلمة ُ النَّفـ | ـسِ، ضئالاً كرائعاتِ المشيبِ |
يَا لِقَلْبٍ تَجَرّعَ اللَّوعة َ المُرَّ | ة َ منْ جدولِ الزَّمانِ الرَّهيبِ! |
وَمَضَتْ في صَمِيمِهِ شُعْلَة ُ الحُزْ | ن، فَعَشَّتْهُ مِنْ شُعَاعِ اللَّهيبِ. |
برديس- عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ، | أَوْ لِربعٍ غَدَا العَفَاءُ مَرَاحهْ |
إنَّما عَبْرَتِي لِخَطْبٍ ثَقِيلٍ، | قد عَرانا، ولم نجد من أزاحهُ |
كلّما قامَ في البلادِ خطيبٌ، | مُوقِظٌ شَعْبَهُ يُرِيدُ صَلاَحَهْ |
ألبسوا روحَهُ قميصَ اضطهادٍ | فاتكٍ شائكٍ يردُّ جِماحَهْ |
وتوخَّوْاطرائقَ العَسف الإِرْ | هَاقِ تَوًّا، وَمَا تَوَخَّوا سَمَاحَهْ |
هكذا المخلصون في كلِّ صوبٍ | رَشَقَاتُ الرَّدَى إليهم مُتَاحَهْ |
غيرَ أنَّا تناوبتنا الرَّزايا | واستباحَتْ حَمانا أيَّ استباحَهْ |
أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَة َ فِي لُجِّ | الهَوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ |
شِرْعَتي حُبُّكِ العَمِيقُ وإنِّي | قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ |
لستُ أنصاعُ للوَّاحي ولو مـ | ـتُّ وقامتْ على شبابي المناحَة ْ |
لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي | فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ |
وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي | صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ |
إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي | مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ |
ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ | سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ |
برديس- عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
نشيد الجبار ( هكذا غنّى بروميثيوس )
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعْداءِ | كالنِّسْر فوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ |
أَرْنو إِلَى الشَّمْسِ المضِيئّة ِ..،هازِئاً | بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ |
لا أرمقُ الظلَّ الكئيبَ..، ولا أَرى | ما في قرار الهَوّة ِ السوداءِ... |
وأسيرُ في دُنيا المشاعِر، حَالماَ، | غرِداً- وتلكَ سعادة ُ الشعراءِ |
أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها | وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشائي |
وأُصِيخُ للصّوتِ الإلهيِّ، الَّذي | يُحيي بقلبي مَيِّتَ الأصْداءِ |
وأقول للقَدَرِ الذي لا يَنْثني | عن حرب آمالي بكل بلاءِ: |
"-لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي | موجُ الأسى ، وعواصفُ الأرْزاءِ |
«فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ | سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ» |
لا يعرفُ الشكْوى الذَّليلة َ والبُكا، | وضَراعَة َ الأَطْفالِ والضُّعَفَاء |
«ويعيشُ جبَّارا، يحدِّق دائماً | بالفَجْرِ..، بالفجرِ الجميلِ، النَّائي |
واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى ، | وزَوابعِ الاَشْواكِ، والحَصْباءِ |
وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ | رُجُمَ الرّدى ، وصواعِقَ البأساءِ» |
«سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، عازفاً | قيثارتي، مترنِّما بغنائي» |
«أمشي بروحٍ حالمٍ، متَوَهِّجٍ | في ظُلمة ِ الآلامِ والأدواءِ» |
النّور في قلبِي وبينَ جوانحي | فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ» |
«إنّي أنا النّايُ الذي لا تنتهي | أنغامُهُ، ما دامَ في الأحياءِ» |
«وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس تزيدُهُ | إلا حياة ً سَطْوة ُ الأنواءِ» |
أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى | عُمُري، وأخرسَتِ المنيَّة ُ نائي» |
«وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي | قدْ عاشَ مثلَ الشُّعْلة ِ الحمْراءِ |
فأنا السَّعيدُ بأنني مُتَحوِّلٌ | عَنْ عَالمِ الآثامِ، والبغضاءِ» |
«لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ | وأَرْتوي منْ مَنْهَلِ الأَضْواءِ" |
وأقولُ للجَمْعِ الذينَ تجشَّموا | هَدْمي وودُّوا لو يخرُّ بنائي |
ورأوْا على الأشواك ظلِّيَ هامِداً | فتخيّلوا أنِّي قَضَيْتُ ذَمائي |
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما | وجدوا..، ليشوُوا فوقَهُ أشلائي |
ومضُوْا يمدُّونَ الخوانَ، ليأكُلوا | لحمي، ويرتشفوا عليه دِمائي |
إنّي أقول ـ لَهُمْ ـ ووجهي مُشْرقٌ | وَعلى شِفاهي بَسْمة اسْتِهزاءِ-: |
"إنَّ المعاوِلَ لا تهدُّ مَناكِبي | والنَّارَ لا تَأتي عَلَى أعْضائي |
«فارموا إلى النَّار الحشائشَ..، والعبوا | يا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي» |
«وإذا تمرّدتِ العَواصفُ، وانتشى | بالهول قَلْبُ القبّة ِ الزَّرقاءِ» |
«ورأيتموني طائراً، مترنِّماً | فوقَ الزّوابعِ، في الفَضاءِ النائي |
«فارموا على ظلّي الحجارة َ، واختفوا | خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ..» |
وهُناك، في أمْنِ البُيوتِ،تَطارَحُوا | عثَّ الحديثِ، وميِّتَ الآراءِ» |
«وترنَّموا ـ ما شئتمُ ـ بِشَتَائمي | وتجاهَرُوا ـ ما شئتمُ ـ بِعدائي» |
أما أنا فأجيبكم من فوقِكم | والشمسُ والشفقُ الجميلُ إزائي: |
مَنْ جاشَ بِالوَحْيِ المقدَّسِ قلبُه | لم يحتفِلْ بفداحة الأعباءِ" |
برديس- عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
في جِبال لهمومِ، أننبتَّ أغصاني،
في جِبال لهمومِ، أننبتَّ أغصاني، | فَرَقّتْ بينَ الصُّخُورِ بِجُهْدِ |
وَتَغَشَّانيَ الضَّبَابُ..، فأورقتُ | وأزهرتُ للعواضف، وحْدي |
وتمايلتُ في الظَّلام، وعطَّرتُ | فضاءَ الأَسى بأنفاس وردي |
وبمجد الحياة ِ، والشوقِ غّنَّيْتُ..، | فلم تفهم الأعَاصيرُ قصدي |
وَرَمَتْ للوهادِ أفنانيَ الخضْرَ، | وظلّتْ في الثَّلْجِ تحفر لَحْدِي |
ومَضتْ بالشَّذى فَقُلْتُ: «ستبني | في مروجِ السّماءِ بالعِطْر مَجْدي» |
وَتَغَزَلْتُ بالرَّبيعِ، وبالفجرِ | فماذا ستفعلّ الرّيحُ بَعدِي؟ |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
إني ارى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً
إني أرى َ..، فَأرَى جُمُوعاً جَمَّة ً | لكنّها تحيا بِلاَ ألْبابِ |
يَدْوِي حوالَيْها الزَّمانُ، كأنَّما | يدوي حوالَي جندلٍ وترابِ |
وإذا استجَابُوا للزمانِ تَنَاكروا | وَتَرَاشَقُوا بالشَّوكِ والأحْصَابِ |
وقضَوا على رُوح الأخوَّة ِ بينهم | جَهلاً وعاشُوا عِيشة َ الأَغرابِ |
فرِحتْ بهم غولُ التّعاسة ِ والفَنَا | وَمَطَامِعُ السّلاَّب والغَلاّبِ |
لُعَبٌ، تُحرِّكُها المَطامعُ، واللّهى | وصَغائِرُ الأحقادِ والآرابِ |
وأرى نفوساً، مِنْ دُخانٍ، جامدٍ | مَيْتٍ، كأشباحٍ، وراءَ ضَبَابِ |
مَوتى ، نَسُوا شَوقَ الحياة ِ وعزمَها | وتحرَّكوا كتحرُّكِ الأنصابِ |
وخبَا بهمْ لَهَبُ الوجودِ، فما بقُوا | إلاَّ كمحترِقٍ من الأخشابِ |
لا قلبَ يقتحمُ الحياة َ، ولا حِجَى ً | يسمُو سُمُوَّ الطَّائر الجوَّابِ |
بلْ في الترابِ المَيتِ، في حَزن الثَّرى | تنمو مَشَاعِرُهُمْ مع الأَعشابِ |
وتموتُ خاملة ً، كَزَهرٍ بائسٍ | ينمو ويذبُل في ظَلامِ الغَابِ |
أبداً تُحدِّقُ في التراب..، ولا تَرَى | نورَ السماءِ..، فروحُها كتُرابِ..! |
الشَّاعرُ الموهوبُ يَهْرِق فنَّه | هدراً على الأَقْدامِ والأَعْتابِ |
ويعيشُ في كونٍ، عقيمٍ، ميِّتٍ | قَدْ شيَّدتْهُ غباوة ُ الأَحقَابِ |
والعاِلِمُ النِّحريرُ يُنفقُ عُمره | في فهمِ ألفاظٍ، ودرسِ كتابِ |
يَحيا على رِمَمِ القديم المُجتَوَى | كالدُّود في حِمَمِ الرَّماد الخابي |
والشَّعبُ بينهما قطيعٌ، ضَائعٌ | دُنياه دنيا مأكلٍ وشرابِ |
الوَيلُ للحسَّاسِ في دُنياهمُ | ماذا يُلاقي من أَسَى ّ وعَذِابِ! |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
| الأمُّ تلثُمُ طفلَها، وتضـمُّه |
الأمُّ تلثُمُ طفلَها، وتضـمُّه | حرَمٌ، سماويُّ الجمالِ، مقدَّسُ |
تتألّه الأفكارُ، وهْي جوارَه | وتعودُ طاهرة ً هناكَ الأنفُسُ |
حَرَمُ الحياة ِ بِطُهْرِها وَحَنَانِها | هل فوقَهُ حرَمٌ أجلُّ وأقدسُ؟ |
بوركتَ يا حرَمَ الأمومة ِ والصِّبا | كم فيك تكتمل الحياة ُ وتقدُسُ |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
عِشْ بالشُّعورِ، وللشُّعورِ، فإنَّما |
عِشْ بالشُّعورِ، وللشُّعورِ، فإنَّما | دنياكَ كونُ عواطفٍ وشعورِ |
شِيدَتْ على العطْفِ العميقِ، وإنّها | لتجفُّ لو شِيدتْ على التفكيرِ |
وَتَظَلُّ جَامِدَة الجمالِ، كئيبة ً | كالهيكلِ، المتهدِّم، المهجورِ |
وَتَظَلُّ قاسية َ الملامحِ، جهْمة ً | كالموتِ..، مُقْفِرة ً، بغير يرورِ |
لا الحبُّ يرقُصُ فوقها متغنِّياً | للنّاسِ، بين جَداولٍ وزهورِ |
مُتَوَرِّدَ الوَجناتِ سكرانَ الخطا | يهتزُّ من مَرَح، وفرْط حبورِ |
متكلِّلاً بالورْدِ، ينثرُ للورى | أوراقَ وردِ "اللَّذة ِ" المنضورِ |
كلاَّ! ولا الفنُّ الجميلُ بظاهرٍ | في الكون تحتَ غمامة ٍ من نورِ |
مَتَوشِّحاً بالسِّحر، ينفْخ نايَهُ | ـبوبَ بين خمائلٍ وغديرِ |
أو يلمسُ العودَ المقدّسَ، واصفاً | للموت، للأيام، للديجورِ |
ما في الحياة من المسرَّة ِ، والأسى | والسِّحْر، واللَّذاتِ، والتغريرِ |
أبَداً ولا الأملُ المُجَنَّحُ مُنْشِداً | فيها بصوتِ الحالم، المَحْبُورِ |
تلكَ الأناشيدُ التي تَهَبُ الورى | عزْمَ الشَّبابِ، وَغِبْطة العُصْفورِ |
واجعلْ شُعورَكَ، في الطَّبيعة قَائداً | فهو الخبيرُ بتِيهما المسْحورِ |
صَحِبَ الحياة َ صغيرة ً، ومشى بها | بين الجماجم، والدَّمِ المهدورِ |
وعَدَا بهَا فوقَ الشَّواهِق، باسماً | متغنِّياً، مِنْ أعْصُرِ وَدُهورِ |
والعقلُ، رغْمَ مشيبهِ ووقَاره، | ما زالَ في الأيّامِ جِدَّ صغيرِ |
يمشي..، فتصرعه الرياحُ..، فَيَنْثَنِي | مُتوجِّعاً، كالطّائر المكسورِ |
ويظلُّ يَسْألُ نفسه، متفلسفاً | متَنَطِّساً، في خفَّة ٍ وغُرورِ: |
عمَّا تُحَجِّبُهُ الكواكبُ خلفَها | مِنْ سِرِّ هذا العالَم المستورِ |
وهو المهشَّمُ بالعواصفِ.. يا لهُ | من ساذجٍ متفلسفٍ، مغرور! |
وافتحْ فؤادكَ للوجود، وخلَّه | لليمِّ للأمواج، للدّيجورِ |
للثَّلج تنثُرُهُ الزوابعُ، للأسى | للهَوْلِ، للآلامِ، للمقدورِ |
واتركْه يقتحِمُ العواصفَ..، هائماً | في أفقِها، المتلبّدِ، المقرورِ |
