المواضيع الأخيرة
مواضيع مماثلة
الساعة الآن
>صفحتنا على facebook
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم |
أفضل 10 فاتحي مواضيع
Genol | ||||
الملاك البرىء | ||||
◄♥♥ سحر العيون ♥♥► | ||||
ehab.pop | ||||
asmaa | ||||
شهيدة الحب الإلهى | ||||
Omar Fathy | ||||
elhour | ||||
No Name | ||||
هداية الرحمن |
زوارنا من أين؟
الشاعر أبي القاسم الشابي
3 مشترك
:: المنتدى الأدبى :: الشعر والأدب
صفحة 3 من اصل 4
صفحة 3 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،2
يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،....بَلْ يا بَهَاءَ هذا الوجودِ...
خلق البلبل الجميل ليشدوا.................وَخُلِقْتُنَّ للغرامِ السَّعيدِ..
والوُجودُ الرحيبُ كالقَبْرِ، لولا......ما تُجَلِّينَ مِنْ قُطوبِ الوُجودِ..
والحياة ُ التي تخرُّ لها الأحلامُ................موتٌ مثقَّلٌ بالقيودِ...
والشبابُ الحبيبُ شيخوخة ٌ تسعى...إلى الموت في طريق كؤودِ...
والربيعُ الجميلُ في هاتِه الدُنيا........خريفٌ يُذْوِي رفيفَ الوُرودِ..
والورودُ العِذابُ في ضيفَّة الجدولِ.........شوكٌ، مُصفَّحٌ بالحديدِ...
والطُّيورُ التي تُغَنِّي، وتقضي.............عَيشَها في ترنّمُ وغريدِ؟..
إنَّها في الوجودِ تشكو إلى الأيّام...........عِبءَ الحَياة ِ بالتَّغْريدِ..
والأَنَاشِيدُ؟ إنَّها شَهَقَاتٌ................تتشظَّى من كل قلبِ عميدِ...
صورة ٌ للوجودِ شوهاءُ، لولا......شفَقُ الحسن فوق تلك الخدودِ..
يا زهورَ الحياة ِ للحبّ أنتنَّ................ولكنَّهُ مخيفُ الورودِ...
.فَسَبِيلُ الغرامِ جَمُّ المهاوي..
رغمَ ما فيه من جمالٍ، وفنٍّ..........عبقريُّ، ما أن له من مزيدِ..
وَأناشيدَ، تُسْكِرُ الملأَ الأعلى ،...........وتُشْجِي جوانِحَ الجلمودِ..
وأريجٍ، يَكَادُ يَذْهَبُ بالألباب................ما بين غَامضٍ وَشَديدِ..
وسبيل الحياة رحبٌ، ولأننتنَّ............اللواتي تَفْرُشْنَهُ بالوُرودِ..
إنْ أردتُنَّ أن يكونَ بهيجاً............رَائعَ السِّحْر، ذَا جمالٍ فريدِ...
أو بشوكٍ يدميّ الفضيلة َ والحبَّ......ويقضي على بهاءِ الوُجودِ..
إنْ أردتُنّ أنْ يكونَ شنيعاً،..............مُظْلِمَ الأُفْقِ ميِّتَ التَّغريدِ..
يا عذارى الجمالِ، والحبِ، والأحلام،....بَلْ يا بَهَاءَ هذا الوجودِ...
خلق البلبل الجميل ليشدوا.................وَخُلِقْتُنَّ للغرامِ السَّعيدِ..
والوُجودُ الرحيبُ كالقَبْرِ، لولا......ما تُجَلِّينَ مِنْ قُطوبِ الوُجودِ..
والحياة ُ التي تخرُّ لها الأحلامُ................موتٌ مثقَّلٌ بالقيودِ...
والشبابُ الحبيبُ شيخوخة ٌ تسعى...إلى الموت في طريق كؤودِ...
والربيعُ الجميلُ في هاتِه الدُنيا........خريفٌ يُذْوِي رفيفَ الوُرودِ..
والورودُ العِذابُ في ضيفَّة الجدولِ.........شوكٌ، مُصفَّحٌ بالحديدِ...
والطُّيورُ التي تُغَنِّي، وتقضي.............عَيشَها في ترنّمُ وغريدِ؟..
إنَّها في الوجودِ تشكو إلى الأيّام...........عِبءَ الحَياة ِ بالتَّغْريدِ..
والأَنَاشِيدُ؟ إنَّها شَهَقَاتٌ................تتشظَّى من كل قلبِ عميدِ...
صورة ٌ للوجودِ شوهاءُ، لولا......شفَقُ الحسن فوق تلك الخدودِ..
يا زهورَ الحياة ِ للحبّ أنتنَّ................ولكنَّهُ مخيفُ الورودِ...
.فَسَبِيلُ الغرامِ جَمُّ المهاوي..
رغمَ ما فيه من جمالٍ، وفنٍّ..........عبقريُّ، ما أن له من مزيدِ..
وَأناشيدَ، تُسْكِرُ الملأَ الأعلى ،...........وتُشْجِي جوانِحَ الجلمودِ..
وأريجٍ، يَكَادُ يَذْهَبُ بالألباب................ما بين غَامضٍ وَشَديدِ..
وسبيل الحياة رحبٌ، ولأننتنَّ............اللواتي تَفْرُشْنَهُ بالوُرودِ..
إنْ أردتُنَّ أن يكونَ بهيجاً............رَائعَ السِّحْر، ذَا جمالٍ فريدِ...
أو بشوكٍ يدميّ الفضيلة َ والحبَّ......ويقضي على بهاءِ الوُجودِ..
إنْ أردتُنّ أنْ يكونَ شنيعاً،..............مُظْلِمَ الأُفْقِ ميِّتَ التَّغريدِ..
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
إلى قلبي التائه
ما لآفاقك يا قلبي سودا حالكات
ولأورادك بين الشوك صفرا ذاويات
ولأطيارك لا تلغو؟ فأين النغمات؟
ما لمزمارك لا يشدو بغير الشهقات
ولأوتارك لا تخفق إلا شاكيات
ولأنغامك لا تنطق إلا باكيات
ولقد كانت صباح الأمس بين النسمات
كعذارى الغاب لا تعرف غير البسمات
هو ذا يا قلبي البحر وأمواج الحياة
هو ذا القارب مشدودا إلى تلك الصفاة
هو ذا الشاطئ! لكن أين ربانك؟ مات؟
أين أحلامك يا قلبي؟ لقد فات الفوات
تلك أطيار، أنيقات طراب، فرحات
غردت ثم توارت في غيابات الحياة
أنت يا قلبي قلب أنضجته الزفرات
أنت يا قلبي عش نفرت منه القطاة
فأطارته إلى النهر الرياح العاتيات
فهو في التيار أوراق، وأعواد عراة
أنت حقل مجدب قد هزئت منه الرعاة
أنت ليل معتم تندب فيه الباكيات
أنت كهف مظلم تأوي إليه البائسات
أنت صرح شاده الحب على نهر الحياة
أنت قبر فيه من أيامي الأولى رفات
أنت عود مزقت أوتاره كف الحياة
فهو من وحشته الخرساء بين الكائنات
صامت كالقبر، إلا من أنين الذكريات
أيها الساري مع الظلمة في غير أناة
مطرقا يخبط في الصحراء مكبوح الشكاة
تهت في الدنيا ، وما أبت بغير الحسرات
صل يا قلبي إلى الله،فإن الموت آت
صل فالنازع لا تبقى له غير الصلاة..
ما لآفاقك يا قلبي سودا حالكات
ولأورادك بين الشوك صفرا ذاويات
ولأطيارك لا تلغو؟ فأين النغمات؟
ما لمزمارك لا يشدو بغير الشهقات
ولأوتارك لا تخفق إلا شاكيات
ولأنغامك لا تنطق إلا باكيات
ولقد كانت صباح الأمس بين النسمات
كعذارى الغاب لا تعرف غير البسمات
هو ذا يا قلبي البحر وأمواج الحياة
هو ذا القارب مشدودا إلى تلك الصفاة
هو ذا الشاطئ! لكن أين ربانك؟ مات؟
أين أحلامك يا قلبي؟ لقد فات الفوات
تلك أطيار، أنيقات طراب، فرحات
غردت ثم توارت في غيابات الحياة
أنت يا قلبي قلب أنضجته الزفرات
أنت يا قلبي عش نفرت منه القطاة
فأطارته إلى النهر الرياح العاتيات
فهو في التيار أوراق، وأعواد عراة
أنت حقل مجدب قد هزئت منه الرعاة
أنت ليل معتم تندب فيه الباكيات
أنت كهف مظلم تأوي إليه البائسات
أنت صرح شاده الحب على نهر الحياة
أنت قبر فيه من أيامي الأولى رفات
أنت عود مزقت أوتاره كف الحياة
فهو من وحشته الخرساء بين الكائنات
صامت كالقبر، إلا من أنين الذكريات
أيها الساري مع الظلمة في غير أناة
مطرقا يخبط في الصحراء مكبوح الشكاة
تهت في الدنيا ، وما أبت بغير الحسرات
صل يا قلبي إلى الله،فإن الموت آت
صل فالنازع لا تبقى له غير الصلاة..
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
قصيدة من اغاني الرعاة
اقبل الصبح يغني للحياة الناعسة
والربى تحلم في ظل الغصون المائسة
والصبا ترقص اوراق الزهور اليابسة
وتهادي النور في تلك الفجاج الدامسة
اقبل الصبح جميلا يملا الافق بهاء
فتمطى الزهر والطير وامواج المياه
قد افاق العالم الحي وغنى للحياة
فافيقي يا خرافي وهلمي يا شياه
واتبعيني يا شياهي بين اسراب الطيور
واملاي الواد ثغاء ومراحا وحبور
واسمعي همس السواقي وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي يغشية الضباب المستنير
واقطفي من كلا الارض ومرعاها الجديد
واسمعي شبابتي تشدوبمعسول النشيد
نغم يصعد من قلبي كانفاس الورود
ثم يسموطائرا كالبلبل الشادي السعيد
واذا جئنا الى الغاب وغطانا الشجر
فاقطفي ما شئت من عشب وزهر وثمر
ارضعته الشمس بالضوء وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل في وقت السحر
وامرحي ما شئت في الوديان او فوق التلال
واربضي في ظلها الوارف ان خفت الكلال
وامضغي الاعشاب والافكار في صمت الظلال
واسمعي الريح تغني في شماريخ الجبال
ان في الغاب ازاهيرا واعشابا عذاب
ينشد النحل حواليها اهازيجاطراب
لم تدنس عطرها الطاهر انفاس الذئاب
لك في الغابات مرعاك ومسعاك الجميل
ولي الانشاد والعزف الى وقت الاصيل
فاذاطالت ظلال الكلا الغض الضئيل
فهلمي نرجع المسعى الى الحي النبيل
والربى تحلم في ظل الغصون المائسة
والصبا ترقص اوراق الزهور اليابسة
وتهادي النور في تلك الفجاج الدامسة
اقبل الصبح جميلا يملا الافق بهاء
فتمطى الزهر والطير وامواج المياه
قد افاق العالم الحي وغنى للحياة
فافيقي يا خرافي وهلمي يا شياه
واتبعيني يا شياهي بين اسراب الطيور
واملاي الواد ثغاء ومراحا وحبور
واسمعي همس السواقي وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي يغشية الضباب المستنير
واقطفي من كلا الارض ومرعاها الجديد
واسمعي شبابتي تشدوبمعسول النشيد
نغم يصعد من قلبي كانفاس الورود
ثم يسموطائرا كالبلبل الشادي السعيد
واذا جئنا الى الغاب وغطانا الشجر
فاقطفي ما شئت من عشب وزهر وثمر
ارضعته الشمس بالضوء وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل في وقت السحر
وامرحي ما شئت في الوديان او فوق التلال
واربضي في ظلها الوارف ان خفت الكلال
وامضغي الاعشاب والافكار في صمت الظلال
واسمعي الريح تغني في شماريخ الجبال
ان في الغاب ازاهيرا واعشابا عذاب
ينشد النحل حواليها اهازيجاطراب
لم تدنس عطرها الطاهر انفاس الذئاب
لك في الغابات مرعاك ومسعاك الجميل
ولي الانشاد والعزف الى وقت الاصيل
فاذاطالت ظلال الكلا الغض الضئيل
فهلمي نرجع المسعى الى الحي النبيل
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
-الصباح الجديد-
اسكني يا جراح...............واسكتي يا شجون
مات عهد النواح...............وزمان الجنون
واطل الصباح.................من وراء القرون
في فجاج الردى...............قد دفنت الالم
ونثرت الدموع................لرياح العدم
واتخذت الحياة................معزفا للنغم
اتغنى عليه...................في رحاب الزمان
واذبت الاسى................في جمال الوجود
ودحوت الفؤاد...............واحة للنشيد
والضيا والظلال..............والشذى والورود
والهوى والشباب.............والمنى والحنان
اسكني يا جراح..............واسكتي يا شجون
مات عهد النواح..............وزمان الجنون
واطل الصباح................من وراء القرون
في فؤادي الرحيب............معبد للجمال
شيَدته الحياة.................بالرؤى والخيال
فتلوت الصلاة...............في خشوع الظلال