ويخوضُ أحشاءَ الوجود..، مُغامِراً | في ليْلِها، المتَهَّيبِ، المحذورِ |
حتَّى تعانقَه الحياة ُ، ويرتوي | من ثغْرِها المتأجِّجِ، المسجورِ |
فتعيشَ في الدنيا بقلبٍ زاجرٍ | يقظِ المشاعرِ، حالمٍ، مسحورِ |
في نشوة ٍ، صُوفيَّة ٍ، قُدسية ٍ، | هيَ خيرُ ما في العالمِ المنظورِ |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ
يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ | هذا الوجودَ، ومِنْ أعدائها القَدَرُ؟ |
ترضى وَتَسْكُتُ؟ هذا غيرُ محتَمَلٍ! | إذاً، فهل ترفضُ الدنيا، وتنتحرُ؟ |
وذا جنونٌ، لَعَمْري، كلُّه جَزَعٌ | باكٍ، ورأيٌ مريضٌ، كُلُّه خَوَرُ! |
فإنما الموتُ ضَرْبٌ من حَبائِله | لا يُفلتُ الخلقُ ما عاشوا، فما النَّظرُ؟ |
هذا هو اللّغْزُ، عَمَّاهُ وعَقَّدَهُ | على الخليقة ِ، وحْشٌ، فاتكٌ حذِرُ |
قد كَبَّلَ القدرُ الضّاري فرائسَه | فما استطاعُو له دفْعاً، ولا حَزَروا |
وخاطَ أعينَهم، كي لا تُشَاهِدَهُ | عينٌ، فتعلمَ ما يأتي وما يذرُ |
وَحَاطَهُمْ بفنونٍ من حَبَائِلِهِ | فما لَهُمْ أبداً مِنْ بطشِه وَزرُ |
لا الموتُ يُنقذُهم من هَوْل صولَتهِ | ولا الحياة ُ، تَسَاوَى النّاسُ والحَجَرُ! |
حَارَ المساكينُ، وارتاعُوا، وأَعْجَزَهم | أن يحذروهُ، وهَلْ يُجْديهمُ الحذرُ |
وَهُمْ يعيشونَ في دنيا مشيَّدة ٍ | منَ الخطوب، وكونٍ كلَّه خَطرُ؟ |
وكيف يحذرُ أعمَى ، مُدْلِجٌ، تَعِبٌ | هولَ الظَّلامِ، ولا عَزمٌ ولا بَصَرُ؟ |
قد أيقنوا أنه لا شيءَ يُنقذهُم | فاستسلموا لِسُكُونِ الرُّعْبِ، وانتظروا.. |
ولو رأوه لسَارتْ كي تحارِبَه | مِنَ الورى زُمَرٌ، في إثرِهَا زُمَرُ |
وثارت الجنّ، والأملاك ناقمة ً | والبحرُ، والبَرُّ، والأفلاكُ، والعُصُر |
لكنه قوَّة ٌ تُملي إرادتها | سِرَّا، فَنَعْنو لها قهراً، ونأتمرُ |
حقيقة مُرَّة ، يا ليلُ، مُبْغَضَة ٌ | كالموت، لكنْ إليها الوِرْدُ والصَّدَرُ |
تَنَهَّدَ اللَّيْلُ، حتَّى قلتُ: «قد نُثِرَتْ | تلك النجومُ، ومات الجنُّ والبشرُ |
وَعَاد للصّمتِ..، يُصغي في كآبته | كالفيلسوف-إلى الدنيا، ويفتكرُ.. |
وقَهْقَهَ القَدرُ الجبّارُ، سخرية ً | بالكائنات. تَضَاحَكْ أيّها القدرُ! |
تمشي إلى العَدَمِ المحتومِ، باكية ً | طوائفُ الخلق، والأشكالُ والصورُ |
وأنتَ فوقَ الأسى والموت، مبتسمٌ | ترنو إلى الكون، يُبْنَى ، ثمّ يندَثِرُ |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
ا أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا
يَا أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا | ثَمِلاً بِغِبْطة ِ قَلْبِهِ المَسْرُورِ |
مُتَنَقِّلاً بينَ الخَمائلِ، تَالِياً | وحْيَ الربيعِ السّاحرِ المسحورِ |
غرّدْ، ففي تلك السهول زنابقٌ | تَرْنُو إليكَ بِنَاظرٍ مَنْظُورِ |
غرِّدْ، ففي قلبي إليْك مودَّة ٌ | لكن مودَّة طائر مأسورِ |
هَجَرَتْهُ أَسْرابُ الحمائمِ، وانْبَرَتْ | لِعَذَابِهِ جنِّية ُ الدَّيْجُورِ... |
غرِّد، ولا ترهَبْ يميني، إنّني | مِثْلُ الطُّيورِ بمُهْجَتي وضَمِيري |
لكنْ لقد هاضَ الترابُ ملامعي | فَلَبِثْتُ مِثْلَ البُلبلِ المَكْسُورِ |
أشدُو برنّاتِ النِّياحَة ِ والأسى | مشبوبة بعواطفي وشعوري |
غرِّدْ، ولا تحفَلْ بقلبي، إنّهُ | كالمعزَفِ، المتحطِّمِ، المهجورِ |
رتِّل عَلى سَمْع الرَّبيعِ نشيدَهُ | واصدحْ بفيضِ فؤادك المسجورِ |
وکنْشِدْ أناشيدَ الجَمال، فإنَّها | روحُ الوجود، وسلوة المقهورِ |
أنا طَائرٌ، مُتَغرِّدٌ، مُتَرنِّمٌ | لكِنْ بصوتِ كآبتي وَزَفيري |
يهتاجُني صوتُ الطّيور، لأنَّه | مُتَدَفِّقٌ بحرارة وطَهورِ |
ما في وجود النَّاس مِنْ شيءٍ به | يَرضَى فؤادي أو يُسَرُّ ضميري |
فإذا استمعتُ حديثَهم أَلْفَيْتُهُ | غَثّاً، يَفِيض بِركَّة ٍ وَفُتُورِ |
وإذا حَضَرْتُ جُمُوعَهُمْ ألْفَيتَنِي | ما بينهم كالبلبل المأسورِ |
متوحِّداً بعواطفي، ومشاعري، | وَخَوَاطِري، وَكَآبتي، وَسُروري |
يَنْتَابُنِي حَرَجُ الحياة كأنّني | مِنْهمْ بِوَهْدَة جَنْدلٍ وَصُخورِ |
فإذا سَكَتُّ تضجَّروا، وإذا نَطَقْتُ | تذمَّروا مِنْ فكْرَتي وَشُعوري |
آهٍ مِنَ النَّاسِ الذين بَلَوْتُهُمْ | فَقَلَوْتُهُمْ في وحشتي وَحُبُوري! |
ما منهم إلا خبيثٌ غادرٌ | متربِّصٌ بالنّاس شَرَّ مصيرِ |
وَيَودُّ لو مَلَكَ الوُجودَ بأسره | ورمى الوَرى في جاحِمٍ مسجورِ |
لِيُبلَّ غُلَّتَهُ التي لا ترتوي | ويكظّ نهمة قلبه المغفورِ |
وإذا دخلتُ إلى البلاد فإنَّ أفكا | ـكاري تُرَفْرِفُ في سُفوح الطُّورِ |
حيثُ الطبيعة ُ حلوة ٌ فتَّانَة ٌ | تختال بين تَبَرُّجِ وَسُفُورِ |
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي غارقة ٌ | بموَّار الدَّم المهْدورِ |
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي لا | ترثي للصوتِ تَفجُّع المَوْتُورِ؟ |
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي لا | تَعْنو لِغَير الظَّالمِ الشَّرِّيرِ؟ |
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي مُرْتادٌ | لكل دعارة وفجورِ؟ |
يا أيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههنا | ثَمِلاً بغبطة قَلْبهِ المسرورِ! |
قبِّلْ أزاهيرَ الربيعِ، وغنِّها | رنَمَ الصّباحِ الضَاحكِ المحبورِ |
واشربْ مِنَ النَّبع، الجميل، الملتوي | ما بين دَوْحِ صنوبر وغدير |
وکتْرُكْ دموعَ الفَجْرِ في أوراقِها | حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ |
فَلَرُبَّما كانتْ أنيناً صاعداً | في اللَّيل مِنْ متوجِّعٍ، مَقْهورِ |
ذرفته أجْفان الصباح مدامعاً | ألاّقة ، في دوحة وزهورِ... |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
أنتَ يا شعرُ، فلذة ٌ من فؤادي
أنتَ يا شعرُ، فلذة ٌ من فؤادي | تتغنَّى ، وقطعة ُ من وجودي |
فيكَ مَا في جوانحي مِنْ حَنينٍ | أبديِّ إلى صَميم الوجودِ |
فيكَ مَا في خواطري من بكاءٍ | فيك ما في عواطفي مِنْ نَشيدِ |
فيكَ ما في مَشَاعري مِنْ وُجومٍ | لا يغنِّي، ومن سرور عهيدِ |
فيكَ ما في عَوَالمي مِنْ ظلامٍ | سرمديّ، ومن صباحٍ وليدِ |
فيكَ ما في عَوَالمي من نجومٍ | ضاحكاتٍ خلف الغمام الشرودِ |
فيكَ ما في عَوَالمي من ضَبَابِ | وسراب، ويقظة ، وهجودِ |
فيكَ ما في طفولتي مِنْ سلامٍ، | وابتسامٍ، وغبطة ٍ، وَسُعودِ |
فيكَ ما في شبيتي من حنينٍ، | وشجون، وبهجة ، وجمودِ |
فيك- إن عانق الربيع فؤادي | تتثنَّى سَنَابلي وَوُرُودي |
ويغنى الصّباحُ أنشودة َ الحب، | على مَسْمَعِ الشَّبابِ السَّعيدِ |
ثم أجنى في صيْف أحلاميَ | الساحر ما لذَّ من ثمار الخلودِ |
فيك يبدو خريفُ نفسي مَلُولاً، | شاحبَ اللون، عاريَ الأملود |
حَلَّلْته الحَياة ُ بالحَزَنِ الدّا | هُتافُ السَّؤُوم والمُسْتَعيدِ |
فيك يمشي شتاءُ أيَّاميَ البا | كي، وتُرغي صَوَاعقي وَرُعُودي |
وتجفُّ الزهورُ في قلبيَ الدا | جي، وَتَهْوي إلى قرارٍ بعيدِ. |
أنت يا شعرُ-قصة ٌ عن حَياتي | أنت يا شعرُ صورة ٌ من وجودي |
أنت يا شعر-إن فرحتُ-أغاريدي | وإن غنَّت الكآبة -عودي |
أنت ياشعرُ كأسُ خمرٍ عجيبٍ | أتلَّهى به خلال اللحودِ.. |
أتحسَّاهُ في الصَّباحِ، لأنسى | ما تقضَّى في أمسيَ المفقودِ |
وأناجيه في المساءِ، لِيُلْهِيَني | |
أنتَ ما نِلْتُ من كهوفِ الليالي | وتصفَّحتُ من كتاب الخلودِ |
فيك ما في الوجودِ مِنْ حَلَكٍ، دا | جٍ، وما فيه من ضياءٍ، بَعيدِ |
فيك ما في الوجودِ من نَغَمٍ، | حُلْوٍ، وما فيه مِن ضَجيجٍ، شَديدِ |
فيك ما في الوجودِ مِنْ جَبَلٍ، | وعْرٍ، وما فيه من حَضِيضٍ، وَهِيدِ |
فيك ما في الوجودِ من حَسَكٍ، | يُدْمِي، وما فيه من غَضيضِ الورودِ |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
أَتَفنى ابتساماتُ تَلك الجفونِ؟
أَتَفنى ابتساماتُ تَلك الجفونِ؟ | ويخبو توهُّجُ تلكَ الخدودْ |
وتذوي وُرَيْداتُ تلك الشِّفاهِ؟ | وتهوِي إلى التُّرْبِ تلكَ النُّهودْ؟ |
وينهدُّ ذاك القوامُ الرَّشيقُ | وينحلُّ صَدْرٌ، بديعٌ، وَجِيدْ |
وتربدُّ تلكَ الوحوهُ الصًّباحُ | وكلٌّ ـ إذا ما سألنا الحياة ـ |
ويغبرُّ فرعٌ كجنْحِ الظَّلامِ | أنيقُ الغدائر، جعدٌ، مديدْ |
ويُصبحُ في ظُلُماتِ القبورِ | هباءً، حقيراً، وتُرْباً، زهيدْ |
وينجابُ سِحْرُ الغَرامِ القويِّ | وسُكرُ الشَّبابِ، الغريرِ، السّعيدْ |
أتُطوَى سماواتُ هذا الوجودِ؟ | ويذهبُ هذا الفَضاءُ البعيدْ؟ |
وتَهلِكُ تلكَ النُّجومُ القُدامى ؟ | ويهرمُ هذا الزّمانُ العَهيدْ؟ |
ويقضِي صَباحُ الحياة ِ البديعُ؟ | وليلُ الوجودِ، الرّهيبُ، العَتيدْ؟ |
وشمسٌ توشِّي رداءَ الغمامِ؟ | وبدرٌ يضيءُ، وغَيمٌ يجودْ؟ |
وضوءٌ، يُرَصِّع موجَ الغديرِ؟ | وسِحْرٌ، يطرِّزُ تلكَ البُرودْ؟ |
جليلاً، رهيباً، غريباً، وَحيدْ | يضجُّ، ويدوي دويَّ الرّعودْ؟ |
وريحٌ، تمرُّ مرورَ المَلاكِ، | وتخطو إلى الغاب خَطَوَ الوليدْ؟ |
وعاصفة ٌ من بناتِ الجحيم، | كأنَّ صداها زئير الأسودْ |
تَعجُّ، فَتَدْوِي حنايا الجبال | وتمشي، فتهوي صُخورُ النُّجودْ؟ |
وطيرٌ، تغنِّي خِلالَ الغُصونِ، | وتهتف ُللفجر بين الورود؟ |
وزهرٌ، ينمِّقُ تلك التلال | وَيَنْهَل من كلِّ ضَوءٍ جَدِيدْ؟ |
ويعبَقُ منه أريجُ الغَرامِ | ونفحُ الشباب، الحَييّ، السعيد |
أيسطو على الكُلِّ ليلُ الفَناءِ | ليلهُو بها الموتُ خَلْفَ الوجودْ.. |
وَيَنْثُرَهَا في الفراغِ المُخِيفِ | كما تنثرُ الوردَ ريحٌ شَرود |
فينضبُ يمُّ الحياة ِ، الخضيمُّ | ويَخمدُ روحُ الربيع، الولود |
فلا يلثمُ النُّورُ سِحْرَ الخُدودِ | ولا تُنبِتُ الأرضُ غضَّ الورود |
كبيرٌ على النَّفسِ هذا العَفَاءُ! | وصعبٌ على القلب هذا الهموذ! |
وماذا على الَقدَر المستمرِّ | لو استمرَأَ الّناسُ طعمَ الخلود |
ولم يُخْفَروا بالخرابِ المحيط | ولم يفُجعَوا في الحبيبِ الودود |
ولم يَسلكوا للخلمودِ المرجَّى | سبيلَ الرّدى ، وظَلامَ اللّحودْ |
فَدَامَ الشَّبابُ، وَسِحْرُ الغرامِ، | وفنُّ الربيعِ، ولطفُ الورُودْ |
وعاش الورى في سَلامٍ، أمينٍ | وعيشٍ، غضيرٍ، رخيٍّ، رَغيد؟ |
ولكنْ هو القَدَرُ المستبدُّ | يَلَذُّ له نوْحُنا، كالنّشيد |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
يَنْقَضِي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ وَيَأْسِ
يَنْقَضِي العَيْشُ بَيْنَ شَوْقٍ وَيَأْسِ | والمُنَى بَيْنَ لَوْعة ٍ وَتَأَسِّ |
هذه سُنَّة ُ الحياة ، ونفسي | لا تَوَدُّ الرَّحيقَ فِي كَأْسِ رِجْسِ |
مُلِىء الدهر بالخداعِ، فكم قد | ضلَّلَ الناسَ من إمام وقَسِّ |
كلَّما أَسْأَلُ الحياة َ عَنِ الحقِّ | تكُفُّ الحياة ُ عن كل هَمْسِ |
لمْ أجِدْ في الحياة ِ لحناً بديعاً | يَسْتَبِيني سِوى سَكِينَة ِ نَفْسي |
فَسَئِمْتُ الحياة َ، إلا غِرَاراً | تتلاشى بِهِ أَناشِيدُ يَأْسِي |
ناولتني الحياة ُ كأساً دِهاقاً | بالأماني، فما تناولْتُ كأسِي |
وسقتْني من التعاسَة أكواباً | تجرعْتُها، فيأشدّ تُعْسي |
إنّ في روضة ِ الحياة ِ لأشواكاً | بها مُزِّقتْ زَنابِقُ نفسي |
ضَاعَ أمسي! وأينَ مِنِّي أَمْسِي؟ | وقضى الدهرُ أن أعيش بيأسي |
وقضى الحبُّ في سكون مريعٍ | سَاعَة َ الموتِ بين سُخْط وَبُؤْسِ |
لم تُخَلِّفْ ليَ الحياة من الأمس | سِوَى لَوْعَة ٍ، تَهُبُّ وَتُرسي |
تتهادى ما بين غصّات قلبي | بِسُكونٍ وبين أوجاعِ نَفْسي |
كخيال من عالم الموْت، ينْساب | بِصَمْتٍ ما بينَ رَمْسٍ وَرَمْسِ |
تلك أوجاعُ مهجة ٍ، عذَّبتْها | في جحيم الحياة أطيافُ نحسِ |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
عجباً لي! أودُّ أن أَفْهَمَ الكونَ،
عجباً لي! أودُّ أن أَفْهَمَ الكونَ، | ونفسي لَمْ تستطعْ فَهْمَ نفسِي! |
لم أُفِدْ مِنْ حَقائِقِ الكونِ إلاّ | أنني في الوجُود مُرْتَادُ رمسِ |
كلُّ دهر يمُرُّ يفجعُ قلبي | ليتَ شعري أينَ الزَّمان المؤسي |
في ظلام الكُهوفِ أشباحُ شؤمٍ | وبهذا الفَضَاءِ أطيافُ نَحْسِ |
وَخِلالَ القُصور أنّاتُ حُزْنٍ | وَبتلكَ الأكواخ أَنْضَاءُ بؤسِ! |
والقَضَاءُ الأَصَمُّ يَعْتَسِفُ ال | نّاس ويقضي ما بين سَيْفٍ وَقَوْسِ! |
هذه صورة ُ الحـيـاة ِ؛ وهذا | لونُها في الوجود، من أمسِ أمسِ |
صُورة ٌ للشَّقَاءِ دَامِعَة ُ الطَّرْفِ | ولونٌ يَسُودُ في كلِّ طَرْسِ |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
الحُبُّ شُعْلَة ُ نُورٍ ساحرٍ، هَبَطَتْ
الحُبُّ شُعْلَة ُ نُورٍ ساحرٍ، هَبَطَتْ | منَ السَّماءِ، فكانتْ ساطعَ الفَلَقِ |
وَمَزّقتْ عَن جفونِ الدَّهْرِ أَغْشِيَة ً | وعن وجوه الليالي بُرقُعَ الغسقِ |
الحبُّ رُوحُ إلهيٌّ، مجنّحة ٌ | أيامُه بضياء الفجر والشّفقِ |
يطوفُ في هذهِ الدُّنيا، فَيَجْعَلُها | نجْماً، جميلاً، ضحوكاً، جِدَّ مؤتلقِ |
لولاهُ ما سُمِعتْ في الكون أغنية ٌ | ولا تألف في الدنيا بَنْو أُفْقِ |
الحبُّ جَدْولٌ خمرٍ، مَنْ تَذَوَّقَهُ | خاضَ الجحيمَ، ولم يُشْفِق من الحرقِ |
الحبُّ غاية ُ آمالِ الحياة ِ، فما | خوْفِي إذا ضَمَّني قبرٌ؟ وما فَرَقِي؟ |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
ضعفُ العزيمة ِ لَحْدٌ، في سكينَتهِ
ضعفُ العزيمة ِ لَحْدٌ، في سكينَتهِ | تقْضِي الحياة ُ، بَنَاهُ اليأسُ والوجَلُ |
وفِي العَزِيمَة ِ قُوَّاتٌ، مُسَخَّرَة ٌ | يخِرّ دونَ مَداها اليأسُ والوجَلُ |
والنّاسُ شَخْصان: ذا يسْعى به قَدَمٌ | من القُنوطِ، وذا يسعَى به الأملُ |
هذا إلى الموتِ، والأجداثُ ساخرة ٌ، | وَذَا إلى المَجْدِ، والدُّنْيَا لَهُ خَوَلُ |
ما كلُّ فعل يُجِلُّ النَّاسُ فَاعلَه | مجداً، فإنَّ الورى في رأَيِهم خطَلُ |
ففي التماجد تمويهٌ، وشعْوذَة ٌ، | وَفِي الحَقِيقَة مَا لا يُدْرِكُ الدَّجِلُ |
مَا المَجْدُ إلا ابتِسَامَاتٌ يَفِيضُ بها | فمُ الزمانْ، إذا ما انسدَّتِ الحِيَلُ |
وليسَ بالمَجدْ ما تشْقى الحياة ُ به | فَيَحْسُدُ اليَوْمُ أمْساً، ضَمَّهُ الأَزَلُ |
فما الحروبُ سوى وحْشيَّة ٍ، نهضَتْ | في أنفُسِ النّاسِ فانقادَتْ لها الدّولُ |
وأيقظتْ في قلوبِ النّاسِ عاصفة ً | غامَ الوجودُ لها، واربْدَّت السُّبُلُ |
فَالدَّهْرُ مُنْتَعِلٌ بالنَّارِ، مُلْتَحِفٌ | بالهوْلِ، والويْلِ، والأيامُ تَشْتَعِلُ |
وَالأَرْضُ دَامية ٌ، بالإثْمِ طَامِيَة ٌ، | وَمَارِدُ الشَّرِّ في أَرْجَائِهَا ثَمِلُ |
والموْتُ كالماردِ الجبَّارِ، منتصِبٌ | فِي الأرضِ، يَخْطُفُ مَنْ قَدْ خَانَهُ الأَجَلْ |
وَفِي المَهَامِهِ أشلاءٌ، مُمَزَّقَة ٌ | تَتْلُو على القَفْرِ شِعْراً، لَيْسَ يُنْتَحَلُ |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ
قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ | سَاحِرٍ، في ظِلال غابٍ جميلِ |
كان فيه النّسيم، يرقصُ سكراناً | على الوردِ، والنّباتِ البَليلِ |
وضَبابُ الجبالِ، يَنْسَابُ في رفقٍ | بديعٍ، على مُروج السُّهولِ |
وأغاني الرعاة ِ، تخفقُ في الأغوارِ | والسّهلِ، والرّبا، والتّلولِ |
ورحابُ الفضاءِ، تَعْبُقُ بالألحانِ | والعطرِ، والذّياءِ الجميلِ |
والمَلاَكُ الجميلُ، ما بين ريحانٍ | وعُشْبٍ، وسِنديانٍ، ظَليلِ |
يتغنَّى مع العَصَافيرِ، في الغاب | ويرنو إلى الضَّباب الكَسُولِ |
وشعورُ الملاك ترقصُ بالأزهار | والضوءِ، والنَّسيمِ العَليل |
حُلُمٌ ساحرٌ، به حَلُمَ الغابُ | فَوَاهاً لِحُلْمِهِ المَعْسُولِ! |
مثلُ رؤيا تلوحُ للشّاعر الفنَّان | في نشوة ِ الخيال الجليلِ |
قد تملَّيْتُ سِحرَهُ في أناة ٍ | وحنانٍ، وَلَذَّة ٍ، وَذُهولِ |
ثُمَّ ناديتُ، حينما طفحَ السِّحرُ | بأرجاءِ قَلبي المبتولِ |
يا شعورٌ تميد في الغَاب بالر | يحانِ، والنّور، والنّسيم البليلِ |
كَبَّليني بهاتِهِ الخِصَلِ المرخَاة ِ | في فتنة ِ الدَّلال المَلُولِ |
كبّلي يا سَلاسلَ الحبِّ أفكا | ري، وأحلامَ قلبيَ الضَّلِّيلِ |
كبِّليني بكل ما فيكِ من عِطْرٍ | وسحرٍ مُقَدّسٍ، مَجْهولِ |
كبِّليني، فإنَّما يُصْبِحُ الفنّان | حرّاً في مثل هذي الكبولِ |
ليت شعري! كَمْ بينَ أمواجِكِ السّو | دِ، وطيّاتِ ليلِكِ المسدولِ |
من غرامٍ، مُذَهَّبِ التاجِ، ميْتٍ | وفؤادٍ، مصفَّدٍ، مغلولِ |
وزهورٍ من الأمانيِّ تَذوِي | في شُحُوبٍ، وخيبة ٍ، وخمولِ |
أنتِ لا تعلمين..، واللَّيلُ لا يعلَمُ | كم في ظلامِه من قَتيلِ |
أنتِ أُرْجُوحَة ُ النسيمِ فميلي | بالنسيمِ السعيدِ كِلَّ مَمِيلِ |
ودَعي الشَّمسَ والسماءَ تُسَوِّي | لكِ تاجاً، من الضياء الجميلِ |
ودِعي مُزْهِرَ الغُصُونِ يُغَشِّيـ | ـكِ بأوراقِ وَردِه المطلولِ |
للشّعاع الجميلِ أنتِ، وللأنسا | مِ، والزَّهر، فالعبي، وأطيلي |
ودعي للشقيِّ أشواقَه الظمْأى | وأَوهامَ ذِهْنه المعلولِ |
يا عروسَ الجبالِ، يا وردة َ الآ | مالِ، يا فتنة َ الوجودِ الجليل |
ليتني كنتُ زهرة ً، تتثنَّى | بين طيّات شَعْرِكِ المصقولِ! |
أو فَراشاً، أحومُ حولكِ مسحوراً | غريقاً، في نشوتي، وَذُهُولي! |
أو غصوناً، أحنو عليكِ بأوراقي | حُنُوَّ المُدَلَّهِ، المتْيولِ! |
أو نسيماً، أضمُّ صدركِ في رِفقٍ، | إلى صَدْرِيَ الخفوقِ، النَّحيلِ |
آهِ! كم يُسْعِدُ الجمالُ، ويُشْقي |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما
كلُّ قلبٍ حملَ الخسفَ، وما | ملَّ من ذلِّ الحياة ِ الأرْذلِ |
كُلُّ شَعْبٍ قَدْ طَغَتْ فِيهِ الدِّمَا | دونَ أن يثْأَرَ للحقّ الجلي |
خَلِّهِ لِلْمَوْتِ يَطْوِيهِ!.. فَمَا | حظُّه غيرُ الفَناء الأنكلِ |
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
برديس
كم اتمنى لو عرفت ما معني هذا الاسم
نشيد الجبار - مكررة -
سئمت الحياة
سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ....وما أن تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ -
سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها....وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ -
فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها......بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ -
فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ....وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ -
وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ.....وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ -
فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟....وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ -
لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ.....وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ -
فَمَا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا....شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجابْ -
كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه .........وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ -
ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا ... فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ -
لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ....... ٍومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ -
فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ.....وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ-
كم اتمنى لو عرفت ما معني هذا الاسم
نشيد الجبار - مكررة -
سئمت الحياة
سَئِمْتُ الحياة َ، وما في الحياة ِ....وما أن تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ -
سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها....وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ -
فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها......بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ -
فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ....وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ -
وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ.....وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ -
فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟....وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ -
لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ.....وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ -
فَمَا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا....شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجابْ -
كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه .........وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ -
ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا ... فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ -
لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ....... ٍومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ -
فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ.....وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ-