وحرقت البخور.............واضات الشموع
ان سحر الحياة..............خالد لا يزول
فعلام الشكاه................من ظلال يحول
ثم ياتي الصباح.............وتمر الفصول
سوف ياتي ربيع............ان تقضَى ربيع
من وراء الظلام............وهدير المياه
قد دعاني الصباح...........وربيع الحياة
ياله من دعاء..............هزَ قلبي صداه
لم يعد لي بقاء.............فوق هذي البقاع
الوداع الوداع.............يا جبال الهموم
يا ضباب الاسى...........يا فجاج الجحيم
قد جرى زورقي..........في الخضم العظيم
ونشرت القلاع...........فالوداع الوداع
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
النجوى "
قف قليلا ايها الساري القمر..............واصطبر
ياسميري في اويقات الكدر...............والضجر
واسقني من جدول النور البديع............قدحا
علني افهم هينوم الربيع..................ان صحا
كم فؤاد اذ تولته الشجون................والهموم
بث اسلاكك والدمع هتون................ما يروم
ان تكن تضحك سخرا بالبشر.............يا قمر
فلكم احزنك الدهر الخطر................بالنُكر
ايها القاموس يا صوت الحياة.............صداها
واغانيها العذاب الشاديات................ونداها
ما لأمواجك يطغيها الغرور..............فتثور
ثم تاوي نحو هاتيك الصخور.............كالكسير؟
اتراها تذكر الامس الجميل...............وسلامة
فتحيي ذلك المجد النبيل..................بابتسامة
وتغني ثم لا تلبث ان....................تحتويها
لوعة اليوم فتبكي وتئنُ..................لشقاها
قف قليلا ايها الساري القمر..............واصطبر
ياسميري في اويقات الكدر...............والضجر
واسقني من جدول النور البديع............قدحا
علني افهم هينوم الربيع..................ان صحا
كم فؤاد اذ تولته الشجون................والهموم
بث اسلاكك والدمع هتون................ما يروم
ان تكن تضحك سخرا بالبشر.............يا قمر
فلكم احزنك الدهر الخطر................بالنُكر
ايها القاموس يا صوت الحياة.............صداها
واغانيها العذاب الشاديات................ونداها
ما لأمواجك يطغيها الغرور..............فتثور
ثم تاوي نحو هاتيك الصخور.............كالكسير؟
اتراها تذكر الامس الجميل...............وسلامة
فتحيي ذلك المجد النبيل..................بابتسامة
وتغني ثم لا تلبث ان....................تحتويها
لوعة اليوم فتبكي وتئنُ..................لشقاها
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
الجنة الضائعة "
كَمْ من عُهودٍ عذبةٍ في عَدْوة الوادي النضير
فِضِّيّـةِ الأسحار مُذْهَبَةِ الأصائل والبكورْ
كانت أرقّ من الزهور, ومن أغاريد الطيور
وألذّ من سحر الصِّبا في بَسمة الطفل الغرير
قضيّتُها ومعي الحبيبةُ لا رقيب ولا نذيرْ
إلاّ الطفولة حولنا تلهو مع الحُبِّ الصغيرْ
أيـام كانت للحياة حلاوة الروض المطيرْ
وطهارةُ الموج الجميل, وسِحر شاطئه المنير
ووداعة العصفور, بين جداول الماء النميرْ
أيامَ لم نَعرف من الدُّنيا سوى مَرَحِ السُّرور
وتَتَبُّعِ النَّحْل الأنيق وقَطْفِ تيجان الزهورْ
وتسلُّقِ الجبلِ المكلّل بالصّنَوْبَر والصخورْ
وبناءِ أكواخِ الطفولة تحت أعشاش الطيورْ
مسقوفةً بالورد, والأعشاب والورق النضير
نبني, فتهدمها الرياحُ, فلا نضجُّ ولا نثورْ
ونعودُ نضحكُ للمروج, وللزنابقِ, والغديرْ
ونخاطبُ الأصداءَ, وهي تَرِفُّ في الوادي المنير
ونعيد أغنية السواقي, وهي تلغو بالخريرْ
ونَظَلُّ نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمرُّ ما بين المروج الخضر , في سكر الشعور
نشدو, ونرقصُ - كالبلابلِ - للحياة , وللحبور
ونظل ننثرُ للفضاء الرّحْبِ, والنهرِ الكبيرْ
ما في فؤادَيْنا من الأحلام, أو حُلْوِ الغرورْ
ونَشِيدُ في الأُفق المخضّب من أمانينا قصور
أزهـى من الشفَقِ الجميل, وروْنق المرج الخضير
وأجلَّ من هذا الوجودِ, وكلِّ أمجادِ الدهورْ
أبـدًا, تُدلِّلُهـا الحياةُ بكلِّ أنواعِ السرورْ
وتبـثُّ فينا من مراحِ الكون ما يغوي الوقور
فنسيرُ, نَنْشُد لهوَنا المبعود - في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل من الوجود, وبالحقيرْ:
بالسائل الأعمى وبالمعتوه, والشيخِ الكبيرْ
بالقطة البيضاءِ, بالشاة الوديعة, بالحميرْ
بالعشب, بالفنن المنوِّر, بالسنابل, بالسَّفيرْ
بالرَّمْلِ, بالصخر المحطَّم, بالجداول , بالغدير
واللهْو, والعبَثُ البريءُ, الحلو , مطمحنا الأخير
ونظل نقفز, أو نُثَرْثِرُ أو نغنِّي, أو ندورْ
لا نسأم اللهوَ الجميلَ, وليس يدركنا الفتورْ
فكأنّنـا نحيا بأعصابٍ من المَرحِ المُثِيرْ
وكأننـا نمشـي بـأقدامٍ مجنَّحـةٍ, تطيرْ
أيـام كنـا لُبَّ هذا الكون, والباقي قشورْ
أيـام تفرشُ سُبْلنا الدنيا بأوراق الزهورْ
وتمـرُّ أيـامُ الحياة بنا, كأسراب الطُّيورْ
بيضـاء لاعبـةً, مُغـرِّدةً مجنَّحةً بنورْ
وتُرَفْرف الأفراحُ فوق رؤوسنا أنَّى نسيرْ
آهٍ! توارى فَجْرِيَ القدُسيُّ في ليل الدهورْ
وفنَى, كما يفنَى النشيدُ الحلو في صمت الأثير
أوّاهُ, قد ضاعت عليَّ سعادةُ القلب الغريرْ
وبقيت في وادي الزمان الجهم أدأب في المسير
وأدوسُ أشواك الحياة بقلبيَ الدّامي الكسيرْ
وأرى الأباطيل الكثيرةَ, والمآثم, والشرورْ
وتصادُمَ الأهواء بالأهواء في كل الأمورْ
ومَذَلّةَ الحقِّ الضعيفِ, وعزّةَ الظلم القديرْ!
وأرى ابنَ آدَمَ سائرًا في رحْلَةِ العُمُرِ القصيرْ
ما بينَ أهوال الوجودِ, وتَحت أعباء الضمير
متسلِّقًا جَبَلَ الحياةِ الوعْرَ, كالشَّيْخِ الضّريرْ
دامي الأكفِّ, مُمَزّقَ الأقْدَامِ, مُغْبَرَّ الشعورْ
مُترنِّحَ الخطواتِ ما بين المزالق والصُّخورْ
هالتْهُ أشْباحُ الظلامِ, وراعهُ صوتُ القبورْ
ودويُّ إعْصار الأسى, والموت, في تلك الوُعورْ
ماذا جنيتُ من الحياة ومن تجاريب الدُّهورْ
غـيرَ الندامةِ والأسى واليأس والدمع الغزير؟
هـذا حَصادي من حقول العالَم الرحب الخطير
هذا حَصادي كلُّه, في يقظة العَهْدِ الأخيرْ
قـد كنتُ في زمن الطفولةِ, و السذاجة و الطهور
أحيا كما تحيا البلابلُ, والجداولُ, والزُّهورْ
لا نحفل, الدنيا تدور بأهلها, أو لا تدورْ
واليومَ أحيا مُرْهَقَ الأعْصاب , مشبوب الشعور
مُتأجِّجَ الإحساسِ, أحفلُ بالعظيم, وبالحقيرْ
تمشـي على قلبي الحياةُ, ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري, يا بني, فما أشقى المصيرْ!
كَمْ من عُهودٍ عذبةٍ في عَدْوة الوادي النضير
فِضِّيّـةِ الأسحار مُذْهَبَةِ الأصائل والبكورْ
كانت أرقّ من الزهور, ومن أغاريد الطيور
وألذّ من سحر الصِّبا في بَسمة الطفل الغرير
قضيّتُها ومعي الحبيبةُ لا رقيب ولا نذيرْ
إلاّ الطفولة حولنا تلهو مع الحُبِّ الصغيرْ
أيـام كانت للحياة حلاوة الروض المطيرْ
وطهارةُ الموج الجميل, وسِحر شاطئه المنير
ووداعة العصفور, بين جداول الماء النميرْ
أيامَ لم نَعرف من الدُّنيا سوى مَرَحِ السُّرور
وتَتَبُّعِ النَّحْل الأنيق وقَطْفِ تيجان الزهورْ
وتسلُّقِ الجبلِ المكلّل بالصّنَوْبَر والصخورْ
وبناءِ أكواخِ الطفولة تحت أعشاش الطيورْ
مسقوفةً بالورد, والأعشاب والورق النضير
نبني, فتهدمها الرياحُ, فلا نضجُّ ولا نثورْ
ونعودُ نضحكُ للمروج, وللزنابقِ, والغديرْ
ونخاطبُ الأصداءَ, وهي تَرِفُّ في الوادي المنير
ونعيد أغنية السواقي, وهي تلغو بالخريرْ
ونَظَلُّ نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمرُّ ما بين المروج الخضر , في سكر الشعور
نشدو, ونرقصُ - كالبلابلِ - للحياة , وللحبور
ونظل ننثرُ للفضاء الرّحْبِ, والنهرِ الكبيرْ
ما في فؤادَيْنا من الأحلام, أو حُلْوِ الغرورْ
ونَشِيدُ في الأُفق المخضّب من أمانينا قصور
أزهـى من الشفَقِ الجميل, وروْنق المرج الخضير
وأجلَّ من هذا الوجودِ, وكلِّ أمجادِ الدهورْ
أبـدًا, تُدلِّلُهـا الحياةُ بكلِّ أنواعِ السرورْ
وتبـثُّ فينا من مراحِ الكون ما يغوي الوقور
فنسيرُ, نَنْشُد لهوَنا المبعود - في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل من الوجود, وبالحقيرْ:
بالسائل الأعمى وبالمعتوه, والشيخِ الكبيرْ
بالقطة البيضاءِ, بالشاة الوديعة, بالحميرْ
بالعشب, بالفنن المنوِّر, بالسنابل, بالسَّفيرْ
بالرَّمْلِ, بالصخر المحطَّم, بالجداول , بالغدير
واللهْو, والعبَثُ البريءُ, الحلو , مطمحنا الأخير
ونظل نقفز, أو نُثَرْثِرُ أو نغنِّي, أو ندورْ
لا نسأم اللهوَ الجميلَ, وليس يدركنا الفتورْ
فكأنّنـا نحيا بأعصابٍ من المَرحِ المُثِيرْ
وكأننـا نمشـي بـأقدامٍ مجنَّحـةٍ, تطيرْ
أيـام كنـا لُبَّ هذا الكون, والباقي قشورْ
أيـام تفرشُ سُبْلنا الدنيا بأوراق الزهورْ
وتمـرُّ أيـامُ الحياة بنا, كأسراب الطُّيورْ
بيضـاء لاعبـةً, مُغـرِّدةً مجنَّحةً بنورْ
وتُرَفْرف الأفراحُ فوق رؤوسنا أنَّى نسيرْ
آهٍ! توارى فَجْرِيَ القدُسيُّ في ليل الدهورْ
وفنَى, كما يفنَى النشيدُ الحلو في صمت الأثير
أوّاهُ, قد ضاعت عليَّ سعادةُ القلب الغريرْ
وبقيت في وادي الزمان الجهم أدأب في المسير
وأدوسُ أشواك الحياة بقلبيَ الدّامي الكسيرْ
وأرى الأباطيل الكثيرةَ, والمآثم, والشرورْ
وتصادُمَ الأهواء بالأهواء في كل الأمورْ
ومَذَلّةَ الحقِّ الضعيفِ, وعزّةَ الظلم القديرْ!
وأرى ابنَ آدَمَ سائرًا في رحْلَةِ العُمُرِ القصيرْ
ما بينَ أهوال الوجودِ, وتَحت أعباء الضمير
متسلِّقًا جَبَلَ الحياةِ الوعْرَ, كالشَّيْخِ الضّريرْ
دامي الأكفِّ, مُمَزّقَ الأقْدَامِ, مُغْبَرَّ الشعورْ
مُترنِّحَ الخطواتِ ما بين المزالق والصُّخورْ
هالتْهُ أشْباحُ الظلامِ, وراعهُ صوتُ القبورْ
ودويُّ إعْصار الأسى, والموت, في تلك الوُعورْ
ماذا جنيتُ من الحياة ومن تجاريب الدُّهورْ
غـيرَ الندامةِ والأسى واليأس والدمع الغزير؟
هـذا حَصادي من حقول العالَم الرحب الخطير
هذا حَصادي كلُّه, في يقظة العَهْدِ الأخيرْ
قـد كنتُ في زمن الطفولةِ, و السذاجة و الطهور
أحيا كما تحيا البلابلُ, والجداولُ, والزُّهورْ
لا نحفل, الدنيا تدور بأهلها, أو لا تدورْ
واليومَ أحيا مُرْهَقَ الأعْصاب , مشبوب الشعور
مُتأجِّجَ الإحساسِ, أحفلُ بالعظيم, وبالحقيرْ
تمشـي على قلبي الحياةُ, ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري, يا بني, فما أشقى المصيرْ!
أحمد المصرى- عضو فعال
- عدد الرسائل : 145
تاريخ التسجيل : 21/02/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
برديس...اسم لاميره فرعونيه..
عذرا لتكرار القصائد
بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ،
بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ، والظلّ، والأَضْواءِ، والأنغامِ
بيتٌ، من السِّحرِ الجميلِ، مشَيَدٌ للحبِّ، والأحلامِ، والالهامِ
في الغابِ سِحْرٌ، رائعٌ متجدِّدٌ باقٍ على الأَيامِ والأعْوامِ
وشذًى كأجنحة الملائكِ، غامضٌ سَاهٍ يُرفرف في سُكونٍ سَامِ
وجداولٌ، تشْدو بمعسول الغِنا وتسيرُ حالمة ً، بغيرِ نِظَامِ
ومخارفٌ نَسَجَ الزمانُ بساطَها من يابسِ الأوراقِ والأكمامِ
وَحَنَا عليها الدّوّحُ، في جَبَرُوتِهِ بالظلِّ، والأغصان والنسام
في الغاب، في تلك المخارف، والرُّبى ، وعلى التِّلاع الخُضرِ، والآجامِ
كم من مشاعرِ، حلْة ٍ، مجْهولة ٍ سَكْرَى ، ومِنْ فِكَرٍ، ومن أوهامِ
غَنَّتْ كأسرابِ الطُّيورِ، ورفرفت حولي، وذابتْ كالدّخان، أمامي
ولَكَمْ أَصَخْتُ إلى أناشيد الأسى وتنهُّدِ الآلام والأسقامِ
وإلى الرياحِ النائحاتِ كأنّها في الغاب تبكي ميِّت الأيَّامِ
وإلَى الشبابِ، مُغَنَّياً، مُتَرَنِّماً حوْلي بألحان الغَرامِ الظَّامي
وسمعتُ للطير، المغرِّد في الفضا والسِّنديانِ، الشامخ، المتَسامي
وإلى أناشيد الرّعاة ِ، مُرِفَّة ً في الغاب، شَادية ً كسِرْبِ يَمامِ
وإلى الصّدى ، المِمراح، يهتفُ راقصاً بين الفِجَاجِ الفيحِ والآكامِ
حتى غَدَا قلبي كنَايٍ، مُت}رَع ثَمِلٍ من الألحان والنغامِ
فَشَدَوْتُ باللَّحنِ الغَريب مجنَّحاً بكآبة ِ الأحلامِ والآلامِ
في الغاب، دنيا للخيال، وللرُّؤى ، والشِّعرِ، والتفكيرِ، والأحلامِ
لله يومَ مضيتُ أوّلَ مرّة ٍ للغابِ، أرزحُ تحت عبءِ سَقامي
ودخَلتُه وحدي، وحوْلي موكبٌ هَزِجٌ، من الأحلامِ والأوهامِ
ومشيْتُ تحت ظِلاله مُتَهَيِّباً كالطفل، في صضمتٍ، وفي استسلامِ
أرنو إلى الأّدْوَاحِ، في جبروتها فإخَالُها عَمَدَ السَّماءِ، أمامي
قَد مسَّها سِحْرُ الحياة ، فأوْرَقَتْ وتَمَايَلَتْ في جَنَّة ِ الأحلامِ
وأُصِيخُ للصّمتِ المفكّر، هاتِفاً في مِسْمعي بغرائب الأنغامِ
فإذا أنا في نَشْوَة ٍ شعرّية ٍ فَيَّاضة ٍ بالوحي والإلهامِ
ومشاعري في يقظة ٍ مسحورة ٍ .......
وَسْنَى كيقظة ِ آدَمٍ لمَّا سَرَى في جسمه، رُوحُ الحياة ِ النّامي
وشَجَتْه مْوسيقى الوجودِ، وعانـ ـقتُ أحلامَهُ، في رِقّة ٍ وسلامِ
ورأى الفَراديسَ، الأَنيقة َ، تنثني في مُتْرَفِ الأزهار والكمامِ
ورأى الملائكَ، كالأشعَّة في الفَضَا تنسابُ سابحة ً، بغير نظامِ
وأحسّ رُوحَ الكون تخفقُ حوله في الظِّلِّ، والأضواءِ، والأنسامِ
والكائناتِ، تحوطُهُ بِحَنَانها وبحبِّها، الرَّحْبِ، العميقِ، الطَّامي
حتى تملأَ بالحياة كِانُه وسَعى وراءَ مواكبِ الأيامِ
ولَرُبَّ صُبْحٍ غائمٍ، مُتَحجِّبٍ في كِلَّة ٍ من زَعْزَعٍ وغَمامِ
تتنفَّسُ الدُّنيا ضَباباً، هائماً مُتدفِّعاً في أفْقه المُترامي
والرِّيحُ تخفقُ في الفضاءِ، وفي الثَّرى وعلى الجبال الشُّمِّ، والآكام
باكَرْتُ فيه الغابَ، مَوْهُونَ القُوى َ متخاذِلَ الخُطُواتِ والأَقدامِ
وجلستُ تحتَ السّنديانة ِ، واجماً أرنو إلى الأفُق الكئيب، أمامي
فأرى المبانيَ في الضباب، كأنها فِكْرٌ، بأرضِ الشَّكِّ والإبهامِ
أو عَالَمٌ، ما زال يولَدُ في فضا الكونِ، بين غياهبٍ وسِدامِ
وأرى الفجاجَ الدامساتِ، خلالَه ومشاهدَ الوديان والآجامَ
فكأنها شُعَبُ الجحيم،رهيبة ُ ملفوفَة في غُبشة ٍ وظَلامِ
صُوَرٌ، من الفنِّ المُرَوِّعِ، أعجزت وَحْيَ القريضِ وريشة َ الرسّامِ
وَلَكَمْ مَسَاءٍ، حَالمٍ متوَشِّحٍ بالظّلِ، والضّوءِ الحزين الدامي
قدْ سِرْتُ في غابي، كَفِكرٍ، هَائمٍ في نشوة ِ الأحلام والإلهامِ
شَعَري، وأفكاري، وكُلُّ مشاعري منشورة ٌ للنُّور والأنسام
والأفق يزخَرُ بالأشعَّة ِ والشَّذَى والأرضُ بِالأعشابِ والأكمامِ
والغابُ ساجٍ، والحياة ُ مصيخة ٌ والأفقُ، والشفقُ الجميلُ، أمامي
وعروسُ أحلامي تُداعبُ عُودَها فيَرنُّ قلبي بالصَّدَى وعِظامي
روحٌ أنا، مَسْحُورة ٌ، في عَالمٍ فوق الزمان الزّاخر الدَّوَّامِ
في الغابِ، في الغابِ الحبيبِ، وإنَّه حَرَمُ الطَّبيعة ِ والجمالِ السَّامي
طَهَّرْتُ فينار الجمال مشاعِري ولقِيتُ في دنيا الخيال سَلامي
ونسيتُ دنيا النّاس، فهي سخافة ٌ سَكْرَى من الأَوهامِ والآثامِ
وَقَبسْتُ من عَطْفِ الوجود وحُبِّه وجمالهِ قبساً، أضاءَ ظلامي
فرأيتُ ألوانَ الحياة ِ نضيرة ً كنضارة ِ الزّهرِ الجميلِ النّامي
ووجدتُ سحْرَ الكون أسمى عنصراً وأجلَّ من حزني ومن آلامي
فأهَبْتُ ـ مسحورَ المشاعر، حالماً نشوانَ ـ بالقلب الكئيب الدّامي:
"المعبدُ الحيُّ المقدَّسُ هاهنا يا كاهنَ الأحزان والآلامِ
«فاخلعْ مُسُوحَ الحزنِ تحت ظِلالِهِ والبسْ رِدَاءَ الشِّعرِ والأَحلامِ»
«وارفعْ صَلاَتكَ للجمالِ، عَميقة ً مشبوبة ً بحرارة الإلهامِ
واصدحْ بألحان الحياة ، جميلة ً كجمال هذا العالم البسَّامِ
واخفقْ مع العِطْر المرفرفِ في الفضا وارقصْ مع الأضواء والأنسامِ
ومعَ الينابيعِ الطليقة ِ، والصَّدَى ......
وَذَرَوْتُ أفكاري الحزِينة َ للدّجى ونَثَرْتُها لِعَواصِفِ الأَيَّامِ
ومَضَيْتُ أشدُو للأشعَّة ِ ساحراً من صوت أحزاني، وبطش سقامي
وهتفتُ: "ياروحَ الجمالِ تدَفَّقِي كالنَّهرِ في فِكرِي، وفي أحْلامي»
وتغلغلي كالنّور، في رُوحي التي ذَبُلتْ من الأحزان والآلامِ
أنتِ الشعورُ الحيُّ يزخرُ دافقاً كالنّار، في روح الوجودِ النَّامي»
ويصوغ أحلامَ الطبيعة ِ، فاجعـ ـلي عُمري نشيداً، ساحِرَ الأتغامِ
«وشذًى يَضُوعُ مع الأشعَّة ِ والرُّؤى في معبد الحق الجليل السامي"[i]
عذرا لتكرار القصائد
بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ،
بيْتٌ، بَنَتْه ليَ الحياة ُ من الشذَى ، والظلّ، والأَضْواءِ، والأنغامِ
بيتٌ، من السِّحرِ الجميلِ، مشَيَدٌ للحبِّ، والأحلامِ، والالهامِ
في الغابِ سِحْرٌ، رائعٌ متجدِّدٌ باقٍ على الأَيامِ والأعْوامِ
وشذًى كأجنحة الملائكِ، غامضٌ سَاهٍ يُرفرف في سُكونٍ سَامِ
وجداولٌ، تشْدو بمعسول الغِنا وتسيرُ حالمة ً، بغيرِ نِظَامِ
ومخارفٌ نَسَجَ الزمانُ بساطَها من يابسِ الأوراقِ والأكمامِ
وَحَنَا عليها الدّوّحُ، في جَبَرُوتِهِ بالظلِّ، والأغصان والنسام
في الغاب، في تلك المخارف، والرُّبى ، وعلى التِّلاع الخُضرِ، والآجامِ
كم من مشاعرِ، حلْة ٍ، مجْهولة ٍ سَكْرَى ، ومِنْ فِكَرٍ، ومن أوهامِ
غَنَّتْ كأسرابِ الطُّيورِ، ورفرفت حولي، وذابتْ كالدّخان، أمامي
ولَكَمْ أَصَخْتُ إلى أناشيد الأسى وتنهُّدِ الآلام والأسقامِ
وإلى الرياحِ النائحاتِ كأنّها في الغاب تبكي ميِّت الأيَّامِ
وإلَى الشبابِ، مُغَنَّياً، مُتَرَنِّماً حوْلي بألحان الغَرامِ الظَّامي
وسمعتُ للطير، المغرِّد في الفضا والسِّنديانِ، الشامخ، المتَسامي
وإلى أناشيد الرّعاة ِ، مُرِفَّة ً في الغاب، شَادية ً كسِرْبِ يَمامِ
وإلى الصّدى ، المِمراح، يهتفُ راقصاً بين الفِجَاجِ الفيحِ والآكامِ
حتى غَدَا قلبي كنَايٍ، مُت}رَع ثَمِلٍ من الألحان والنغامِ
فَشَدَوْتُ باللَّحنِ الغَريب مجنَّحاً بكآبة ِ الأحلامِ والآلامِ
في الغاب، دنيا للخيال، وللرُّؤى ، والشِّعرِ، والتفكيرِ، والأحلامِ
لله يومَ مضيتُ أوّلَ مرّة ٍ للغابِ، أرزحُ تحت عبءِ سَقامي
ودخَلتُه وحدي، وحوْلي موكبٌ هَزِجٌ، من الأحلامِ والأوهامِ
ومشيْتُ تحت ظِلاله مُتَهَيِّباً كالطفل، في صضمتٍ، وفي استسلامِ
أرنو إلى الأّدْوَاحِ، في جبروتها فإخَالُها عَمَدَ السَّماءِ، أمامي
قَد مسَّها سِحْرُ الحياة ، فأوْرَقَتْ وتَمَايَلَتْ في جَنَّة ِ الأحلامِ
وأُصِيخُ للصّمتِ المفكّر، هاتِفاً في مِسْمعي بغرائب الأنغامِ
فإذا أنا في نَشْوَة ٍ شعرّية ٍ فَيَّاضة ٍ بالوحي والإلهامِ
ومشاعري في يقظة ٍ مسحورة ٍ .......