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،
يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،......بَلْ يَا بَهَاءَ هذا الوُجُودِ_
قد رأَيْنا الشُّعُورَ مُنْسَدِلاتٍ.............كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ_
ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أو تَحْلُمُ...........بالنُّورِ، بالهوى ، بِالنّشيدِ_
وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَها السِّحْرُ،........فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَ الخُدود_
ورأينا الشِّفاه تبسمُ عن دنيا................من الورد غضّة ٍ أملُود_
ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ، كالأزهارِ.............في نشوة الشباب السعيدِ_
فتنة ٌ، توقظ الغرام، وتذكيه................وَلكنْ مَاذا وراءَ النُّهُودِ_
ما الذي خلف سحرها الحالي، السكران،..في ذلك القرارِ البعيدِ..؟_
أنفوسٌ جميلة ٌ، كطيور الغابِ...............تشدوُ بساحر التغريدِ_
طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُ الأَزَهارِ.............في مَوْلِدِ الرّبيعِ الجَديد؟_
وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجوم الليل..........ضَوَاعة ٌ، كغضِّ الورودِ؟_
أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُ الليل،................وهولٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ_
وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِ والنُّكْ...........رِ، والشَّرِّ، والظِّلالِ المَديدِ؟_
لستُ أدري، فرُبّ زهرٍ شذيِّ..........قاتل رغمَ حسنه المشهودِ_
صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِ الرّوحِ.........وَمِنْ ضَلّة الضّميرِ المُرِيدِ_
إن ليلَ النّفوسِ ليلٌ مُريِعٌ...........سرمديُّ الأسى ، شنيع الخلودِ_
يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَم المرّ،...............ويشقي بعِيشة المنكودِ_
وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدُّهْرُ،..........ويمضي بِحُسْنِهِ المَعْبُودِ_
غيرَ باقٍ في الكونِ إلا جمالُ.........الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأَبيدِ
يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،......بَلْ يَا بَهَاءَ هذا الوُجُودِ_
قد رأَيْنا الشُّعُورَ مُنْسَدِلاتٍ.............كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ_
ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أو تَحْلُمُ...........بالنُّورِ، بالهوى ، بِالنّشيدِ_
وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَها السِّحْرُ،........فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَ الخُدود_
ورأينا الشِّفاه تبسمُ عن دنيا................من الورد غضّة ٍ أملُود_
ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ، كالأزهارِ.............في نشوة الشباب السعيدِ_
فتنة ٌ، توقظ الغرام، وتذكيه................وَلكنْ مَاذا وراءَ النُّهُودِ_
ما الذي خلف سحرها الحالي، السكران،..في ذلك القرارِ البعيدِ..؟_
أنفوسٌ جميلة ٌ، كطيور الغابِ...............تشدوُ بساحر التغريدِ_
طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُ الأَزَهارِ.............في مَوْلِدِ الرّبيعِ الجَديد؟_
وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجوم الليل..........ضَوَاعة ٌ، كغضِّ الورودِ؟_
أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُ الليل،................وهولٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ_
وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِ والنُّكْ...........رِ، والشَّرِّ، والظِّلالِ المَديدِ؟_
لستُ أدري، فرُبّ زهرٍ شذيِّ..........قاتل رغمَ حسنه المشهودِ_
صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِ الرّوحِ.........وَمِنْ ضَلّة الضّميرِ المُرِيدِ_
إن ليلَ النّفوسِ ليلٌ مُريِعٌ...........سرمديُّ الأسى ، شنيع الخلودِ_
يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَم المرّ،...............ويشقي بعِيشة المنكودِ_
وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدُّهْرُ،..........ويمضي بِحُسْنِهِ المَعْبُودِ_
غيرَ باقٍ في الكونِ إلا جمالُ.........الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأَبيدِ
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،2
يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،....بَلْ يا بَهَاءَ هذا الوجودِ...
خلق البلبل الجميل ليشدوا.................وَخُلِقْتُنَّ للغرامِ السَّعيدِ..
والوُجودُ الرحيبُ كالقَبْرِ، لولا......ما تُجَلِّينَ مِنْ قُطوبِ الوُجودِ..
والحياة ُ التي تخرُّ لها الأحلامُ................موتٌ مثقَّلٌ بالقيودِ...
والشبابُ الحبيبُ شيخوخة ٌ تسعى...إلى الموت في طريق كؤودِ...
والربيعُ الجميلُ في هاتِه الدُنيا........خريفٌ يُذْوِي رفيفَ الوُرودِ..
والورودُ العِذابُ في ضيفَّة الجدولِ.........شوكٌ، مُصفَّحٌ بالحديدِ...
والطُّيورُ التي تُغَنِّي، وتقضي.............عَيشَها في ترنّمُ وغريدِ؟..
إنَّها في الوجودِ تشكو إلى الأيّام...........عِبءَ الحَياة ِ بالتَّغْريدِ..
والأَنَاشِيدُ؟ إنَّها شَهَقَاتٌ................تتشظَّى من كل قلبِ عميدِ...
صورة ٌ للوجودِ شوهاءُ، لولا......شفَقُ الحسن فوق تلك الخدودِ..
يا زهورَ الحياة ِ للحبّ أنتنَّ................ولكنَّهُ مخيفُ الورودِ...
.فَسَبِيلُ الغرامِ جَمُّ المهاوي..
رغمَ ما فيه من جمالٍ، وفنٍّ..........عبقريُّ، ما أن له من مزيدِ..
وَأناشيدَ، تُسْكِرُ الملأَ الأعلى ،...........وتُشْجِي جوانِحَ الجلمودِ..
وأريجٍ، يَكَادُ يَذْهَبُ بالألباب................ما بين غَامضٍ وَشَديدِ..
وسبيل الحياة رحبٌ، ولأننتنَّ............اللواتي تَفْرُشْنَهُ بالوُرودِ..
إنْ أردتُنَّ أن يكونَ بهيجاً............رَائعَ السِّحْر، ذَا جمالٍ فريدِ...
أو بشوكٍ يدميّ الفضيلة َ والحبَّ......ويقضي على بهاءِ الوُجودِ..
إنْ أردتُنّ أنْ يكونَ شنيعاً،..............مُظْلِمَ الأُفْقِ ميِّتَ التَّغريدِ..
يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،....بَلْ يا بَهَاءَ هذا الوجودِ...
خلق البلبل الجميل ليشدوا.................وَخُلِقْتُنَّ للغرامِ السَّعيدِ..
والوُجودُ الرحيبُ كالقَبْرِ، لولا......ما تُجَلِّينَ مِنْ قُطوبِ الوُجودِ..
والحياة ُ التي تخرُّ لها الأحلامُ................موتٌ مثقَّلٌ بالقيودِ...
والشبابُ الحبيبُ شيخوخة ٌ تسعى...إلى الموت في طريق كؤودِ...
والربيعُ الجميلُ في هاتِه الدُنيا........خريفٌ يُذْوِي رفيفَ الوُرودِ..
والورودُ العِذابُ في ضيفَّة الجدولِ.........شوكٌ، مُصفَّحٌ بالحديدِ...
والطُّيورُ التي تُغَنِّي، وتقضي.............عَيشَها في ترنّمُ وغريدِ؟..
إنَّها في الوجودِ تشكو إلى الأيّام...........عِبءَ الحَياة ِ بالتَّغْريدِ..
والأَنَاشِيدُ؟ إنَّها شَهَقَاتٌ................تتشظَّى من كل قلبِ عميدِ...
صورة ٌ للوجودِ شوهاءُ، لولا......شفَقُ الحسن فوق تلك الخدودِ..
يا زهورَ الحياة ِ للحبّ أنتنَّ................ولكنَّهُ مخيفُ الورودِ...
.فَسَبِيلُ الغرامِ جَمُّ المهاوي..
رغمَ ما فيه من جمالٍ، وفنٍّ..........عبقريُّ، ما أن له من مزيدِ..
وَأناشيدَ، تُسْكِرُ الملأَ الأعلى ،...........وتُشْجِي جوانِحَ الجلمودِ..
وأريجٍ، يَكَادُ يَذْهَبُ بالألباب................ما بين غَامضٍ وَشَديدِ..
وسبيل الحياة رحبٌ، ولأننتنَّ............اللواتي تَفْرُشْنَهُ بالوُرودِ..
إنْ أردتُنَّ أن يكونَ بهيجاً............رَائعَ السِّحْر، ذَا جمالٍ فريدِ...
أو بشوكٍ يدميّ الفضيلة َ والحبَّ......ويقضي على بهاءِ الوُجودِ..
إنْ أردتُنّ أنْ يكونَ شنيعاً،..............مُظْلِمَ الأُفْقِ ميِّتَ التَّغريدِ..
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
إلى قلبي التائه
ما لآفاقك يا قلبي سودا حالكات
ولأورادك بين الشوك صفرا ذاويات
ولأطيارك لا تلغو؟ فأين النغمات؟
ما لمزمارك لا يشدو بغير الشهقات
ولأوتارك لا تخفق إلا شاكيات
ولأنغامك لا تنطق إلا باكيات
ولقد كانت صباح الأمس بين النسمات
كعذارى الغاب لا تعرف غير البسمات
هو ذا يا قلبي البحر وأمواج الحياة
هو ذا القارب مشدودا إلى تلك الصفاة
هو ذا الشاطئ! لكن أين ربانك؟ مات؟
أين أحلامك يا قلبي؟ لقد فات الفوات
تلك أطيار، أنيقات طراب، فرحات
غردت ثم توارت في غيابات الحياة
أنت يا قلبي قلب أنضجته الزفرات
أنت يا قلبي عش نفرت منه القطاة
فأطارته إلى النهر الرياح العاتيات
فهو في التيار أوراق، وأعواد عراة
أنت حقل مجدب قد هزئت منه الرعاة
أنت ليل معتم تندب فيه الباكيات
أنت كهف مظلم تأوي إليه البائسات
أنت صرح شاده الحب على نهر الحياة
أنت قبر فيه من أيامي الأولى رفات
أنت عود مزقت أوتاره كف الحياة
فهو من وحشته الخرساء بين الكائنات
صامت كالقبر، إلا من أنين الذكريات
أيها الساري مع الظلمة في غير أناة
مطرقا يخبط في الصحراء مكبوح الشكاة
تهت في الدنيا ، وما أبت بغير الحسرات
صل يا قلبي إلى الله،فإن الموت آت
صل فالنازع لا تبقى له غير الصلاة..
ما لآفاقك يا قلبي سودا حالكات
ولأورادك بين الشوك صفرا ذاويات
ولأطيارك لا تلغو؟ فأين النغمات؟
ما لمزمارك لا يشدو بغير الشهقات
ولأوتارك لا تخفق إلا شاكيات
ولأنغامك لا تنطق إلا باكيات
ولقد كانت صباح الأمس بين النسمات
كعذارى الغاب لا تعرف غير البسمات
هو ذا يا قلبي البحر وأمواج الحياة
هو ذا القارب مشدودا إلى تلك الصفاة
هو ذا الشاطئ! لكن أين ربانك؟ مات؟
أين أحلامك يا قلبي؟ لقد فات الفوات
تلك أطيار، أنيقات طراب، فرحات
غردت ثم توارت في غيابات الحياة
أنت يا قلبي قلب أنضجته الزفرات
أنت يا قلبي عش نفرت منه القطاة
فأطارته إلى النهر الرياح العاتيات
فهو في التيار أوراق، وأعواد عراة
أنت حقل مجدب قد هزئت منه الرعاة
أنت ليل معتم تندب فيه الباكيات
أنت كهف مظلم تأوي إليه البائسات
أنت صرح شاده الحب على نهر الحياة
أنت قبر فيه من أيامي الأولى رفات
أنت عود مزقت أوتاره كف الحياة
فهو من وحشته الخرساء بين الكائنات
صامت كالقبر، إلا من أنين الذكريات
أيها الساري مع الظلمة في غير أناة
مطرقا يخبط في الصحراء مكبوح الشكاة
تهت في الدنيا ، وما أبت بغير الحسرات
صل يا قلبي إلى الله،فإن الموت آت
صل فالنازع لا تبقى له غير الصلاة..