وَسْنَى كيقظة ِ آدَمٍ لمَّا سَرَى في جسمه، رُوحُ الحياة ِ النّامي
وشَجَتْه مْوسيقى الوجودِ، وعانـ ـقتُ أحلامَهُ، في رِقّة ٍ وسلامِ
ورأى الفَراديسَ، الأَنيقة َ، تنثني في مُتْرَفِ الأزهار والكمامِ
ورأى الملائكَ، كالأشعَّة في الفَضَا تنسابُ سابحة ً، بغير نظامِ
وأحسّ رُوحَ الكون تخفقُ حوله في الظِّلِّ، والأضواءِ، والأنسامِ
والكائناتِ، تحوطُهُ بِحَنَانها وبحبِّها، الرَّحْبِ، العميقِ، الطَّامي
حتى تملأَ بالحياة كِانُه وسَعى وراءَ مواكبِ الأيامِ
ولَرُبَّ صُبْحٍ غائمٍ، مُتَحجِّبٍ في كِلَّة ٍ من زَعْزَعٍ وغَمامِ
تتنفَّسُ الدُّنيا ضَباباً، هائماً مُتدفِّعاً في أفْقه المُترامي
والرِّيحُ تخفقُ في الفضاءِ، وفي الثَّرى وعلى الجبال الشُّمِّ، والآكام
باكَرْتُ فيه الغابَ، مَوْهُونَ القُوى َ متخاذِلَ الخُطُواتِ والأَقدامِ
وجلستُ تحتَ السّنديانة ِ، واجماً أرنو إلى الأفُق الكئيب، أمامي
فأرى المبانيَ في الضباب، كأنها فِكْرٌ، بأرضِ الشَّكِّ والإبهامِ
أو عَالَمٌ، ما زال يولَدُ في فضا الكونِ، بين غياهبٍ وسِدامِ
وأرى الفجاجَ الدامساتِ، خلالَه ومشاهدَ الوديان والآجامَ
فكأنها شُعَبُ الجحيم،رهيبة ُ ملفوفَة في غُبشة ٍ وظَلامِ
صُوَرٌ، من الفنِّ المُرَوِّعِ، أعجزت وَحْيَ القريضِ وريشة َ الرسّامِ
وَلَكَمْ مَسَاءٍ، حَالمٍ متوَشِّحٍ بالظّلِ، والضّوءِ الحزين الدامي
قدْ سِرْتُ في غابي، كَفِكرٍ، هَائمٍ في نشوة ِ الأحلام والإلهامِ
شَعَري، وأفكاري، وكُلُّ مشاعري منشورة ٌ للنُّور والأنسام
والأفق يزخَرُ بالأشعَّة ِ والشَّذَى والأرضُ بِالأعشابِ والأكمامِ
والغابُ ساجٍ، والحياة ُ مصيخة ٌ والأفقُ، والشفقُ الجميلُ، أمامي
وعروسُ أحلامي تُداعبُ عُودَها فيَرنُّ قلبي بالصَّدَى وعِظامي
روحٌ أنا، مَسْحُورة ٌ، في عَالمٍ فوق الزمان الزّاخر الدَّوَّامِ
في الغابِ، في الغابِ الحبيبِ، وإنَّه حَرَمُ الطَّبيعة ِ والجمالِ السَّامي
طَهَّرْتُ فينار الجمال مشاعِري ولقِيتُ في دنيا الخيال سَلامي
ونسيتُ دنيا النّاس، فهي سخافة ٌ سَكْرَى من الأَوهامِ والآثامِ
وَقَبسْتُ من عَطْفِ الوجود وحُبِّه وجمالهِ قبساً، أضاءَ ظلامي
فرأيتُ ألوانَ الحياة ِ نضيرة ً كنضارة ِ الزّهرِ الجميلِ النّامي
ووجدتُ سحْرَ الكون أسمى عنصراً وأجلَّ من حزني ومن آلامي
فأهَبْتُ ـ مسحورَ المشاعر، حالماً نشوانَ ـ بالقلب الكئيب الدّامي:
"المعبدُ الحيُّ المقدَّسُ هاهنا يا كاهنَ الأحزان والآلامِ
«فاخلعْ مُسُوحَ الحزنِ تحت ظِلالِهِ والبسْ رِدَاءَ الشِّعرِ والأَحلامِ»
«وارفعْ صَلاَتكَ للجمالِ، عَميقة ً مشبوبة ً بحرارة الإلهامِ
واصدحْ بألحان الحياة ، جميلة ً كجمال هذا العالم البسَّامِ
واخفقْ مع العِطْر المرفرفِ في الفضا وارقصْ مع الأضواء والأنسامِ
ومعَ الينابيعِ الطليقة ِ، والصَّدَى ......
وَذَرَوْتُ أفكاري الحزِينة َ للدّجى ونَثَرْتُها لِعَواصِفِ الأَيَّامِ
ومَضَيْتُ أشدُو للأشعَّة ِ ساحراً من صوت أحزاني، وبطش سقامي
وهتفتُ: "ياروحَ الجمالِ تدَفَّقِي كالنَّهرِ في فِكرِي، وفي أحْلامي»
وتغلغلي كالنّور، في رُوحي التي ذَبُلتْ من الأحزان والآلامِ
أنتِ الشعورُ الحيُّ يزخرُ دافقاً كالنّار، في روح الوجودِ النَّامي»
ويصوغ أحلامَ الطبيعة ِ، فاجعـ ـلي عُمري نشيداً، ساحِرَ الأتغامِ
«وشذًى يَضُوعُ مع الأشعَّة ِ والرُّؤى في معبد الحق الجليل السامي"[i]
برديس- عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكِّراً
قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكّراً في الكَائِناتِ، مُعَذَّباً، مَهْمُوما
فَوَجَدْتُ أعراسَ الوُجود مآتماً ووجدتُ فِرْدَوسَ الزَّمانِ جَحيمَا
تَدْوي مَخَارِمُهُ بِضَجَّة ِ صَرْصَرٍ، مشبوبَة ٍ، تَذَرُ الجيالُ هشيمَا
وحضرتُ مائدة َ الحياة ، فلم أجدْ إلاّ شراباً، آجناً، مسموماً
وَنَفضْتُ أعماقَ الفَضَاءِ، فَلَمْ أجِدْ إلا سكوناً، مُتْعَباً محمومَا
تتبخَّرُ الأَعْمارُ في جَنَباتِهِ وتموتُ أشواقُ النّفوس وَجومَا
ولمستُ أوتارَ الدهور، فلم تُفِضْ إلا أنيناً، دامياً، مَكْلُوما
يَتْلُو أقاصيصَ التَّعاسة ِ والأسى ويصيرُ أفراح الحياة همومَا
شُرِّدْتُ عنن وَطَنِي السَّماويِّ الذي ما كانَ يوْماً واجمَا، مغمومَا
شُرِّدْتُ عَنْ وطني الجميل.. أنا الشَّقِـ شقيّ، فعشت مشطورَ الفؤاد، يتيمَا..
في غُربة ٍ، رُوحيَّة ٍ، مَلْعُونة ٍ أشواقُها تَقْضِي، عِطاشاً، هِيما...
يا غُربة َ الرُّوحِ المفكِّر إنّه في النَّاسِ يحيا، سَائماً، مَسْؤُوما
شُرِّدتُ لِلدنيا.. وَكُلٌّ تائهٌ فيها يُرَوِّعُ رَاحلاً ومقيما
يدعو الحياة ، فلا يُجيبُ سوى الرَّدى ليدُسَّهُ تَحْتَ التُّرابِ رَميما
وَتَظَلُّ سَائِرة ً، كأنّ فقيدها ما كان يوماً صاحباً وحميمَا
يا أيُّها السّاري! لقد طال السُّرى حَتَّام تَرْقُبُ في الظَّلامِ نُجُوما..؟
أتخالُ في الوادي البعيدِ المُرْتَجى ؟ هيهاتَ! لَنْ تَلْقى هناكَ مَرُوما
سرْ ما اسْتَطَعْتَ، فَسَوْفَ تُلقي ـ مثلما خلَّفتَ ـ مَمشُوقَ الغُصونِ حَطِيما
قضَّيتُ أدْوارَ الحياة ِ، مُفَكّراً في الكَائِناتِ، مُعَذَّباً، مَهْمُوما
فَوَجَدْتُ أعراسَ الوُجود مآتماً ووجدتُ فِرْدَوسَ الزَّمانِ جَحيمَا
تَدْوي مَخَارِمُهُ بِضَجَّة ِ صَرْصَرٍ، مشبوبَة ٍ، تَذَرُ الجيالُ هشيمَا
وحضرتُ مائدة َ الحياة ، فلم أجدْ إلاّ شراباً، آجناً، مسموماً
وَنَفضْتُ أعماقَ الفَضَاءِ، فَلَمْ أجِدْ إلا سكوناً، مُتْعَباً محمومَا
تتبخَّرُ الأَعْمارُ في جَنَباتِهِ وتموتُ أشواقُ النّفوس وَجومَا
ولمستُ أوتارَ الدهور، فلم تُفِضْ إلا أنيناً، دامياً، مَكْلُوما
يَتْلُو أقاصيصَ التَّعاسة ِ والأسى ويصيرُ أفراح الحياة همومَا
شُرِّدْتُ عنن وَطَنِي السَّماويِّ الذي ما كانَ يوْماً واجمَا، مغمومَا
شُرِّدْتُ عَنْ وطني الجميل.. أنا الشَّقِـ شقيّ، فعشت مشطورَ الفؤاد، يتيمَا..
في غُربة ٍ، رُوحيَّة ٍ، مَلْعُونة ٍ أشواقُها تَقْضِي، عِطاشاً، هِيما...
يا غُربة َ الرُّوحِ المفكِّر إنّه في النَّاسِ يحيا، سَائماً، مَسْؤُوما
شُرِّدتُ لِلدنيا.. وَكُلٌّ تائهٌ فيها يُرَوِّعُ رَاحلاً ومقيما
يدعو الحياة ، فلا يُجيبُ سوى الرَّدى ليدُسَّهُ تَحْتَ التُّرابِ رَميما
وَتَظَلُّ سَائِرة ً، كأنّ فقيدها ما كان يوماً صاحباً وحميمَا
يا أيُّها السّاري! لقد طال السُّرى حَتَّام تَرْقُبُ في الظَّلامِ نُجُوما..؟
أتخالُ في الوادي البعيدِ المُرْتَجى ؟ هيهاتَ! لَنْ تَلْقى هناكَ مَرُوما
سرْ ما اسْتَطَعْتَ، فَسَوْفَ تُلقي ـ مثلما خلَّفتَ ـ مَمشُوقَ الغُصونِ حَطِيما
برديس- عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه وشجاها شكوبهُ وسُهُومهُ
فأمَرَّتْ كفَّا على شَعْره العا ري برفقٍ، كأنَّها ستُنِيمُهْ
وأطلّتْ بوجهها الباسمِ الحلْـ ـوِ على خدِّه وقالتْ تَلُومُهْ:
"أيّها الطائرُ الكئيب تَغَرَّد إنّ شَدْوَ الطُّيورِ حلوٌ رَخِيمُهْ»
وأجبني- فدتكَ نفسي- ماذا؟ أَمُصَابٌ؟ أَمْ ذاك أمرٌ ترومُهْ؟»
«بل هو الفنُّ واكتئابُه، والفنَّـ جمٌّ أحزانهُ وهمومُهُ
«أبداً يحملُ الوجودَ بما فيـ ـه كأنْ ليسَ للوجودِ زعيمُهْ:»
خلِّ عبءَ الحياة عنك، وهيَّا بمحيّاً، كالصّبح، طلْقٍ أديمُه
«فَكثيرٌ عليكَ أن تحْمل الدّنـ ـيا وتمشي بِوقْرِها لا تَريمُهْ»
«والوجودُ العظيم أُقْعِدَ في الما ضي وما أنتَ رَبُّهُ فَتُقِيمُهْ»
وامشِ في روضة ِ الشباب طروباً فحواليكَ وَرْدُهُ وَكُرومُهْ»
«واتلُ للحُبِّ والحياة ِ أغانيـ ـكَ وَخلِّ الشَّقاءَ تدمَى كُلُومُهْ»
واحتضنَّي، فإنني لكَ، حتّى يتوارى هذا الدُّجَى ونجومُهْ»
ودعِ الحُبّ يُنشدُ الشعر لِلّيل.، فكم يُسكر الظلامَ رنيمهُ...
واقطفِ الورد من خدودي، وجيـ وَنُهودي..، وافْعَلْ بِهِ ما تَرُومُهْ»
إنِ للبيت لهوة َ، الناعمَ الحلوَ، وللكونِ حربُه وهمومُهُ
والاتشفْ من فمي الأناشيدَ شكرى َ، فالهوى ساحرُ الدلالِ، وسَيمُه
وانسَ فَيَّ الحياة َ..، فالعمرُ قفرٌ مرعبٌ، إنْ ذوى وجفَّ نعيمَه
وارمِ لِلّيل، والضّبابِ، بعيداً فَنَّكَ العَابسَ، الكثيرَ وُجومهْ»
فالهوى ، والشبابُ، والمرحُ، المعـ ـسولُ تشدو أفنانُهُ ونسيمهُ
«هي فنُّ الحياة ، يا شاعري الفنّا بل لُبُّ فنّها وصميمهُ
«تلك يا فيلسوفُ، فلسفة ُ الكوْ ن، ووَحيُ الوجودِ هذا قديمهُ
وهي إنجيليَ الجميلُ، فصدُّقه ـه وإلاّ..، فلِلغرامِ جَحِيمُهْ..»
فرماها بنظرة ٍ، غشيتُها سَكْرة ُ الحبِّ، والأسى وغيومُهْ
وتلاهى ببسمة ٍ، رشفتها منهُ سَكْرَانة ُ الشَّبابِ، رؤومُهْ
والتقتْ عندها الشفّاهُ..، وغنَّت قُبلٌ أجفلت لديها همومه
مَا تريدُ الهُمومُ من عالَمٍ، ضَا مسراتهُّ، وغنّت نجومه؟
ليلة ٌ أسبلَ الغرامُ عليها سحرهُ، الناعمة الطريرَ نعيمَهُ
وتغنَّى في ظلها الفرحُ اللاهي هي فَجَفَّ الأسى وَخَرّ هَشِيمُهْ
أَغْرَقَ الفيلسوفُ فلسفة َ الأحـ ـزان في بحرها..، فَمَنْ ذا يلومُهْ
إنَّ في المرأة ِ الجميلة ِ سِحْراً عبقريَّاً، يذكي الأسى ، وينيمهُ
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه وشجاها شكوبهُ وسُهُومهُ
فأمَرَّتْ كفَّا على شَعْره العا ري برفقٍ، كأنَّها ستُنِيمُهْ
وأطلّتْ بوجهها الباسمِ الحلْـ ـوِ على خدِّه وقالتْ تَلُومُهْ:
"أيّها الطائرُ الكئيب تَغَرَّد إنّ شَدْوَ الطُّيورِ حلوٌ رَخِيمُهْ»
وأجبني- فدتكَ نفسي- ماذا؟ أَمُصَابٌ؟ أَمْ ذاك أمرٌ ترومُهْ؟»
«بل هو الفنُّ واكتئابُه، والفنَّـ جمٌّ أحزانهُ وهمومُهُ
«أبداً يحملُ الوجودَ بما فيـ ـه كأنْ ليسَ للوجودِ زعيمُهْ:»
خلِّ عبءَ الحياة عنك، وهيَّا بمحيّاً، كالصّبح، طلْقٍ أديمُه
«فَكثيرٌ عليكَ أن تحْمل الدّنـ ـيا وتمشي بِوقْرِها لا تَريمُهْ»
«والوجودُ العظيم أُقْعِدَ في الما ضي وما أنتَ رَبُّهُ فَتُقِيمُهْ»
وامشِ في روضة ِ الشباب طروباً فحواليكَ وَرْدُهُ وَكُرومُهْ»
«واتلُ للحُبِّ والحياة ِ أغانيـ ـكَ وَخلِّ الشَّقاءَ تدمَى كُلُومُهْ»
واحتضنَّي، فإنني لكَ، حتّى يتوارى هذا الدُّجَى ونجومُهْ»
ودعِ الحُبّ يُنشدُ الشعر لِلّيل.، فكم يُسكر الظلامَ رنيمهُ...
واقطفِ الورد من خدودي، وجيـ وَنُهودي..، وافْعَلْ بِهِ ما تَرُومُهْ»
إنِ للبيت لهوة َ، الناعمَ الحلوَ، وللكونِ حربُه وهمومُهُ
والاتشفْ من فمي الأناشيدَ شكرى َ، فالهوى ساحرُ الدلالِ، وسَيمُه
وانسَ فَيَّ الحياة َ..، فالعمرُ قفرٌ مرعبٌ، إنْ ذوى وجفَّ نعيمَه
وارمِ لِلّيل، والضّبابِ، بعيداً فَنَّكَ العَابسَ، الكثيرَ وُجومهْ»
فالهوى ، والشبابُ، والمرحُ، المعـ ـسولُ تشدو أفنانُهُ ونسيمهُ
«هي فنُّ الحياة ، يا شاعري الفنّا بل لُبُّ فنّها وصميمهُ
«تلك يا فيلسوفُ، فلسفة ُ الكوْ ن، ووَحيُ الوجودِ هذا قديمهُ
وهي إنجيليَ الجميلُ، فصدُّقه ـه وإلاّ..، فلِلغرامِ جَحِيمُهْ..»
فرماها بنظرة ٍ، غشيتُها سَكْرة ُ الحبِّ، والأسى وغيومُهْ
وتلاهى ببسمة ٍ، رشفتها منهُ سَكْرَانة ُ الشَّبابِ، رؤومُهْ
والتقتْ عندها الشفّاهُ..، وغنَّت قُبلٌ أجفلت لديها همومه
مَا تريدُ الهُمومُ من عالَمٍ، ضَا مسراتهُّ، وغنّت نجومه؟
ليلة ٌ أسبلَ الغرامُ عليها سحرهُ، الناعمة الطريرَ نعيمَهُ
وتغنَّى في ظلها الفرحُ اللاهي هي فَجَفَّ الأسى وَخَرّ هَشِيمُهْ
أَغْرَقَ الفيلسوفُ فلسفة َ الأحـ ـزان في بحرها..، فَمَنْ ذا يلومُهْ
إنَّ في المرأة ِ الجميلة ِ سِحْراً عبقريَّاً، يذكي الأسى ، وينيمهُ
برديس- عدد الرسائل : 80
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه وشجاها شكوبهُ وسُهُومهُ
فأمَرَّتْ كفَّا على شَعْره العا ري برفقٍ، كأنَّها ستُنِيمُهْ
وأطلّتْ بوجهها الباسمِ الحلْـ ـوِ على خدِّه وقالتْ تَلُومُهْ:
"أيّها الطائرُ الكئيب تَغَرَّد إنّ شَدْوَ الطُّيورِ حلوٌ رَخِيمُهْ»
وأجبني- فدتكَ نفسي- ماذا؟ أَمُصَابٌ؟ أَمْ ذاك أمرٌ ترومُهْ؟»
«بل هو الفنُّ واكتئابُه، والفنَّـ جمٌّ أحزانهُ وهمومُهُ
«أبداً يحملُ الوجودَ بما فيـ ـه كأنْ ليسَ للوجودِ زعيمُهْ:»
خلِّ عبءَ الحياة عنك، وهيَّا بمحيّاً، كالصّبح، طلْقٍ أديمُه
«فَكثيرٌ عليكَ أن تحْمل الدّنـ ـيا وتمشي بِوقْرِها لا تَريمُهْ»
«والوجودُ العظيم أُقْعِدَ في الما ضي وما أنتَ رَبُّهُ فَتُقِيمُهْ»
وامشِ في روضة ِ الشباب طروباً فحواليكَ وَرْدُهُ وَكُرومُهْ»
«واتلُ للحُبِّ والحياة ِ أغانيـ ـكَ وَخلِّ الشَّقاءَ تدمَى كُلُومُهْ»
واحتضنَّي، فإنني لكَ، حتّى يتوارى هذا الدُّجَى ونجومُهْ»
ودعِ الحُبّ يُنشدُ الشعر لِلّيل.، فكم يُسكر الظلامَ رنيمهُ...
واقطفِ الورد من خدودي، وجيـ وَنُهودي..، وافْعَلْ بِهِ ما تَرُومُهْ»
إنِ للبيت لهوة َ، الناعمَ الحلوَ، وللكونِ حربُه وهمومُهُ
والاتشفْ من فمي الأناشيدَ شكرى َ، فالهوى ساحرُ الدلالِ، وسَيمُه
وانسَ فَيَّ الحياة َ..، فالعمرُ قفرٌ مرعبٌ، إنْ ذوى وجفَّ نعيمَه
وارمِ لِلّيل، والضّبابِ، بعيداً فَنَّكَ العَابسَ، الكثيرَ وُجومهْ»
فالهوى ، والشبابُ، والمرحُ، المعـ ـسولُ تشدو أفنانُهُ ونسيمهُ
«هي فنُّ الحياة ، يا شاعري الفنّا بل لُبُّ فنّها وصميمهُ
«تلك يا فيلسوفُ، فلسفة ُ الكوْ ن، ووَحيُ الوجودِ هذا قديمهُ
وهي إنجيليَ الجميلُ، فصدُّقه ـه وإلاّ..، فلِلغرامِ جَحِيمُهْ..»
فرماها بنظرة ٍ، غشيتُها سَكْرة ُ الحبِّ، والأسى وغيومُهْ
وتلاهى ببسمة ٍ، رشفتها منهُ سَكْرَانة ُ الشَّبابِ، رؤومُهْ
والتقتْ عندها الشفّاهُ..، وغنَّت قُبلٌ أجفلت لديها همومه
مَا تريدُ الهُمومُ من عالَمٍ، ضَا مسراتهُّ، وغنّت نجومه؟
ليلة ٌ أسبلَ الغرامُ عليها سحرهُ، الناعمة الطريرَ نعيمَهُ
وتغنَّى في ظلها الفرحُ اللاهي هي فَجَفَّ الأسى وَخَرّ هَشِيمُهْ
أَغْرَقَ الفيلسوفُ فلسفة َ الأحـ ـزان في بحرها..، فَمَنْ ذا يلومُهْ
إنَّ في المرأة ِ الجميلة ِ سِحْراً عبقريَّاً، يذكي الأسى ، وينيمهُ
راعها منهُ صَمتُه ووجُومُه وشجاها شكوبهُ وسُهُومهُ
فأمَرَّتْ كفَّا على شَعْره العا ري برفقٍ، كأنَّها ستُنِيمُهْ
وأطلّتْ بوجهها الباسمِ الحلْـ ـوِ على خدِّه وقالتْ تَلُومُهْ:
"أيّها الطائرُ الكئيب تَغَرَّد إنّ شَدْوَ الطُّيورِ حلوٌ رَخِيمُهْ»
وأجبني- فدتكَ نفسي- ماذا؟ أَمُصَابٌ؟ أَمْ ذاك أمرٌ ترومُهْ؟»
«بل هو الفنُّ واكتئابُه، والفنَّـ جمٌّ أحزانهُ وهمومُهُ
«أبداً يحملُ الوجودَ بما فيـ ـه كأنْ ليسَ للوجودِ زعيمُهْ:»
خلِّ عبءَ الحياة عنك، وهيَّا بمحيّاً، كالصّبح، طلْقٍ أديمُه
«فَكثيرٌ عليكَ أن تحْمل الدّنـ ـيا وتمشي بِوقْرِها لا تَريمُهْ»
«والوجودُ العظيم أُقْعِدَ في الما ضي وما أنتَ رَبُّهُ فَتُقِيمُهْ»
وامشِ في روضة ِ الشباب طروباً فحواليكَ وَرْدُهُ وَكُرومُهْ»
«واتلُ للحُبِّ والحياة ِ أغانيـ ـكَ وَخلِّ الشَّقاءَ تدمَى كُلُومُهْ»
واحتضنَّي، فإنني لكَ، حتّى يتوارى هذا الدُّجَى ونجومُهْ»
ودعِ الحُبّ يُنشدُ الشعر لِلّيل.، فكم يُسكر الظلامَ رنيمهُ...
واقطفِ الورد من خدودي، وجيـ وَنُهودي..، وافْعَلْ بِهِ ما تَرُومُهْ»
إنِ للبيت لهوة َ، الناعمَ الحلوَ، وللكونِ حربُه وهمومُهُ
والاتشفْ من فمي الأناشيدَ شكرى َ، فالهوى ساحرُ الدلالِ، وسَيمُه
وانسَ فَيَّ الحياة َ..، فالعمرُ قفرٌ مرعبٌ، إنْ ذوى وجفَّ نعيمَه
وارمِ لِلّيل، والضّبابِ، بعيداً فَنَّكَ العَابسَ، الكثيرَ وُجومهْ»
فالهوى ، والشبابُ، والمرحُ، المعـ ـسولُ تشدو أفنانُهُ ونسيمهُ
«هي فنُّ الحياة ، يا شاعري الفنّا بل لُبُّ فنّها وصميمهُ
«تلك يا فيلسوفُ، فلسفة ُ الكوْ ن، ووَحيُ الوجودِ هذا قديمهُ
وهي إنجيليَ الجميلُ، فصدُّقه ـه وإلاّ..، فلِلغرامِ جَحِيمُهْ..»
فرماها بنظرة ٍ، غشيتُها سَكْرة ُ الحبِّ، والأسى وغيومُهْ
وتلاهى ببسمة ٍ، رشفتها منهُ سَكْرَانة ُ الشَّبابِ، رؤومُهْ
والتقتْ عندها الشفّاهُ..، وغنَّت قُبلٌ أجفلت لديها همومه
مَا تريدُ الهُمومُ من عالَمٍ، ضَا مسراتهُّ، وغنّت نجومه؟
ليلة ٌ أسبلَ الغرامُ عليها سحرهُ، الناعمة الطريرَ نعيمَهُ
وتغنَّى في ظلها الفرحُ اللاهي هي فَجَفَّ الأسى وَخَرّ هَشِيمُهْ
أَغْرَقَ الفيلسوفُ فلسفة َ الأحـ ـزان في بحرها..، فَمَنْ ذا يلومُهْ
إنَّ في المرأة ِ الجميلة ِ سِحْراً عبقريَّاً، يذكي الأسى ، وينيمهُ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ
تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ في الكون لم يشتعلْ حُزنٌ ولا أَلَمُ
ولا استحالت حياة ُ الناس أجمعها وزُلزلتْ هاتِهِ الأكوانُ والنُّظمُ
فما السَّعادة في الدُّنيا سوى حُلُمٍ ناءٍ تُضَحِّي له أيَّامَهَا الأُمَمُ
ناجت به النّاسَ أوهامٌ معربدة ٌ لمَّا تغَشَّتْهُمُ الأَحْلاَمُ والظُّلَمُ
فَهَبَّ كلٌ يُناديهِ وينْشُدُهُ كأنّما النَّاسُ ما ناموا ولا حلُمُوا
خُذِ الحياة َ كما جاءتكَ مبتسماً في كفِّها الغارُ، أو في كفِّها العدمُ
وارقصْ على الوَرِد والأشواكِ متَّئِداً غنَّتْ لكَ الطَّيرُ، أو غنَّت لكَ الرُّجُمُ
وأعمى كما تأمرُ الدنيّا بلا مضضٍ والجم شعورك فيها، إنها صنمُ
فمن تآلّم لن ترحم مضاضتهُ وَمَنْ تجلّدَ لم تَهْزأ به القمَمُ
هذي سعادة ُ دنيانا، فكن رجلاً ـ إن شئْتَها ـ أَبَدَ الآباد يَبْتَسِمُ!