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
قصيدة من اغاني الرعاة
اقبل الصبح يغني للحياة الناعسة
والربى تحلم في ظل الغصون المائسة
والصبا ترقص اوراق الزهور اليابسة
وتهادي النور في تلك الفجاج الدامسة
اقبل الصبح جميلا يملا الافق بهاء
فتمطى الزهر والطير وامواج المياه
قد افاق العالم الحي وغنى للحياة
فافيقي يا خرافي وهلمي يا شياه
واتبعيني يا شياهي بين اسراب الطيور
واملاي الواد ثغاء ومراحا وحبور
واسمعي همس السواقي وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي يغشية الضباب المستنير
واقطفي من كلا الارض ومرعاها الجديد
واسمعي شبابتي تشدوبمعسول النشيد
نغم يصعد من قلبي كانفاس الورود
ثم يسموطائرا كالبلبل الشادي السعيد
واذا جئنا الى الغاب وغطانا الشجر
فاقطفي ما شئت من عشب وزهر وثمر
ارضعته الشمس بالضوء وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل في وقت السحر
وامرحي ما شئت في الوديان او فوق التلال
واربضي في ظلها الوارف ان خفت الكلال
وامضغي الاعشاب والافكار في صمت الظلال
واسمعي الريح تغني في شماريخ الجبال
ان في الغاب ازاهيرا واعشابا عذاب
ينشد النحل حواليها اهازيجاطراب
لم تدنس عطرها الطاهر انفاس الذئاب
لك في الغابات مرعاك ومسعاك الجميل
ولي الانشاد والعزف الى وقت الاصيل
فاذاطالت ظلال الكلا الغض الضئيل
فهلمي نرجع المسعى الى الحي النبيل
والربى تحلم في ظل الغصون المائسة
والصبا ترقص اوراق الزهور اليابسة
وتهادي النور في تلك الفجاج الدامسة
اقبل الصبح جميلا يملا الافق بهاء
فتمطى الزهر والطير وامواج المياه
قد افاق العالم الحي وغنى للحياة
فافيقي يا خرافي وهلمي يا شياه
واتبعيني يا شياهي بين اسراب الطيور
واملاي الواد ثغاء ومراحا وحبور
واسمعي همس السواقي وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي يغشية الضباب المستنير
واقطفي من كلا الارض ومرعاها الجديد
واسمعي شبابتي تشدوبمعسول النشيد
نغم يصعد من قلبي كانفاس الورود
ثم يسموطائرا كالبلبل الشادي السعيد
واذا جئنا الى الغاب وغطانا الشجر
فاقطفي ما شئت من عشب وزهر وثمر
ارضعته الشمس بالضوء وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل في وقت السحر
وامرحي ما شئت في الوديان او فوق التلال
واربضي في ظلها الوارف ان خفت الكلال
وامضغي الاعشاب والافكار في صمت الظلال
واسمعي الريح تغني في شماريخ الجبال
ان في الغاب ازاهيرا واعشابا عذاب
ينشد النحل حواليها اهازيجاطراب
لم تدنس عطرها الطاهر انفاس الذئاب
لك في الغابات مرعاك ومسعاك الجميل
ولي الانشاد والعزف الى وقت الاصيل
فاذاطالت ظلال الكلا الغض الضئيل
فهلمي نرجع المسعى الى الحي النبيل
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
-الصباح الجديد-
اسكني يا جراح...............واسكتي يا شجون
مات عهد النواح...............وزمان الجنون
واطل الصباح.................من وراء القرون
في فجاج الردى...............قد دفنت الالم
ونثرت الدموع................لرياح العدم
واتخذت الحياة................معزفا للنغم
اتغنى عليه...................في رحاب الزمان
واذبت الاسى................في جمال الوجود
ودحوت الفؤاد...............واحة للنشيد
والضيا والظلال..............والشذى والورود
والهوى والشباب.............والمنى والحنان
اسكني يا جراح..............واسكتي يا شجون
مات عهد النواح..............وزمان الجنون
واطل الصباح................من وراء القرون
في فؤادي الرحيب............معبد للجمال
شيَدته الحياة.................بالرؤى والخيال
فتلوت الصلاة...............في خشوع الظلال
وحرقت البخور.............واضات الشموع
ان سحر الحياة..............خالد لا يزول
فعلام الشكاه................من ظلال يحول
ثم ياتي الصباح.............وتمر الفصول
سوف ياتي ربيع............ان تقضَى ربيع
من وراء الظلام............وهدير المياه
قد دعاني الصباح...........وربيع الحياة
ياله من دعاء..............هزَ قلبي صداه
لم يعد لي بقاء.............فوق هذي البقاع
الوداع الوداع.............يا جبال الهموم
يا ضباب الاسى...........يا فجاج الجحيم
قد جرى زورقي..........في الخضم العظيم
ونشرت القلاع...........فالوداع الوداع
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
النجوى "
قف قليلا ايها الساري القمر..............واصطبر
ياسميري في اويقات الكدر...............والضجر
واسقني من جدول النور البديع............قدحا
علني افهم هينوم الربيع..................ان صحا
كم فؤاد اذ تولته الشجون................والهموم
بث اسلاكك والدمع هتون................ما يروم
ان تكن تضحك سخرا بالبشر.............يا قمر
فلكم احزنك الدهر الخطر................بالنُكر
ايها القاموس يا صوت الحياة.............صداها
واغانيها العذاب الشاديات................ونداها
ما لأمواجك يطغيها الغرور..............فتثور
ثم تاوي نحو هاتيك الصخور.............كالكسير؟
اتراها تذكر الامس الجميل...............وسلامة
فتحيي ذلك المجد النبيل..................بابتسامة
وتغني ثم لا تلبث ان....................تحتويها
لوعة اليوم فتبكي وتئنُ..................لشقاها
قف قليلا ايها الساري القمر..............واصطبر
ياسميري في اويقات الكدر...............والضجر
واسقني من جدول النور البديع............قدحا
علني افهم هينوم الربيع..................ان صحا
كم فؤاد اذ تولته الشجون................والهموم
بث اسلاكك والدمع هتون................ما يروم
ان تكن تضحك سخرا بالبشر.............يا قمر
فلكم احزنك الدهر الخطر................بالنُكر
ايها القاموس يا صوت الحياة.............صداها
واغانيها العذاب الشاديات................ونداها
ما لأمواجك يطغيها الغرور..............فتثور
ثم تاوي نحو هاتيك الصخور.............كالكسير؟
اتراها تذكر الامس الجميل...............وسلامة
فتحيي ذلك المجد النبيل..................بابتسامة
وتغني ثم لا تلبث ان....................تحتويها
لوعة اليوم فتبكي وتئنُ..................لشقاها
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
الجنة الضائعة "
كَمْ من عُهودٍ عذبةٍ في عَدْوة الوادي النضير
فِضِّيّـةِ الأسحار مُذْهَبَةِ الأصائل والبكورْ
كانت أرقّ من الزهور, ومن أغاريد الطيور
وألذّ من سحر الصِّبا في بَسمة الطفل الغرير
قضيّتُها ومعي الحبيبةُ لا رقيب ولا نذيرْ
إلاّ الطفولة حولنا تلهو مع الحُبِّ الصغيرْ
أيـام كانت للحياة حلاوة الروض المطيرْ
وطهارةُ الموج الجميل, وسِحر شاطئه المنير
ووداعة العصفور, بين جداول الماء النميرْ
أيامَ لم نَعرف من الدُّنيا سوى مَرَحِ السُّرور
وتَتَبُّعِ النَّحْل الأنيق وقَطْفِ تيجان الزهورْ
وتسلُّقِ الجبلِ المكلّل بالصّنَوْبَر والصخورْ
وبناءِ أكواخِ الطفولة تحت أعشاش الطيورْ
مسقوفةً بالورد, والأعشاب والورق النضير
نبني, فتهدمها الرياحُ, فلا نضجُّ ولا نثورْ
ونعودُ نضحكُ للمروج, وللزنابقِ, والغديرْ
ونخاطبُ الأصداءَ, وهي تَرِفُّ في الوادي المنير
ونعيد أغنية السواقي, وهي تلغو بالخريرْ
ونَظَلُّ نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمرُّ ما بين المروج الخضر , في سكر الشعور
نشدو, ونرقصُ - كالبلابلِ - للحياة , وللحبور
ونظل ننثرُ للفضاء الرّحْبِ, والنهرِ الكبيرْ
ما في فؤادَيْنا من الأحلام, أو حُلْوِ الغرورْ
ونَشِيدُ في الأُفق المخضّب من أمانينا قصور
أزهـى من الشفَقِ الجميل, وروْنق المرج الخضير
وأجلَّ من هذا الوجودِ, وكلِّ أمجادِ الدهورْ
أبـدًا, تُدلِّلُهـا الحياةُ بكلِّ أنواعِ السرورْ
وتبـثُّ فينا من مراحِ الكون ما يغوي الوقور
فنسيرُ, نَنْشُد لهوَنا المبعود - في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل من الوجود, وبالحقيرْ:
بالسائل الأعمى وبالمعتوه, والشيخِ الكبيرْ
بالقطة البيضاءِ, بالشاة الوديعة, بالحميرْ
بالعشب, بالفنن المنوِّر, بالسنابل, بالسَّفيرْ
بالرَّمْلِ, بالصخر المحطَّم, بالجداول , بالغدير
واللهْو, والعبَثُ البريءُ, الحلو , مطمحنا الأخير
ونظل نقفز, أو نُثَرْثِرُ أو نغنِّي, أو ندورْ
لا نسأم اللهوَ الجميلَ, وليس يدركنا الفتورْ
فكأنّنـا نحيا بأعصابٍ من المَرحِ المُثِيرْ
وكأننـا نمشـي بـأقدامٍ مجنَّحـةٍ, تطيرْ
أيـام كنـا لُبَّ هذا الكون, والباقي قشورْ
أيـام تفرشُ سُبْلنا الدنيا بأوراق الزهورْ
وتمـرُّ أيـامُ الحياة بنا, كأسراب الطُّيورْ
بيضـاء لاعبـةً, مُغـرِّدةً مجنَّحةً بنورْ
وتُرَفْرف الأفراحُ فوق رؤوسنا أنَّى نسيرْ
آهٍ! توارى فَجْرِيَ القدُسيُّ في ليل الدهورْ
وفنَى, كما يفنَى النشيدُ الحلو في صمت الأثير
أوّاهُ, قد ضاعت عليَّ سعادةُ القلب الغريرْ
وبقيت في وادي الزمان الجهم أدأب في المسير
وأدوسُ أشواك الحياة بقلبيَ الدّامي الكسيرْ
وأرى الأباطيل الكثيرةَ, والمآثم, والشرورْ
وتصادُمَ الأهواء بالأهواء في كل الأمورْ
ومَذَلّةَ الحقِّ الضعيفِ, وعزّةَ الظلم القديرْ!
وأرى ابنَ آدَمَ سائرًا في رحْلَةِ العُمُرِ القصيرْ
ما بينَ أهوال الوجودِ, وتَحت أعباء الضمير
متسلِّقًا جَبَلَ الحياةِ الوعْرَ, كالشَّيْخِ الضّريرْ
دامي الأكفِّ, مُمَزّقَ الأقْدَامِ, مُغْبَرَّ الشعورْ
مُترنِّحَ الخطواتِ ما بين المزالق والصُّخورْ
هالتْهُ أشْباحُ الظلامِ, وراعهُ صوتُ القبورْ
ودويُّ إعْصار الأسى, والموت, في تلك الوُعورْ
ماذا جنيتُ من الحياة ومن تجاريب الدُّهورْ
غـيرَ الندامةِ والأسى واليأس والدمع الغزير؟
هـذا حَصادي من حقول العالَم الرحب الخطير
هذا حَصادي كلُّه, في يقظة العَهْدِ الأخيرْ
قـد كنتُ في زمن الطفولةِ, و السذاجة و الطهور
أحيا كما تحيا البلابلُ, والجداولُ, والزُّهورْ
لا نحفل, الدنيا تدور بأهلها, أو لا تدورْ
واليومَ أحيا مُرْهَقَ الأعْصاب , مشبوب الشعور
مُتأجِّجَ الإحساسِ, أحفلُ بالعظيم, وبالحقيرْ
تمشـي على قلبي الحياةُ, ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري, يا بني, فما أشقى المصيرْ!
كَمْ من عُهودٍ عذبةٍ في عَدْوة الوادي النضير
فِضِّيّـةِ الأسحار مُذْهَبَةِ الأصائل والبكورْ
كانت أرقّ من الزهور, ومن أغاريد الطيور
وألذّ من سحر الصِّبا في بَسمة الطفل الغرير
قضيّتُها ومعي الحبيبةُ لا رقيب ولا نذيرْ
إلاّ الطفولة حولنا تلهو مع الحُبِّ الصغيرْ
أيـام كانت للحياة حلاوة الروض المطيرْ
وطهارةُ الموج الجميل, وسِحر شاطئه المنير
ووداعة العصفور, بين جداول الماء النميرْ
أيامَ لم نَعرف من الدُّنيا سوى مَرَحِ السُّرور
وتَتَبُّعِ النَّحْل الأنيق وقَطْفِ تيجان الزهورْ
وتسلُّقِ الجبلِ المكلّل بالصّنَوْبَر والصخورْ
وبناءِ أكواخِ الطفولة تحت أعشاش الطيورْ
مسقوفةً بالورد, والأعشاب والورق النضير
نبني, فتهدمها الرياحُ, فلا نضجُّ ولا نثورْ
ونعودُ نضحكُ للمروج, وللزنابقِ, والغديرْ
ونخاطبُ الأصداءَ, وهي تَرِفُّ في الوادي المنير
ونعيد أغنية السواقي, وهي تلغو بالخريرْ
ونَظَلُّ نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمرُّ ما بين المروج الخضر , في سكر الشعور
نشدو, ونرقصُ - كالبلابلِ - للحياة , وللحبور
ونظل ننثرُ للفضاء الرّحْبِ, والنهرِ الكبيرْ
ما في فؤادَيْنا من الأحلام, أو حُلْوِ الغرورْ
ونَشِيدُ في الأُفق المخضّب من أمانينا قصور
أزهـى من الشفَقِ الجميل, وروْنق المرج الخضير
وأجلَّ من هذا الوجودِ, وكلِّ أمجادِ الدهورْ
أبـدًا, تُدلِّلُهـا الحياةُ بكلِّ أنواعِ السرورْ
وتبـثُّ فينا من مراحِ الكون ما يغوي الوقور
فنسيرُ, نَنْشُد لهوَنا المبعود - في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل من الوجود, وبالحقيرْ:
بالسائل الأعمى وبالمعتوه, والشيخِ الكبيرْ
بالقطة البيضاءِ, بالشاة الوديعة, بالحميرْ
بالعشب, بالفنن المنوِّر, بالسنابل, بالسَّفيرْ
بالرَّمْلِ, بالصخر المحطَّم, بالجداول , بالغدير
واللهْو, والعبَثُ البريءُ, الحلو , مطمحنا الأخير
ونظل نقفز, أو نُثَرْثِرُ أو نغنِّي, أو ندورْ
لا نسأم اللهوَ الجميلَ, وليس يدركنا الفتورْ
فكأنّنـا نحيا بأعصابٍ من المَرحِ المُثِيرْ
وكأننـا نمشـي بـأقدامٍ مجنَّحـةٍ, تطيرْ
أيـام كنـا لُبَّ هذا الكون, والباقي قشورْ
أيـام تفرشُ سُبْلنا الدنيا بأوراق الزهورْ
وتمـرُّ أيـامُ الحياة بنا, كأسراب الطُّيورْ
بيضـاء لاعبـةً, مُغـرِّدةً مجنَّحةً بنورْ
وتُرَفْرف الأفراحُ فوق رؤوسنا أنَّى نسيرْ
آهٍ! توارى فَجْرِيَ القدُسيُّ في ليل الدهورْ
وفنَى, كما يفنَى النشيدُ الحلو في صمت الأثير
أوّاهُ, قد ضاعت عليَّ سعادةُ القلب الغريرْ
وبقيت في وادي الزمان الجهم أدأب في المسير
وأدوسُ أشواك الحياة بقلبيَ الدّامي الكسيرْ
وأرى الأباطيل الكثيرةَ, والمآثم, والشرورْ
وتصادُمَ الأهواء بالأهواء في كل الأمورْ
ومَذَلّةَ الحقِّ الضعيفِ, وعزّةَ الظلم القديرْ!
وأرى ابنَ آدَمَ سائرًا في رحْلَةِ العُمُرِ القصيرْ
ما بينَ أهوال الوجودِ, وتَحت أعباء الضمير
متسلِّقًا جَبَلَ الحياةِ الوعْرَ, كالشَّيْخِ الضّريرْ
دامي الأكفِّ, مُمَزّقَ الأقْدَامِ, مُغْبَرَّ الشعورْ
مُترنِّحَ الخطواتِ ما بين المزالق والصُّخورْ
هالتْهُ أشْباحُ الظلامِ, وراعهُ صوتُ القبورْ
ودويُّ إعْصار الأسى, والموت, في تلك الوُعورْ
ماذا جنيتُ من الحياة ومن تجاريب الدُّهورْ
غـيرَ الندامةِ والأسى واليأس والدمع الغزير؟
هـذا حَصادي من حقول العالَم الرحب الخطير
هذا حَصادي كلُّه, في يقظة العَهْدِ الأخيرْ
قـد كنتُ في زمن الطفولةِ, و السذاجة و الطهور
أحيا كما تحيا البلابلُ, والجداولُ, والزُّهورْ
لا نحفل, الدنيا تدور بأهلها, أو لا تدورْ
واليومَ أحيا مُرْهَقَ الأعْصاب , مشبوب الشعور
مُتأجِّجَ الإحساسِ, أحفلُ بالعظيم, وبالحقيرْ
تمشـي على قلبي الحياةُ, ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري, يا بني, فما أشقى المصيرْ!
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
برديس...اسم لاميره فرعونيه..
عذرا لتكرار القصائد
بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ،
بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ، والظلّ، والأَضْواءِ، والأنغامِ
بيتٌ، من السِّحرِ الجميلِ، مشَيَدٌ للحبِّ، والأحلامِ، والالهامِ
في الغابِ سِحْرٌ، رائعٌ متجدِّدٌ باقٍ على الأَيامِ والأعْوامِ
وشذًى كأجنحة الملائكِ، غامضٌ سَاهٍ يُرفرف في سُكونٍ سَامِ
وجداولٌ، تشْدو بمعسول الغِنا وتسيرُ حالمة ً، بغيرِ نِظَامِ
ومخارفٌ نَسَجَ الزمانُ بساطَها من يابسِ الأوراقِ والأكمامِ
وَحَنَا عليها الدّوّحُ، في جَبَرُوتِهِ بالظلِّ، والأغصان والنسام
في الغاب، في تلك المخارف، والرُّبى ، وعلى التِّلاع الخُضرِ، والآجامِ
كم من مشاعرِ، حلْة ٍ، مجْهولة ٍ سَكْرَى ، ومِنْ فِكَرٍ، ومن أوهامِ
غَنَّتْ كأسرابِ الطُّيورِ، ورفرفت حولي، وذابتْ كالدّخان، أمامي
ولَكَمْ أَصَخْتُ إلى أناشيد الأسى وتنهُّدِ الآلام والأسقامِ
وإلى الرياحِ النائحاتِ كأنّها في الغاب تبكي ميِّت الأيَّامِ
وإلَى الشبابِ، مُغَنَّياً، مُتَرَنِّماً حوْلي بألحان الغَرامِ الظَّامي
وسمعتُ للطير، المغرِّد في الفضا والسِّنديانِ، الشامخ، المتَسامي
وإلى أناشيد الرّعاة ِ، مُرِفَّة ً في الغاب، شَادية ً كسِرْبِ يَمامِ
وإلى الصّدى ، المِمراح، يهتفُ راقصاً بين الفِجَاجِ الفيحِ والآكامِ
حتى غَدَا قلبي كنَايٍ، مُت}رَع ثَمِلٍ من الألحان والنغامِ
فَشَدَوْتُ باللَّحنِ الغَريب مجنَّحاً بكآبة ِ الأحلامِ والآلامِ
في الغاب، دنيا للخيال، وللرُّؤى ، والشِّعرِ، والتفكيرِ، والأحلامِ
لله يومَ مضيتُ أوّلَ مرّة ٍ للغابِ، أرزحُ تحت عبءِ سَقامي
ودخَلتُه وحدي، وحوْلي موكبٌ هَزِجٌ، من الأحلامِ والأوهامِ
ومشيْتُ تحت ظِلاله مُتَهَيِّباً كالطفل، في صضمتٍ، وفي استسلامِ
أرنو إلى الأّدْوَاحِ، في جبروتها فإخَالُها عَمَدَ السَّماءِ، أمامي
قَد مسَّها سِحْرُ الحياة ، فأوْرَقَتْ وتَمَايَلَتْ في جَنَّة ِ الأحلامِ
وأُصِيخُ للصّمتِ المفكّر، هاتِفاً في مِسْمعي بغرائب الأنغامِ
فإذا أنا في نَشْوَة ٍ شعرّية ٍ فَيَّاضة ٍ بالوحي والإلهامِ
ومشاعري في يقظة ٍ مسحورة ٍ .......
وَسْنَى كيقظة ِ آدَمٍ لمَّا سَرَى في جسمه، رُوحُ الحياة ِ النّامي
وشَجَتْه مْوسيقى الوجودِ، وعانـ ـقتُ أحلامَهُ، في رِقّة ٍ وسلامِ
ورأى الفَراديسَ، الأَنيقة َ، تنثني في مُتْرَفِ الأزهار والكمامِ
ورأى الملائكَ، كالأشعَّة في الفَضَا تنسابُ سابحة ً، بغير نظامِ
وأحسّ رُوحَ الكون تخفقُ حوله في الظِّلِّ، والأضواءِ، والأنسامِ
والكائناتِ، تحوطُهُ بِحَنَانها وبحبِّها، الرَّحْبِ، العميقِ، الطَّامي
حتى تملأَ بالحياة كِانُه وسَعى وراءَ مواكبِ الأيامِ
ولَرُبَّ صُبْحٍ غائمٍ، مُتَحجِّبٍ في كِلَّة ٍ من زَعْزَعٍ وغَمامِ
تتنفَّسُ الدُّنيا ضَباباً، هائماً مُتدفِّعاً في أفْقه المُترامي
والرِّيحُ تخفقُ في الفضاءِ، وفي الثَّرى وعلى الجبال الشُّمِّ، والآكام
باكَرْتُ فيه الغابَ، مَوْهُونَ القُوى َ متخاذِلَ الخُطُواتِ والأَقدامِ
وجلستُ تحتَ السّنديانة ِ، واجماً أرنو إلى الأفُق الكئيب، أمامي
فأرى المبانيَ في الضباب، كأنها فِكْرٌ، بأرضِ الشَّكِّ والإبهامِ
أو عَالَمٌ، ما زال يولَدُ في فضا الكونِ، بين غياهبٍ وسِدامِ
وأرى الفجاجَ الدامساتِ، خلالَه ومشاهدَ الوديان والآجامَ
فكأنها شُعَبُ الجحيم،رهيبة ُ ملفوفَة في غُبشة ٍ وظَلامِ
صُوَرٌ، من الفنِّ المُرَوِّعِ، أعجزت وَحْيَ القريضِ وريشة َ الرسّامِ
وَلَكَمْ مَسَاءٍ، حَالمٍ متوَشِّحٍ بالظّلِ، والضّوءِ الحزين الدامي
قدْ سِرْتُ في غابي، كَفِكرٍ، هَائمٍ في نشوة ِ الأحلام والإلهامِ
شَعَري، وأفكاري، وكُلُّ مشاعري منشورة ٌ للنُّور والأنسام
والأفق يزخَرُ بالأشعَّة ِ والشَّذَى والأرضُ بِالأعشابِ والأكمامِ
والغابُ ساجٍ، والحياة ُ مصيخة ٌ والأفقُ، والشفقُ الجميلُ، أمامي
وعروسُ أحلامي تُداعبُ عُودَها فيَرنُّ قلبي بالصَّدَى وعِظامي
روحٌ أنا، مَسْحُورة ٌ، في عَالمٍ فوق الزمان الزّاخر الدَّوَّامِ
في الغابِ، في الغابِ الحبيبِ، وإنَّه حَرَمُ الطَّبيعة ِ والجمالِ السَّامي
طَهَّرْتُ فينار الجمال مشاعِري ولقِيتُ في دنيا الخيال سَلامي
ونسيتُ دنيا النّاس، فهي سخافة ٌ سَكْرَى من الأَوهامِ والآثامِ
وَقَبسْتُ من عَطْفِ الوجود وحُبِّه وجمالهِ قبساً، أضاءَ ظلامي
فرأيتُ ألوانَ الحياة ِ نضيرة ً كنضارة ِ الزّهرِ الجميلِ النّامي
ووجدتُ سحْرَ الكون أسمى عنصراً وأجلَّ من حزني ومن آلامي
فأهَبْتُ ـ مسحورَ المشاعر، حالماً نشوانَ ـ بالقلب الكئيب الدّامي:
"المعبدُ الحيُّ المقدَّسُ هاهنا يا كاهنَ الأحزان والآلامِ
«فاخلعْ مُسُوحَ الحزنِ تحت ظِلالِهِ والبسْ رِدَاءَ الشِّعرِ والأَحلامِ»
«وارفعْ صَلاَتكَ للجمالِ، عَميقة ً مشبوبة ً بحرارة الإلهامِ
واصدحْ بألحان الحياة ، جميلة ً كجمال هذا العالم البسَّامِ
واخفقْ مع العِطْر المرفرفِ في الفضا وارقصْ مع الأضواء والأنسامِ
ومعَ الينابيعِ الطليقة ِ، والصَّدَى ......