وإن أردت قضاء العيشِ في دعَة ٍ شعريّة ٍ لا يغشّي صفوها ندمُ
فاتركْ إلى النّاس دنياهمْ وضجَّتهُمْ وما بنوا لِنِظامِ العيشِ أو رَسَموا
واجعلْ حياتكَ دوحاً مُزْهراً نَضِراً في عُزْلَة ِ الغابِ ينمو ثُمّ ينعدمُ
واجعل لياليك أحلاماً مُغَرِّدة ً إنَّ الحياة َ وما تدوي به حُلُمُ
تَرجُو السَّعادة َ يا قلبي ولو وُجِدَتْ في الكون لم يشتعلْ حُزنٌ ولا أَلَمُ
ولا استحالت حياة ُ الناس أجمعها وزُلزلتْ هاتِهِ الأكوانُ والنُّظمُ
فما السَّعادة في الدُّنيا سوى حُلُمٍ ناءٍ تُضَحِّي له أيَّامَهَا الأُمَمُ
ناجت به النّاسَ أوهامٌ معربدة ٌ لمَّا تغَشَّتْهُمُ الأَحْلاَمُ والظُّلَمُ
فَهَبَّ كلٌ يُناديهِ وينْشُدُهُ كأنّما النَّاسُ ما ناموا ولا حلُمُوا
خُذِ الحياة َ كما جاءتكَ مبتسماً في كفِّها الغارُ، أو في كفِّها العدمُ
وارقصْ على الوَرِد والأشواكِ متَّئِداً غنَّتْ لكَ الطَّيرُ، أو غنَّت لكَ الرُّجُمُ
وأعمى كما تأمرُ الدنيّا بلا مضضٍ والجم شعورك فيها، إنها صنمُ
فمن تآلّم لن ترحم مضاضتهُ وَمَنْ تجلّدَ لم تَهْزأ به القمَمُ
هذي سعادة ُ دنيانا، فكن رجلاً ـ إن شئْتَها ـ أَبَدَ الآباد يَبْتَسِمُ!
وإن أردت قضاء العيشِ في دعَة ٍ شعريّة ٍ لا يغشّي صفوها ندمُ
فاتركْ إلى النّاس دنياهمْ وضجَّتهُمْ وما بنوا لِنِظامِ العيشِ أو رَسَموا
واجعلْ حياتكَ دوحاً مُزْهراً نَضِراً في عُزْلَة ِ الغابِ ينمو ثُمّ ينعدمُ
واجعل لياليك أحلاماً مُغَرِّدة ً إنَّ الحياة َ وما تدوي به حُلُمُ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
يا قلبُ! كم فيكَ من دُنْيا محجَّبة ٍ
يا قلبُ! كم فيكَ من دُنْيا محجَّبة ٍ كأنَّها، حين يبدو فجرُها «إرَمُ»
يا قلبُ! كم فيكَ من كونٍ، قد اتقدَتْ فيه الشُّموسُ وعاشتْ فَوقُه الأممُ
يا قلبُ! كمْ فيكَ من أفقٍ تُنَمِّقْهُ كواكبٌ تتجلَّى ، ثُمَّ تَنعِدمُ
يا قلبُ! كمْ فيكَ من قبرٍ، قد انطفَأَتْ فيهالحياة ُ، وضجَّت تحتُه الرِّمَمُ
يا قلبُ! كمْ فيكَ من كهفٍ قد انبَجَسَتْ منه الجداولُ تجري مالها لُجُمُ
تمشي..، فتحملُ غُصناً مُزْهِراً نَضِراً أو وَرْدَة ً لمْ تشَوِّهْ حُسنَها قَدَمُ
أو نَحْلة ً جرَّها التَّيارُ مُندَفِعاً إلى البحارِ، تُغنّي فوقها الدِّيَمُ
أو طائراً ساحراً مَيتْاً قد انفجرتْ في مُقْلَتَيْهِ جِراحٌ جَمَّة ٌ وَدَمُ
يا قلبُ! إنَّك كونٌ، مُدهِشٌ عَجَبٌ إنْ يُسألِ الناسُ عن آفاقه يَجِمُوا
كأنَّكَ الأبدُ المجهولُ...، قد عَجَزَتْ عنكَ النُّهَى ، واكْفَهَرَّتْ حَوْلَكَ الظُّلَمُ
يا قلبُ! كمْ من مسرَّاتٍ وأخْيِلة ِ ولذَّة ٍ، يَتَحَامَى ظِلَّها الألمُ
غَنَّتْ لفجرِكَ صوتاً حالماً، فَرِحاً نَشْوَانَ ثم توارتْ، وانقضَى النَّغمْ
وكم رأي لَيْلُك الأشباحَ هائمة ً مذعورة ً تتهاوى حولها الرُّجُمُ
ورَفْرَفَ الألمُ الدَّامِي، بأجنحة ٍ مِنَ اللَّهيبِ، وأنَّ الحُزْنُ والنَّدَمُ
وكمْ مُشَتْ فوقكَ الدُّنيا بأجمعها حتَّى توارتْ، وسار الموتُ والعدمُ
وشيَّدتْ حولك الأيامُ أبنية ً مِنَ الأناشيدِ تُبْنَى ، ثُمّ تَنْهدمُ
تمضي الحياة ُ بما ضيها،وحاضِرها وتذْهَبُ الشمسُ والشُّطآنُ والقممُ
وأنتَ، أنتَ الخِضمُّ الرَّحْبُ، لا فَرَحٌ يَبْقَى على سطحكَ الطَّاغي، ولا ألمُ
يا قلبُ كم قد تملَّيتَ الحياة َ، وككمْ رقَّيتَها مَرَحاً، ما مَسَّك السَأمُ
وكمْ توشَّحتَ منليلٍ، ومن شَفَقٍ ومن صباحٍ تُوَشِّي ذَيْلَهُ السُّدُمُ
وكم نسجْتَ من الأحلام أردية ً قد مزَّقّتْها الليالي، وهيَ تَبْتَسِمُ
وكم ضَفَرتَ أكاليلاً مُوَرَّدة ً طارتْ بها زَعْزَعٌ تدوي وتَحْتَدِمُ
وَكَمْ رسمتَ رسوماً، لا تُشابِهُهَا هذي العَوَالمُ، والأحلامُ، والنُّظُمُ
كأنها ظُلَلُ الفِردَوْسِ، حافِلة ً بالحورِ، ثم تلاشَتْ، واختفى الحُلُمُ
تبلُو الحياة َ فتبلِيها وتخلَعُها وتستجدُّ حياة ً، ما لها قِدمُ
وأنت أنتَ: شبابٌ خالدٌ، نضِرٌ مِثلُ الطَّبيعة ِ: لا شَيْبٌ ولا هرَمُ
يا قلبُ! كم فيكَ من دُنْيا محجَّبة ٍ كأنَّها، حين يبدو فجرُها «إرَمُ»
يا قلبُ! كم فيكَ من كونٍ، قد اتقدَتْ فيه الشُّموسُ وعاشتْ فَوقُه الأممُ
يا قلبُ! كمْ فيكَ من أفقٍ تُنَمِّقْهُ كواكبٌ تتجلَّى ، ثُمَّ تَنعِدمُ
يا قلبُ! كمْ فيكَ من قبرٍ، قد انطفَأَتْ فيهالحياة ُ، وضجَّت تحتُه الرِّمَمُ
يا قلبُ! كمْ فيكَ من كهفٍ قد انبَجَسَتْ منه الجداولُ تجري مالها لُجُمُ
تمشي..، فتحملُ غُصناً مُزْهِراً نَضِراً أو وَرْدَة ً لمْ تشَوِّهْ حُسنَها قَدَمُ
أو نَحْلة ً جرَّها التَّيارُ مُندَفِعاً إلى البحارِ، تُغنّي فوقها الدِّيَمُ
أو طائراً ساحراً مَيتْاً قد انفجرتْ في مُقْلَتَيْهِ جِراحٌ جَمَّة ٌ وَدَمُ
يا قلبُ! إنَّك كونٌ، مُدهِشٌ عَجَبٌ إنْ يُسألِ الناسُ عن آفاقه يَجِمُوا
كأنَّكَ الأبدُ المجهولُ...، قد عَجَزَتْ عنكَ النُّهَى ، واكْفَهَرَّتْ حَوْلَكَ الظُّلَمُ
يا قلبُ! كمْ من مسرَّاتٍ وأخْيِلة ِ ولذَّة ٍ، يَتَحَامَى ظِلَّها الألمُ
غَنَّتْ لفجرِكَ صوتاً حالماً، فَرِحاً نَشْوَانَ ثم توارتْ، وانقضَى النَّغمْ
وكم رأي لَيْلُك الأشباحَ هائمة ً مذعورة ً تتهاوى حولها الرُّجُمُ
ورَفْرَفَ الألمُ الدَّامِي، بأجنحة ٍ مِنَ اللَّهيبِ، وأنَّ الحُزْنُ والنَّدَمُ
وكمْ مُشَتْ فوقكَ الدُّنيا بأجمعها حتَّى توارتْ، وسار الموتُ والعدمُ
وشيَّدتْ حولك الأيامُ أبنية ً مِنَ الأناشيدِ تُبْنَى ، ثُمّ تَنْهدمُ
تمضي الحياة ُ بما ضيها،وحاضِرها وتذْهَبُ الشمسُ والشُّطآنُ والقممُ
وأنتَ، أنتَ الخِضمُّ الرَّحْبُ، لا فَرَحٌ يَبْقَى على سطحكَ الطَّاغي، ولا ألمُ
يا قلبُ كم قد تملَّيتَ الحياة َ، وككمْ رقَّيتَها مَرَحاً، ما مَسَّك السَأمُ
وكمْ توشَّحتَ منليلٍ، ومن شَفَقٍ ومن صباحٍ تُوَشِّي ذَيْلَهُ السُّدُمُ
وكم نسجْتَ من الأحلام أردية ً قد مزَّقّتْها الليالي، وهيَ تَبْتَسِمُ
وكم ضَفَرتَ أكاليلاً مُوَرَّدة ً طارتْ بها زَعْزَعٌ تدوي وتَحْتَدِمُ
وَكَمْ رسمتَ رسوماً، لا تُشابِهُهَا هذي العَوَالمُ، والأحلامُ، والنُّظُمُ
كأنها ظُلَلُ الفِردَوْسِ، حافِلة ً بالحورِ، ثم تلاشَتْ، واختفى الحُلُمُ
تبلُو الحياة َ فتبلِيها وتخلَعُها وتستجدُّ حياة ً، ما لها قِدمُ
وأنت أنتَ: شبابٌ خالدٌ، نضِرٌ مِثلُ الطَّبيعة ِ: لا شَيْبٌ ولا هرَمُ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي
ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي ومشاعري عمياء بأحزانِ-
أني سأظمأُ للحياة ِ، وأحتسي مِنْ نهْرها المتوهِّجِ النّشوانِ
وأعودُ للدُّنيا بقلبٍ خَافقٍ للحبِّ، والأفراحِ، والألحانِ
ولكلِّ ما في الكونِ من صُوَرِ المنى وغرائبِ الأهُواء والأشجانِ
حتى تحرّكتِ السّنون، وأقبلتْ فتنُ الحياة ِ بسِحرِها الفنَّانِ
فإذا أنا ما زلتُ طفِْلاً، مُولَعاً بتعقُّبِ الأضواءِ والألوانِ
وإذا التشأوُمُ بالحياة ِ ورفضُها ضرْبٌ من الُبهتانِ والهذيانِ
إنَّ ابنَ آدمَ في قرارة ِ نفسِهِ عبدُ الحياة ِ الصَّادقُ الإيمانَ
ما كنتُ أحْسَبُ بعدَ موتَك يا أبي ومشاعري عمياء بأحزانِ-
أني سأظمأُ للحياة ِ، وأحتسي مِنْ نهْرها المتوهِّجِ النّشوانِ
وأعودُ للدُّنيا بقلبٍ خَافقٍ للحبِّ، والأفراحِ، والألحانِ
ولكلِّ ما في الكونِ من صُوَرِ المنى وغرائبِ الأهُواء والأشجانِ
حتى تحرّكتِ السّنون، وأقبلتْ فتنُ الحياة ِ بسِحرِها الفنَّانِ
فإذا أنا ما زلتُ طفِْلاً، مُولَعاً بتعقُّبِ الأضواءِ والألوانِ
وإذا التشأوُمُ بالحياة ِ ورفضُها ضرْبٌ من الُبهتانِ والهذيانِ
إنَّ ابنَ آدمَ في قرارة ِ نفسِهِ عبدُ الحياة ِ الصَّادقُ الإيمانَ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ
لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ عَزْمُ الحياة ِ، إذا ما استيقظتْ فيهِ
والحَبُّ يخترقُ الغَبْراءَ، مُنْدفعاً إلى السماء، إذا هبَّتْ تُناديهِ
والقيدُ يأَلَفُهُ الأمواتُ، ما لَبِثوا أمَّا الحيَاة ُ فيُبْلها وتُبْليهِ
لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ عَزْمُ الحياة ِ، إذا ما استيقظتْ فيهِ
والحَبُّ يخترقُ الغَبْراءَ، مُنْدفعاً إلى السماء، إذا هبَّتْ تُناديهِ
والقيدُ يأَلَفُهُ الأمواتُ، ما لَبِثوا أمَّا الحيَاة ُ فيُبْلها وتُبْليهِ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
شعري نُفَاثة صدري
شعري نُفَاثة صدري إنْ جَاشَ فِيه شُعوري
لولاه ما أنجاب عنّي غَيْمُ الحياة ِ الخطيرِ
ولا وجدتَ أكتئابي ولا وجدت سروري
بِهِ تَراني حزيناً أبكي بدمعٍ غزيرِ
به تراني طروباً أجرّ ذيلَ خُبوري
لا أنظمُ الشعرَ أرجو به رضاءَ الأمير
بِمِدْحَة ٍ أو رثاءٍ تُهْدَى لربّ السريرِ
حسْبي إذا قلتُ شعراً أن يرتضيهِ ضَميري
مالشعرُ إلا فضاءٌ يَرفُّ فيه مَقالي
فيما يَسُرُّ بلادي وما يسرُّ المعالي
وما يُثِيرُ شُعوري من خافقاتِ خيالي
لا أقرضُ الشعرَ أبغي به اقتناصَ نَوال
الشِّعرُ إنْ لمْ يكنْ في جمالِهِ ذَا جَلالِ
فإنَّما هُوَ طيفٌ يَسْعَى بوادي الظِّلال
يقضي الحياة َ طريداً في ذِلّة ، واعتزال
يا شعرُ! أنت مِلاكي وطارِفِي، وتِلادي
أنا إليكَ مُرادٌ وأنتَ نِعْمَ مُرادي
قِف، لا تَدَعْني وحيداً ولا أدعك تنادي
فَهَلْ وجدتَ حُساماً يُناط دون نجادِ
كَمْ حَطَّمَ الدَّهْرُ ذا هِمَّة ٍ كثيرَ الرّمادِ
ألقاه تَحْتَ نعالٍ من ذِلَّة وحِدادِ
رِفقاً بأَهْلِ بلادي! يا منجنون العَوادي!
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
إنَّ الحياة َ صِراعٌ
إنَّ الحياة َ صِراعٌ فيها الضّعيفُ يُداسْ
ما فَازَ في ماضِغيها إلا شديدُ المراسْ
للخِبِّ فيها شجونٌ فَكُنْ فتى الإحتراسْ
الكونُ كونُ شفاءٍ الكونُ كونُ التباسْ
الكونُ كونُ اختلاقٍ وضجّة ٌ واختلاسْ
السرور، والابتئاسْ
بين النوائبِ بونٌ للنّاس فيه مزايا
البعضُ لم يدرِ إلا البِلى ينادي البلايا
والبعضُ مَا ذَاقَ منها سوى حقيرِ الرزايا
إنَّ الحياة َ سُبَاتٌ سينقضي بالمنايا
آمالُنَا، والخَطايا
فإن تيقّظَ كانتْ بين الجفون بقايا
كلُّ البلايا...جميعاً تفْنى ويحْيا السلامْ!
والذلُّ سبُّهُ عارٍ لا يرتضيهِ الكِرامْ!
الفجر يسطع بعد الدّ ُجى ، ويأتي الضِّياءْ
ويرقُدُ اللَّيْلُ قَسْراً على مِهَادِ العَفَاءْ
وللشّعوب حياة ٌ حِينا وحِينا فَنَاءْ
واليأْسُ موتٌ ولكنْ موتٌ يثيرُ الشّقاءْ
والجِدُّ للشَّعْبِ روحٌ تُوحِي إليهِ الهَناءْ
فإن تولَّتْ تصدَّت حَيَاتُهُ لِلبَلاءْ
إنَّ الحياة َ صِراعٌ فيها الضّعيفُ يُداسْ
ما فَازَ في ماضِغيها إلا شديدُ المراسْ
للخِبِّ فيها شجونٌ فَكُنْ فتى الإحتراسْ
الكونُ كونُ شفاءٍ الكونُ كونُ التباسْ
الكونُ كونُ اختلاقٍ وضجّة ٌ واختلاسْ
السرور، والابتئاسْ
بين النوائبِ بونٌ للنّاس فيه مزايا
البعضُ لم يدرِ إلا البِلى ينادي البلايا
والبعضُ مَا ذَاقَ منها سوى حقيرِ الرزايا
إنَّ الحياة َ سُبَاتٌ سينقضي بالمنايا
آمالُنَا، والخَطايا
فإن تيقّظَ كانتْ بين الجفون بقايا
كلُّ البلايا...جميعاً تفْنى ويحْيا السلامْ!
والذلُّ سبُّهُ عارٍ لا يرتضيهِ الكِرامْ!
الفجر يسطع بعد الدّ ُجى ، ويأتي الضِّياءْ
ويرقُدُ اللَّيْلُ قَسْراً على مِهَادِ العَفَاءْ
وللشّعوب حياة ٌ حِينا وحِينا فَنَاءْ
واليأْسُ موتٌ ولكنْ موتٌ يثيرُ الشّقاءْ
والجِدُّ للشَّعْبِ روحٌ تُوحِي إليهِ الهَناءْ
فإن تولَّتْ تصدَّت حَيَاتُهُ لِلبَلاءْ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ
يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ مُدْبجٌ، تائهٌ. فأين شروقُكْ؟
ضَائعٌ، ظامىء ٌ، ف َأَيْنَ رَحِيقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! قد وَجَمَ النَّايُ وغام الفضا. فأين بروقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! إنّي فؤادٌ فتحت النجومُ يُصغِي مَشوقُكْ
كُنْتُ في فجركَ، الموشَّحِ بالأحلامِ، عِطْراً، يَرِفُّ فَوْقَ وُرودِكْ
حالماً، ينهل الضياءَ، ويُصغي لكَ، في نشوة ٍ بوحي نَشِيدِكْ
ثمَّ جاءَ الدّجى ..، فَأمسيتُ أوراقاً، بداداً، من ذابلاتِ الورودِ
بين هولِ الدُّجى وصمتِ الوُجودِ
كنتُ في فجرك المغلَّف بالسِّحرِ، فضاءَ من النّشيد الهادي
وسحاباً من الرَّؤى ، يتهادى في ضميرِ الآزال والآبادِ
يا صميمَ الحياة ! كم أنا في الدُّنيا غَريبٌ أشقى بغُرْبَة ِ نفسي
بين قومٍ، لا يفهمونَ أناشيدَ فؤادي، ولا معاني بؤسي
فاحتضِنِّي، وضُمَّني لك- كالماضي- فهذا الوجودُ علَّة ُ يأسي
وأمانيَّ، يُغرق الدمعُ أحلاها،ويُفنى يمُّ الزّمان صداها
وأناشيدَ، يأكُلُ اللَّهَبُ الدّامي مَسَرَّاتِها، ويُبْقِي أَساها
وَوُروداً، تموت في قبضة ِ الأشْواكِ ما هذه الحياة ُ المملَّة ْ؟
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ مُدْبجٌ، تائهٌ. فأين شروقُكْ؟
ضَائعٌ، ظامىء ٌ، ف َأَيْنَ رَحِيقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! قد وَجَمَ النَّايُ وغام الفضا. فأين بروقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! إنّي فؤادٌ فتحت النجومُ يُصغِي مَشوقُكْ
كُنْتُ في فجركَ، الموشَّحِ بالأحلامِ، عِطْراً، يَرِفُّ فَوْقَ وُرودِكْ
حالماً، ينهل الضياءَ، ويُصغي لكَ، في نشوة ٍ بوحي نَشِيدِكْ
ثمَّ جاءَ الدّجى ..، فَأمسيتُ أوراقاً، بداداً، من ذابلاتِ الورودِ
بين هولِ الدُّجى وصمتِ الوُجودِ
كنتُ في فجرك المغلَّف بالسِّحرِ، فضاءَ من النّشيد الهادي
وسحاباً من الرَّؤى ، يتهادى في ضميرِ الآزال والآبادِ
يا صميمَ الحياة ! كم أنا في الدُّنيا غَريبٌ أشقى بغُرْبَة ِ نفسي
بين قومٍ، لا يفهمونَ أناشيدَ فؤادي، ولا معاني بؤسي
فاحتضِنِّي، وضُمَّني لك- كالماضي- فهذا الوجودُ علَّة ُ يأسي
وأمانيَّ، يُغرق الدمعُ أحلاها،ويُفنى يمُّ الزّمان صداها
وأناشيدَ، يأكُلُ اللَّهَبُ الدّامي مَسَرَّاتِها، ويُبْقِي أَساها
وَوُروداً، تموت في قبضة ِ الأشْواكِ ما هذه الحياة ُ المملَّة ْ؟
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
أيُّ ناسٍ هذا الورى ؟ ما أرى
على الوجود حياتُهْ سِ منَ الشرِّ، كيْ تجنَّ جنونهْ
مانُ صَوْبَ البَلايا؟!»
أصبحَ الحسنُ لعنة ً، تهبط الأر وِهِ، وَفَرْطِ وُلُوعِهْ
وشقيٍّ، طافَ المدينة َ، يستجـ ـدي ليحيا، فخيبوه احتقارا
في ظُلْمَة ِ اللَّيل فَاضَتْ
وشعوبٍ ضعيفة ٍ، تتلظى في جحيمِ الآلامِ عاماً فعاما
وفتاة ٍ حسبتها معبدَ الحبِّ ، يَا لاَبْتِسَامة ِ قَلْبٍ
رصْفَ الصَّفَائِح دونَهْ «يا دهرُ! رفقاً! فإنَّ القُـ
على الوجود حياتُهْ سِ منَ الشرِّ، كيْ تجنَّ جنونهْ
مانُ صَوْبَ البَلايا؟!»
أصبحَ الحسنُ لعنة ً، تهبط الأر وِهِ، وَفَرْطِ وُلُوعِهْ
وشقيٍّ، طافَ المدينة َ، يستجـ ـدي ليحيا، فخيبوه احتقارا
في ظُلْمَة ِ اللَّيل فَاضَتْ
وشعوبٍ ضعيفة ٍ، تتلظى في جحيمِ الآلامِ عاماً فعاما
وفتاة ٍ حسبتها معبدَ الحبِّ ، يَا لاَبْتِسَامة ِ قَلْبٍ
رصْفَ الصَّفَائِح دونَهْ «يا دهرُ! رفقاً! فإنَّ القُـ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
رَفْرَفَتْ فِي دُجْيَة ِ اللَّيْلِ الحَزِينْ
رَفْرَفَتْ فِي دُجْيَة ِ اللَّيْلِ الحَزِينْ زُمرة ُ الأحلامْ
فَوْقَ سِرْبٍ مِنْ غَمَامَاتِ الشُّجُونْ مِلْؤُهَاالآلامْ
شَخَصَتْ، لَمَّا رَأَتْ، عَيْنُ النُّجُومْ بَعْثَة َ العُشَّاقْ
وَرَمَتْهَا مِنْ سَمَاها بِرُجُومْ تسكبُ الأحراق
كنت إذْ ذَاك على ثَوْبِ السكون أنثرُ الأَحزانْ
وَالهَوى يَسْكُبُ أَصْدَاءَ المَنُونْ في فؤادٍ فانْ
سَاكِتاً مِثْلَ جَميعِ الكَائِناتْ راكدَ الألحانْ
هائمٌ قلبي بأعماقِ الحياة تائهٌ، حيرانْ
إنَّ للحبِّ عَلى النَّاسِ يَدا تقصفُ الأعمارْ
وَلَهُ فَجْرٌ على طُولِ المدى سَاطِعُ الأَنْوَارْ
ثورة ُ الشّر، وأحلامُ السّلام، وجمالُ النّور
وابتسامُ الفَجْرِ في حُزْنِ الظَّلامْ، في العيونِ الحُورْ
رَفْرَفَتْ فِي دُجْيَة ِ اللَّيْلِ الحَزِينْ زُمرة ُ الأحلامْ
فَوْقَ سِرْبٍ مِنْ غَمَامَاتِ الشُّجُونْ مِلْؤُهَاالآلامْ
شَخَصَتْ، لَمَّا رَأَتْ، عَيْنُ النُّجُومْ بَعْثَة َ العُشَّاقْ
وَرَمَتْهَا مِنْ سَمَاها بِرُجُومْ تسكبُ الأحراق
كنت إذْ ذَاك على ثَوْبِ السكون أنثرُ الأَحزانْ
وَالهَوى يَسْكُبُ أَصْدَاءَ المَنُونْ في فؤادٍ فانْ
سَاكِتاً مِثْلَ جَميعِ الكَائِناتْ راكدَ الألحانْ
هائمٌ قلبي بأعماقِ الحياة تائهٌ، حيرانْ
إنَّ للحبِّ عَلى النَّاسِ يَدا تقصفُ الأعمارْ
وَلَهُ فَجْرٌ على طُولِ المدى سَاطِعُ الأَنْوَارْ
ثورة ُ الشّر، وأحلامُ السّلام، وجمالُ النّور
وابتسامُ الفَجْرِ في حُزْنِ الظَّلامْ، في العيونِ الحُورْ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
أُسْكُتي يا جرَاحْ
أُسْكُتي يا جرَاحْ وأسكني يا شجونْ
ماتَ عهد النُّواحْ وَزَمانُ الجُنُونْ
وَأَطَلَّ الصَّبَاحْ مِنْ وراءِ القُرُونْ
في فِجاجِ الرّدى قد دفنتُ الألَمْ
ونثرتُ الدُّموعْ لرياحِ العَدَمْ
واتّخذتُ الحياة مِعزفاً للنّغمْ
أتغنَّى عليه في رحابِ الزّمانْ
وأذبتُ الأسَى في جمال الوجودْ
ودحوتُ الفؤادْ واحة ً للنّشيدْ
والضِّيا والظِّلالْ والشَّذَى والورودْ
والهوى والشَّبابَّ والمنى والحَنانْ
اسكُني يا جراحْ وأسكُتي يا شجونْ
ماتَ عهدُ النّواحْ وزَمانُ الجنونْ
وَأَطَلَ الصَّباحْ مِنْ وراءِ القُرونْ
في فؤادي الرحيبْ مَعْبِدٌ للجَمَالْ
شيَّدتْه الحياة ْ بالرّؤى ، والخيال
فَتَلَوتُ الصَّلاة في خشوع الظّلالْ...