وَذَرَوْتُ أفكاري الحزِينة َ للدّجى ونَثَرْتُها لِعَواصِفِ الأَيَّامِ
ومَضَيْتُ أشدُو للأشعَّة ِ ساحراً من صوت أحزاني، وبطش سقامي
وهتفتُ: "ياروحَ الجمالِ تدَفَّقِي كالنَّهرِ في فِكرِي، وفي أحْلامي»
وتغلغلي كالنّور، في رُوحي التي ذَبُلتْ من الأحزان والآلامِ
أنتِ الشعورُ الحيُّ يزخرُ دافقاً كالنّار، في روح الوجودِ النَّامي»
ويصوغ أحلامَ الطبيعة ِ، فاجعـ ـلي عُمري نشيداً، ساحِرَ الأتغامِ
«وشذًى يَضُوعُ مع الأشعَّة ِ والرُّؤى في معبد الحق الجليل السامي"[i]
عذرا لتكرار القصائد
بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ،
بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ، والظلّ، والأَضْواءِ، والأنغامِ
بيتٌ، من السِّحرِ الجميلِ، مشَيَدٌ للحبِّ، والأحلامِ، والالهامِ
في الغابِ سِحْرٌ، رائعٌ متجدِّدٌ باقٍ على الأَيامِ والأعْوامِ
وشذًى كأجنحة الملائكِ، غامضٌ سَاهٍ يُرفرف في سُكونٍ سَامِ
وجداولٌ، تشْدو بمعسول الغِنا وتسيرُ حالمة ً، بغيرِ نِظَامِ
ومخارفٌ نَسَجَ الزمانُ بساطَها من يابسِ الأوراقِ والأكمامِ
وَحَنَا عليها الدّوّحُ، في جَبَرُوتِهِ بالظلِّ، والأغصان والنسام
في الغاب، في تلك المخارف، والرُّبى ، وعلى التِّلاع الخُضرِ، والآجامِ
كم من مشاعرِ، حلْة ٍ، مجْهولة ٍ سَكْرَى ، ومِنْ فِكَرٍ، ومن أوهامِ
غَنَّتْ كأسرابِ الطُّيورِ، ورفرفت حولي، وذابتْ كالدّخان، أمامي
ولَكَمْ أَصَخْتُ إلى أناشيد الأسى وتنهُّدِ الآلام والأسقامِ
وإلى الرياحِ النائحاتِ كأنّها في الغاب تبكي ميِّت الأيَّامِ
وإلَى الشبابِ، مُغَنَّياً، مُتَرَنِّماً حوْلي بألحان الغَرامِ الظَّامي
وسمعتُ للطير، المغرِّد في الفضا والسِّنديانِ، الشامخ، المتَسامي
وإلى أناشيد الرّعاة ِ، مُرِفَّة ً في الغاب، شَادية ً كسِرْبِ يَمامِ
وإلى الصّدى ، المِمراح، يهتفُ راقصاً بين الفِجَاجِ الفيحِ والآكامِ
حتى غَدَا قلبي كنَايٍ، مُت}رَع ثَمِلٍ من الألحان والنغامِ
فَشَدَوْتُ باللَّحنِ الغَريب مجنَّحاً بكآبة ِ الأحلامِ والآلامِ
في الغاب، دنيا للخيال، وللرُّؤى ، والشِّعرِ، والتفكيرِ، والأحلامِ
لله يومَ مضيتُ أوّلَ مرّة ٍ للغابِ، أرزحُ تحت عبءِ سَقامي
ودخَلتُه وحدي، وحوْلي موكبٌ هَزِجٌ، من الأحلامِ والأوهامِ
ومشيْتُ تحت ظِلاله مُتَهَيِّباً كالطفل، في صضمتٍ، وفي استسلامِ
أرنو إلى الأّدْوَاحِ، في جبروتها فإخَالُها عَمَدَ السَّماءِ، أمامي
قَد مسَّها سِحْرُ الحياة ، فأوْرَقَتْ وتَمَايَلَتْ في جَنَّة ِ الأحلامِ
وأُصِيخُ للصّمتِ المفكّر، هاتِفاً في مِسْمعي بغرائب الأنغامِ
فإذا أنا في نَشْوَة ٍ شعرّية ٍ فَيَّاضة ٍ بالوحي والإلهامِ
ومشاعري في يقظة ٍ مسحورة ٍ .......
وَسْنَى كيقظة ِ آدَمٍ لمَّا سَرَى في جسمه، رُوحُ الحياة ِ النّامي
وشَجَتْه مْوسيقى الوجودِ، وعانـ ـقتُ أحلامَهُ، في رِقّة ٍ وسلامِ
ورأى الفَراديسَ، الأَنيقة َ، تنثني في مُتْرَفِ الأزهار والكمامِ
ورأى الملائكَ، كالأشعَّة في الفَضَا تنسابُ سابحة ً، بغير نظامِ
وأحسّ رُوحَ الكون تخفقُ حوله في الظِّلِّ، والأضواءِ، والأنسامِ
والكائناتِ، تحوطُهُ بِحَنَانها وبحبِّها، الرَّحْبِ، العميقِ، الطَّامي
حتى تملأَ بالحياة كِانُه وسَعى وراءَ مواكبِ الأيامِ
ولَرُبَّ صُبْحٍ غائمٍ، مُتَحجِّبٍ في كِلَّة ٍ من زَعْزَعٍ وغَمامِ
تتنفَّسُ الدُّنيا ضَباباً، هائماً مُتدفِّعاً في أفْقه المُترامي
والرِّيحُ تخفقُ في الفضاءِ، وفي الثَّرى وعلى الجبال الشُّمِّ، والآكام
باكَرْتُ فيه الغابَ، مَوْهُونَ القُوى َ متخاذِلَ الخُطُواتِ والأَقدامِ
وجلستُ تحتَ السّنديانة ِ، واجماً أرنو إلى الأفُق الكئيب، أمامي
فأرى المبانيَ في الضباب، كأنها فِكْرٌ، بأرضِ الشَّكِّ والإبهامِ
أو عَالَمٌ، ما زال يولَدُ في فضا الكونِ، بين غياهبٍ وسِدامِ
وأرى الفجاجَ الدامساتِ، خلالَه ومشاهدَ الوديان والآجامَ
فكأنها شُعَبُ الجحيم،رهيبة ُ ملفوفَة في غُبشة ٍ وظَلامِ
صُوَرٌ، من الفنِّ المُرَوِّعِ، أعجزت وَحْيَ القريضِ وريشة َ الرسّامِ
وَلَكَمْ مَسَاءٍ، حَالمٍ متوَشِّحٍ بالظّلِ، والضّوءِ الحزين الدامي
قدْ سِرْتُ في غابي، كَفِكرٍ، هَائمٍ في نشوة ِ الأحلام والإلهامِ
شَعَري، وأفكاري، وكُلُّ مشاعري منشورة ٌ للنُّور والأنسام
والأفق يزخَرُ بالأشعَّة ِ والشَّذَى والأرضُ بِالأعشابِ والأكمامِ
والغابُ ساجٍ، والحياة ُ مصيخة ٌ والأفقُ، والشفقُ الجميلُ، أمامي
وعروسُ أحلامي تُداعبُ عُودَها فيَرنُّ قلبي بالصَّدَى وعِظامي
روحٌ أنا، مَسْحُورة ٌ، في عَالمٍ فوق الزمان الزّاخر الدَّوَّامِ
في الغابِ، في الغابِ الحبيبِ، وإنَّه حَرَمُ الطَّبيعة ِ والجمالِ السَّامي
طَهَّرْتُ فينار الجمال مشاعِري ولقِيتُ في دنيا الخيال سَلامي
ونسيتُ دنيا النّاس، فهي سخافة ٌ سَكْرَى من الأَوهامِ والآثامِ
وَقَبسْتُ من عَطْفِ الوجود وحُبِّه وجمالهِ قبساً، أضاءَ ظلامي
فرأيتُ ألوانَ الحياة ِ نضيرة ً كنضارة ِ الزّهرِ الجميلِ النّامي
ووجدتُ سحْرَ الكون أسمى عنصراً وأجلَّ من حزني ومن آلامي
فأهَبْتُ ـ مسحورَ المشاعر، حالماً نشوانَ ـ بالقلب الكئيب الدّامي:
"المعبدُ الحيُّ المقدَّسُ هاهنا يا كاهنَ الأحزان والآلامِ
«فاخلعْ مُسُوحَ الحزنِ تحت ظِلالِهِ والبسْ رِدَاءَ الشِّعرِ والأَحلامِ»
«وارفعْ صَلاَتكَ للجمالِ، عَميقة ً مشبوبة ً بحرارة الإلهامِ
واصدحْ بألحان الحياة ، جميلة ً كجمال هذا العالم البسَّامِ
واخفقْ مع العِطْر المرفرفِ في الفضا وارقصْ مع الأضواء والأنسامِ
ومعَ الينابيعِ الطليقة ِ، والصَّدَى ......
وَذَرَوْتُ أفكاري الحزِينة َ للدّجى ونَثَرْتُها لِعَواصِفِ الأَيَّامِ
ومَضَيْتُ أشدُو للأشعَّة ِ ساحراً من صوت أحزاني، وبطش سقامي
وهتفتُ: "ياروحَ الجمالِ تدَفَّقِي كالنَّهرِ في فِكرِي، وفي أحْلامي»
وتغلغلي كالنّور، في رُوحي التي ذَبُلتْ من الأحزان والآلامِ
أنتِ الشعورُ الحيُّ يزخرُ دافقاً كالنّار، في روح الوجودِ النَّامي»
ويصوغ أحلامَ الطبيعة ِ، فاجعـ ـلي عُمري نشيداً، ساحِرَ الأتغامِ
«وشذًى يَضُوعُ مع الأشعَّة ِ والرُّؤى في معبد الحق الجليل السامي"[i]
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكِّراً
قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكّراً في الكَائِناتِ، مُعَذَّباً، مَهْمُوما
فَوَجَدْتُ أعراسَ الوُجود مآتماً ووجدتُ فِرْدَوسَ الزَّمانِ جَحيمَا
تَدْوي مَخَارِمُهُ بِضَجَّة ِ صَرْصَرٍ، مشبوبَة ٍ، تَذَرُ الجيالُ هشيمَا
وحضرتُ مائدة َ الحياة ، فلم أجدْ إلاّ شراباً، آجناً، مسموماً
وَنَفضْتُ أعماقَ الفَضَاءِ، فَلَمْ أجِدْ إلا سكوناً، مُتْعَباً محمومَا
تتبخَّرُ الأَعْمارُ في جَنَباتِهِ وتموتُ أشواقُ النّفوس وَجومَا
ولمستُ أوتارَ الدهور، فلم تُفِضْ إلا أنيناً، دامياً، مَكْلُوما
يَتْلُو أقاصيصَ التَّعاسة ِ والأسى ويصيرُ أفراح الحياة همومَا
شُرِّدْتُ عنن وَطَنِي السَّماويِّ الذي ما كانَ يوْماً واجمَا، مغمومَا
شُرِّدْتُ عَنْ وطني الجميل.. أنا الشَّقِـ شقيّ، فعشت مشطورَ الفؤاد، يتيمَا..
في غُربة ٍ، رُوحيَّة ٍ، مَلْعُونة ٍ أشواقُها تَقْضِي، عِطاشاً، هِيما...
يا غُربة َ الرُّوحِ المفكِّر إنّه في النَّاسِ يحيا، سَائماً، مَسْؤُوما
شُرِّدتُ لِلدنيا.. وَكُلٌّ تائهٌ فيها يُرَوِّعُ رَاحلاً ومقيما
يدعو الحياة ، فلا يُجيبُ سوى الرَّدى ليدُسَّهُ تَحْتَ التُّرابِ رَميما
وَتَظَلُّ سَائِرة ً، كأنّ فقيدها ما كان يوماً صاحباً وحميمَا
يا أيُّها السّاري! لقد طال السُّرى حَتَّام تَرْقُبُ في الظَّلامِ نُجُوما..؟
أتخالُ في الوادي البعيدِ المُرْتَجى ؟ هيهاتَ! لَنْ تَلْقى هناكَ مَرُوما
سرْ ما اسْتَطَعْتَ، فَسَوْفَ تُلقي ـ مثلما خلَّفتَ ـ مَمشُوقَ الغُصونِ حَطِيما
قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكّراً في الكَائِناتِ، مُعَذَّباً، مَهْمُوما
فَوَجَدْتُ أعراسَ الوُجود مآتماً ووجدتُ فِرْدَوسَ الزَّمانِ جَحيمَا
تَدْوي مَخَارِمُهُ بِضَجَّة ِ صَرْصَرٍ، مشبوبَة ٍ، تَذَرُ الجيالُ هشيمَا
وحضرتُ مائدة َ الحياة ، فلم أجدْ إلاّ شراباً، آجناً، مسموماً
وَنَفضْتُ أعماقَ الفَضَاءِ، فَلَمْ أجِدْ إلا سكوناً، مُتْعَباً محمومَا
تتبخَّرُ الأَعْمارُ في جَنَباتِهِ وتموتُ أشواقُ النّفوس وَجومَا
ولمستُ أوتارَ الدهور، فلم تُفِضْ إلا أنيناً، دامياً، مَكْلُوما
يَتْلُو أقاصيصَ التَّعاسة ِ والأسى ويصيرُ أفراح الحياة همومَا
شُرِّدْتُ عنن وَطَنِي السَّماويِّ الذي ما كانَ يوْماً واجمَا، مغمومَا
شُرِّدْتُ عَنْ وطني الجميل.. أنا الشَّقِـ شقيّ، فعشت مشطورَ الفؤاد، يتيمَا..