وَحَرقْتُ البخور... وأضأتُ الشُّموع
إن سِحْرَ الحياة ْ خالدٌ لا يزولْ
فَعَلامَ الشَّكَاة ْ مِنْ ظَلامٍ يَحُولْ
ثمَ يأتي الصبَّاح وتمُرُّ الفصولْ..؟
سوف يأتي رَبِيعْ إن تقضَّى رَبِيعْ
کسكُنِي يا جراحْ وأسكتي يا شجونْ
ماتَ عهدُ النّواح وَزَمانُ الجنونْ
وأطلَّ الصَّباحْ مِن وراءِ القُروُنْ
من وراءِ الظَّلامْ وهديرِ المياهْ
قد دعاني الصَّباحْ وَرَبيعُ الحَيَاهْ
يا لهُ مِنْ دُعاءُ هزّ قلبي صَداهْ
لَمْ يَعُد لي بَقاء فوق هذي البقاعْ
الودَاعَ! الودَاعَ! يا جبالَ الهمومْ
يا هضَبابَ الأسى ! يا فِجَاجَ الجحيمْ
قد جرى زوْرَقِي في الخضمِّ العظيمْ...
ونشرتُ الشراعْ... فالوَداعَ! الوَداعْ
أُسْكُتي يا جرَاحْ وأسكني يا شجونْ
ماتَ عهد النُّواحْ وَزَمانُ الجُنُونْ
وَأَطَلَّ الصَّبَاحْ مِنْ وراءِ القُرُونْ
في فِجاجِ الرّدى قد دفنتُ الألَمْ
ونثرتُ الدُّموعْ لرياحِ العَدَمْ
واتّخذتُ الحياة مِعزفاً للنّغمْ
أتغنَّى عليه في رحابِ الزّمانْ
وأذبتُ الأسَى في جمال الوجودْ
ودحوتُ الفؤادْ واحة ً للنّشيدْ
والضِّيا والظِّلالْ والشَّذَى والورودْ
والهوى والشَّبابَّ والمنى والحَنانْ
اسكُني يا جراحْ وأسكُتي يا شجونْ
ماتَ عهدُ النّواحْ وزَمانُ الجنونْ
وَأَطَلَ الصَّباحْ مِنْ وراءِ القُرونْ
في فؤادي الرحيبْ مَعْبِدٌ للجَمَالْ
شيَّدتْه الحياة ْ بالرّؤى ، والخيال
فَتَلَوتُ الصَّلاة في خشوع الظّلالْ...
وَحَرقْتُ البخور... وأضأتُ الشُّموع
إن سِحْرَ الحياة ْ خالدٌ لا يزولْ
فَعَلامَ الشَّكَاة ْ مِنْ ظَلامٍ يَحُولْ
ثمَ يأتي الصبَّاح وتمُرُّ الفصولْ..؟
سوف يأتي رَبِيعْ إن تقضَّى رَبِيعْ
کسكُنِي يا جراحْ وأسكتي يا شجونْ
ماتَ عهدُ النّواح وَزَمانُ الجنونْ
وأطلَّ الصَّباحْ مِن وراءِ القُروُنْ
من وراءِ الظَّلامْ وهديرِ المياهْ
قد دعاني الصَّباحْ وَرَبيعُ الحَيَاهْ
يا لهُ مِنْ دُعاءُ هزّ قلبي صَداهْ
لَمْ يَعُد لي بَقاء فوق هذي البقاعْ
الودَاعَ! الودَاعَ! يا جبالَ الهمومْ
يا هضَبابَ الأسى ! يا فِجَاجَ الجحيمْ
قد جرى زوْرَقِي في الخضمِّ العظيمْ...
ونشرتُ الشراعْ... فالوَداعَ! الوَداعْ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
احسنتم يا رفاق
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ، أَوْ لِربعٍ غَدَا العَفَاءُ مَرَاحهْ
إنَّما عَبْرَتِي لِخَطْبٍ ثَقِيلٍ، قد عَرانا، ولم نجد من أزاحهُ
كلّما قامَ في البلادِ خطيبٌ، مُوقِظٌ شَعْبَهُ يُرِيدُ صَلاَحَهْ
ألبسوا روحَهُ قميصَ اضطهادٍ فاتكٍ شائكٍ يردُّ جِماحَهْ
وتوخَّوْاطرائقَ العَسف الإِرْ هَاقِ تَوًّا، وَمَا تَوَخَّوا سَمَاحَهْ
هكذا المخلصون في كلِّ صوبٍ رَشَقَاتُ الرَّدَى إليهم مُتَاحَهْ
غيرَ أنَّا تناوبتنا الرَّزايا واستباحَتْ حَمانا أيَّ استباحَهْ
أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَة َ فِي لُجِّ الهَوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ
شِرْعَتي حُبُّكِ العَمِيقُ وإنِّي قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ
لستُ أنصاعُ للوَّاحي ولو مـ ـتُّ وقامتْ على شبابي المناحَة ْ
لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ
وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ
إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ
ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ،
لَسْتُ أبْكي لِعَسْفِ لَيْلٍ طَويلٍ، أَوْ لِربعٍ غَدَا العَفَاءُ مَرَاحهْ
إنَّما عَبْرَتِي لِخَطْبٍ ثَقِيلٍ، قد عَرانا، ولم نجد من أزاحهُ
كلّما قامَ في البلادِ خطيبٌ، مُوقِظٌ شَعْبَهُ يُرِيدُ صَلاَحَهْ
ألبسوا روحَهُ قميصَ اضطهادٍ فاتكٍ شائكٍ يردُّ جِماحَهْ
وتوخَّوْاطرائقَ العَسف الإِرْ هَاقِ تَوًّا، وَمَا تَوَخَّوا سَمَاحَهْ
هكذا المخلصون في كلِّ صوبٍ رَشَقَاتُ الرَّدَى إليهم مُتَاحَهْ
غيرَ أنَّا تناوبتنا الرَّزايا واستباحَتْ حَمانا أيَّ استباحَهْ
أَنَا يَا تُوْنُسَ الجَمِيلَة َ فِي لُجِّ الهَوى قَدْ سَبَحْتُ أَيَّ سِبَاحَهْ
شِرْعَتي حُبُّكِ العَمِيقُ وإنِّي قَدْ تَذَوَّقْتُ مُرَّهُ وَقَرَاحَهْ
لستُ أنصاعُ للوَّاحي ولو مـ ـتُّ وقامتْ على شبابي المناحَة ْ
لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ
وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ
إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ
ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ
السيد اسماعيل- عضو فعال
- عدد الرسائل : 1333
العمر : 33
الموقع : ديرب نجم
العمل/الترفيه : لن اتنازل عن صحفى ........ ان شاء الله
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
لا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ
ا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ عَزْمُ الحياة ِ، إذا ما استيقظتْ فيهِ
والحَبُّ يخترقُ الغَبْراءَ، مُنْدفعاً إلى السماء، إذا هبَّتْ تُناديهِ
والقيدُ يأَلَفُهُ الأمواتُ، ما لَبِثوا أمَّا الحيَاة ُ فيُبْلها وتُبْليهِ
ا ينهضُ الشعبُ إلاَّ حينَ يدفعهُ عَزْمُ الحياة ِ، إذا ما استيقظتْ فيهِ
والحَبُّ يخترقُ الغَبْراءَ، مُنْدفعاً إلى السماء، إذا هبَّتْ تُناديهِ
والقيدُ يأَلَفُهُ الأمواتُ، ما لَبِثوا أمَّا الحيَاة ُ فيُبْلها وتُبْليهِ
السيد اسماعيل- عضو فعال
- عدد الرسائل : 1333
العمر : 33
الموقع : ديرب نجم
العمل/الترفيه : لن اتنازل عن صحفى ........ ان شاء الله
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى
أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى وَكُنْتَ لاَ تَعْرِفُ الظَّلامْ
فَأَطْبَقَتْ حَوْلَكَ الدَّيَاجِي وغامَ من فوقِك الغمامْ
وَعِشْتَ في وَحْشَة ٍ، تقاسي خواطراً، كلّها ضرامْ
وغربة ٍ، ما بها رفيقٌ وظلمة ٍ، ما لها ختام
تشقُّ تِيهَ الوجودِ فرداً قد عضّك الفَقْرُ والسُّقَامْ
وطاردتْ نفسَك المآسي وفرَّ من قلبِك السّلامْ
هوِّنْ عَلى قلبك المعنَّى إنْ كُنْتَ لاَ تُبْصِرُ النُّجُومْ
ولا ترى الغابَ، وهْو يلغو وفوقه تَخْطُرُ الغُيومْ
ولا ترى الجَدْوَلَ المغنِّي وَحَوْلَهُ يَرْقُصُ الغيم
فكلُّنا بائسٌ، جَديرٌ برأفة ِ الخالقِ العَظيمْ
وكلُّنا في الحياة أعمى يَسُوقه زَعْزَعٌ عَقِيمْ
وحوله تَزْعَقُ المَنَايا كأنَّها جِنَّة ُ الجَحِيمْ:
يا صاح! إن الحياة قفرٌ مروِّعٌ، ماؤهُ سرابْ
لا يجتني الطَّرْفُ منه إلاّ عَواطفَ الشَّوكِ والتُّرابْ
وأسعدُ النّاس فيه أعمى لا يبصرُ الهولَ والمُصابْ
ولا يرى أنفس البرايا تَذُوب في وقْدَة ِ العَذَابْ
فاحمدْ إله الحياة ، وافنعْ فيها بألْحَانِكَ العِذابْ
وعِشْ، كما شاءَتِ الليالي من آهَة ِ النَّاي والرَّبَابْ
أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى وَكُنْتَ لاَ تَعْرِفُ الظَّلامْ
فَأَطْبَقَتْ حَوْلَكَ الدَّيَاجِي وغامَ من فوقِك الغمامْ
وَعِشْتَ في وَحْشَة ٍ، تقاسي خواطراً، كلّها ضرامْ
وغربة ٍ، ما بها رفيقٌ وظلمة ٍ، ما لها ختام
تشقُّ تِيهَ الوجودِ فرداً قد عضّك الفَقْرُ والسُّقَامْ
وطاردتْ نفسَك المآسي وفرَّ من قلبِك السّلامْ
هوِّنْ عَلى قلبك المعنَّى إنْ كُنْتَ لاَ تُبْصِرُ النُّجُومْ
ولا ترى الغابَ، وهْو يلغو وفوقه تَخْطُرُ الغُيومْ
ولا ترى الجَدْوَلَ المغنِّي وَحَوْلَهُ يَرْقُصُ الغيم
فكلُّنا بائسٌ، جَديرٌ برأفة ِ الخالقِ العَظيمْ
وكلُّنا في الحياة أعمى يَسُوقه زَعْزَعٌ عَقِيمْ
وحوله تَزْعَقُ المَنَايا كأنَّها جِنَّة ُ الجَحِيمْ:
يا صاح! إن الحياة قفرٌ مروِّعٌ، ماؤهُ سرابْ
لا يجتني الطَّرْفُ منه إلاّ عَواطفَ الشَّوكِ والتُّرابْ
وأسعدُ النّاس فيه أعمى لا يبصرُ الهولَ والمُصابْ
ولا يرى أنفس البرايا تَذُوب في وقْدَة ِ العَذَابْ
فاحمدْ إله الحياة ، وافنعْ فيها بألْحَانِكَ العِذابْ
وعِشْ، كما شاءَتِ الليالي من آهَة ِ النَّاي والرَّبَابْ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ
قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ سَاحِرٍ، في ظِلال غابٍ جميلِ
كان فيه النّسيم، يرقصُ سكراناً على الوردِ، والنّباتِ البَليلِ
وضَبابُ الجبالِ، يَنْسَابُ في رفقٍ بديعٍ، على مُروج السُّهولِ
وأغاني الرعاة ِ، تخفقُ في الأغوارِ والسّهلِ، والرّبا، والتّلولِ
ورحابُ الفضاءِ، تَعْبُقُ بالألحانِ والعطرِ، والذّياءِ الجميلِ
والمَلاَكُ الجميلُ، ما بين ريحانٍ وعُشْبٍ، وسِنديانٍ، ظَليلِ
يتغنَّى مع العَصَافيرِ، في الغاب ويرنو إلى الضَّباب الكَسُولِ
وشعورُ الملاك ترقصُ بالأزهار والضوءِ، والنَّسيمِ العَليل
حُلُمٌ ساحرٌ، به حَلُمَ الغابُ فَوَاهاً لِحُلْمِهِ المَعْسُولِ!
مثلُ رؤيا تلوحُ للشّاعر الفنَّان في نشوة ِ الخيال الجليلِ
قد تملَّيْتُ سِحرَهُ في أناة ٍ وحنانٍ، وَلَذَّة ٍ، وَذُهولِ