في غُربة ٍ، رُوحيَّة ٍ، مَلْعُونة ٍ أشواقُها تَقْضِي، عِطاشاً، هِيما...
يا غُربة َ الرُّوحِ المفكِّر إنّه في النَّاسِ يحيا، سَائماً، مَسْؤُوما
شُرِّدتُ لِلدنيا.. وَكُلٌّ تائهٌ فيها يُرَوِّعُ رَاحلاً ومقيما
يدعو الحياة ، فلا يُجيبُ سوى الرَّدى ليدُسَّهُ تَحْتَ التُّرابِ رَميما
وَتَظَلُّ سَائِرة ً، كأنّ فقيدها ما كان يوماً صاحباً وحميمَا
يا أيُّها السّاري! لقد طال السُّرى حَتَّام تَرْقُبُ في الظَّلامِ نُجُوما..؟
أتخالُ في الوادي البعيدِ المُرْتَجى ؟ هيهاتَ! لَنْ تَلْقى هناكَ مَرُوما
سرْ ما اسْتَطَعْتَ، فَسَوْفَ تُلقي ـ مثلما خلَّفتَ ـ مَمشُوقَ الغُصونِ حَطِيما
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه وشجاها شكوبهُ وسُهُومهُ
فأمَرَّتْ كفَّا على شَعْره العا ري برفقٍ، كأنَّها ستُنِيمُهْ
وأطلّتْ بوجهها الباسمِ الحلْـ ـوِ على خدِّه وقالتْ تَلُومُهْ:
"أيّها الطائرُ الكئيب تَغَرَّد إنّ شَدْوَ الطُّيورِ حلوٌ رَخِيمُهْ»
وأجبني- فدتكَ نفسي- ماذا؟ أَمُصَابٌ؟ أَمْ ذاك أمرٌ ترومُهْ؟»
«بل هو الفنُّ واكتئابُه، والفنَّـ جمٌّ أحزانهُ وهمومُهُ
«أبداً يحملُ الوجودَ بما فيـ ـه كأنْ ليسَ للوجودِ زعيمُهْ:»
خلِّ عبءَ الحياة عنك، وهيَّا بمحيّاً، كالصّبح، طلْقٍ أديمُه
«فَكثيرٌ عليكَ أن تحْمل الدّنـ ـيا وتمشي بِوقْرِها لا تَريمُهْ»
«والوجودُ العظيم أُقْعِدَ في الما ضي وما أنتَ رَبُّهُ فَتُقِيمُهْ»
وامشِ في روضة ِ الشباب طروباً فحواليكَ وَرْدُهُ وَكُرومُهْ»
«واتلُ للحُبِّ والحياة ِ أغانيـ ـكَ وَخلِّ الشَّقاءَ تدمَى كُلُومُهْ»
واحتضنَّي، فإنني لكَ، حتّى يتوارى هذا الدُّجَى ونجومُهْ»
ودعِ الحُبّ يُنشدُ الشعر لِلّيل.، فكم يُسكر الظلامَ رنيمهُ...
واقطفِ الورد من خدودي، وجيـ وَنُهودي..، وافْعَلْ بِهِ ما تَرُومُهْ»
إنِ للبيت لهوة َ، الناعمَ الحلوَ، وللكونِ حربُه وهمومُهُ
والاتشفْ من فمي الأناشيدَ شكرى َ، فالهوى ساحرُ الدلالِ، وسَيمُه
وانسَ فَيَّ الحياة َ..، فالعمرُ قفرٌ مرعبٌ، إنْ ذوى وجفَّ نعيمَه
وارمِ لِلّيل، والضّبابِ، بعيداً فَنَّكَ العَابسَ، الكثيرَ وُجومهْ»
فالهوى ، والشبابُ، والمرحُ، المعـ ـسولُ تشدو أفنانُهُ ونسيمهُ
«هي فنُّ الحياة ، يا شاعري الفنّا بل لُبُّ فنّها وصميمهُ
«تلك يا فيلسوفُ، فلسفة ُ الكوْ ن، ووَحيُ الوجودِ هذا قديمهُ
وهي إنجيليَ الجميلُ، فصدُّقه ـه وإلاّ..، فلِلغرامِ جَحِيمُهْ..»
فرماها بنظرة ٍ، غشيتُها سَكْرة ُ الحبِّ، والأسى وغيومُهْ
وتلاهى ببسمة ٍ، رشفتها منهُ سَكْرَانة ُ الشَّبابِ، رؤومُهْ
والتقتْ عندها الشفّاهُ..، وغنَّت قُبلٌ أجفلت لديها همومه
مَا تريدُ الهُمومُ من عالَمٍ، ضَا مسراتهُّ، وغنّت نجومه؟
ليلة ٌ أسبلَ الغرامُ عليها سحرهُ، الناعمة الطريرَ نعيمَهُ
وتغنَّى في ظلها الفرحُ اللاهي هي فَجَفَّ الأسى وَخَرّ هَشِيمُهْ
أَغْرَقَ الفيلسوفُ فلسفة َ الأحـ ـزان في بحرها..، فَمَنْ ذا يلومُهْ
إنَّ في المرأة ِ الجميلة ِ سِحْراً عبقريَّاً، يذكي الأسى ، وينيمهُ
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه وشجاها شكوبهُ وسُهُومهُ
فأمَرَّتْ كفَّا على شَعْره العا ري برفقٍ، كأنَّها ستُنِيمُهْ
وأطلّتْ بوجهها الباسمِ الحلْـ ـوِ على خدِّه وقالتْ تَلُومُهْ:
"أيّها الطائرُ الكئيب تَغَرَّد إنّ شَدْوَ الطُّيورِ حلوٌ رَخِيمُهْ»
وأجبني- فدتكَ نفسي- ماذا؟ أَمُصَابٌ؟ أَمْ ذاك أمرٌ ترومُهْ؟»
«بل هو الفنُّ واكتئابُه، والفنَّـ جمٌّ أحزانهُ وهمومُهُ
«أبداً يحملُ الوجودَ بما فيـ ـه كأنْ ليسَ للوجودِ زعيمُهْ:»
خلِّ عبءَ الحياة عنك، وهيَّا بمحيّاً، كالصّبح، طلْقٍ أديمُه
«فَكثيرٌ عليكَ أن تحْمل الدّنـ ـيا وتمشي بِوقْرِها لا تَريمُهْ»
«والوجودُ العظيم أُقْعِدَ في الما ضي وما أنتَ رَبُّهُ فَتُقِيمُهْ»
وامشِ في روضة ِ الشباب طروباً فحواليكَ وَرْدُهُ وَكُرومُهْ»
«واتلُ للحُبِّ والحياة ِ أغانيـ ـكَ وَخلِّ الشَّقاءَ تدمَى كُلُومُهْ»
واحتضنَّي، فإنني لكَ، حتّى يتوارى هذا الدُّجَى ونجومُهْ»
ودعِ الحُبّ يُنشدُ الشعر لِلّيل.، فكم يُسكر الظلامَ رنيمهُ...
واقطفِ الورد من خدودي، وجيـ وَنُهودي..، وافْعَلْ بِهِ ما تَرُومُهْ»
إنِ للبيت لهوة َ، الناعمَ الحلوَ، وللكونِ حربُه وهمومُهُ
والاتشفْ من فمي الأناشيدَ شكرى َ، فالهوى ساحرُ الدلالِ، وسَيمُه
وانسَ فَيَّ الحياة َ..، فالعمرُ قفرٌ مرعبٌ، إنْ ذوى وجفَّ نعيمَه
وارمِ لِلّيل، والضّبابِ، بعيداً فَنَّكَ العَابسَ، الكثيرَ وُجومهْ»
فالهوى ، والشبابُ، والمرحُ، المعـ ـسولُ تشدو أفنانُهُ ونسيمهُ
«هي فنُّ الحياة ، يا شاعري الفنّا بل لُبُّ فنّها وصميمهُ
«تلك يا فيلسوفُ، فلسفة ُ الكوْ ن، ووَحيُ الوجودِ هذا قديمهُ
وهي إنجيليَ الجميلُ، فصدُّقه ـه وإلاّ..، فلِلغرامِ جَحِيمُهْ..»
فرماها بنظرة ٍ، غشيتُها سَكْرة ُ الحبِّ، والأسى وغيومُهْ
وتلاهى ببسمة ٍ، رشفتها منهُ سَكْرَانة ُ الشَّبابِ، رؤومُهْ
والتقتْ عندها الشفّاهُ..، وغنَّت قُبلٌ أجفلت لديها همومه
مَا تريدُ الهُمومُ من عالَمٍ، ضَا مسراتهُّ، وغنّت نجومه؟
ليلة ٌ أسبلَ الغرامُ عليها سحرهُ، الناعمة الطريرَ نعيمَهُ
وتغنَّى في ظلها الفرحُ اللاهي هي فَجَفَّ الأسى وَخَرّ هَشِيمُهْ
أَغْرَقَ الفيلسوفُ فلسفة َ الأحـ ـزان في بحرها..، فَمَنْ ذا يلومُهْ
إنَّ في المرأة ِ الجميلة ِ سِحْراً عبقريَّاً، يذكي الأسى ، وينيمهُ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
صفحة 2 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
مواضيع مماثلة
» الشاعر....فاروق جويده
» للشاعر العراقي أحمد مطر
» زى انهارده...وفاة الشاعر والفنان والصحفى صلاح جاهين
» للشاعر العراقي أحمد مطر
» زى انهارده...وفاة الشاعر والفنان والصحفى صلاح جاهين
:: المنتدى الأدبى :: الشعر والأدب
صفحة 2 من اصل 4
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أكتوبر 20, 2017 2:54 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» (((( خـطـة الشـيـطـان! ))))
السبت أكتوبر 07, 2017 7:00 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» (أسرار خطيرة جداً ممنوعة من التداول:لخفايا ما يحدث لمصر والعرب!الآن)
الأحد سبتمبر 03, 2017 8:12 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» النائب محمد فريد زكريا: رسالة للشعب: في غفلتنا نجح مخطط إبادة شعب مصر!
الأحد يوليو 30, 2017 5:08 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» النائب/ محمد فريد زكريا: (يكشف للشعـب!وللتاريخ؟) كيف دمرت مصر!وطوق شعبها بالفقر!)
الأحد يوليو 30, 2017 5:06 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» النائب محمد فريد زكريا: رسالة للشعب: في غفلتنا نجح مخطط إبادة شعب مصر!
الأحد يوليو 30, 2017 5:05 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» اسرار خطيرة جداً لمخطط إبادة 93 مليون مصري أو تشتتهم لتدمير المنطقة!
الأحد يوليو 16, 2017 5:56 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» تمالى بينسانى
الأحد أغسطس 28, 2016 10:03 pm من طرف hany4445
» قصيدة صرخة وطن
الأحد أغسطس 28, 2016 3:03 am من طرف hany4445
» ( نعم أسقطوا الطائـرة الروسية بقنبلـة!فأكشفهم يـا ريـس!)
الجمعة نوفمبر 20, 2015 10:30 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» ((( العـبقرية العربية هي الحـل! )))
الجمعة نوفمبر 20, 2015 12:06 am من طرف النائب محمد فريد زكريا
» !!! (مـفـاجــآت مـذهــلـة ـ لـن تصـدقـونـهــا! ـ عـن طـيـبـة! وعـبـقـريــة العـرب!) !!!
الجمعة أكتوبر 30, 2015 10:38 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» يـا شعب مصر:المياه ستصبح أغلي من البنزين!نص أوامـر أوباما!في زيارة أثيوبيا
الأربعاء أكتوبر 07, 2015 10:32 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» النائب/ محمد فريد زكريا:أمريكا منعت مشروعنا لمحور قناة السويس1984والآن ذو عائد 350 مليار دولار سنوياً!
السبت أغسطس 08, 2015 1:46 am من طرف النائب محمد فريد زكريا
» (( من قتل القادة العرب؟؟! ))
الثلاثاء أبريل 14, 2015 10:14 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» الخليجيون للمطابخ
الثلاثاء مارس 17, 2015 8:02 am من طرف nikkigib
» النائب/ محمد فريد زكريا: نبـايـع!ونطالب القادة العرب بمبايعة الملك/ سلمـان زعيماً للعرب!)
السبت يناير 24, 2015 10:37 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» النائب/ محمد فريد زكريا: يا الـله! ويا رسول الـله! أنقذوا العرب من هذا الـذل والعــار
الإثنين ديسمبر 29, 2014 10:33 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» النائب محمد فريد زكريا:أسرار مذهلة عن تأمر أمريكا علي العرب! والصين!وروسيا!
الأربعاء ديسمبر 24, 2014 10:06 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» (عاجل من خادم الشعب إلي الرئيس!)
الثلاثاء نوفمبر 18, 2014 5:45 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا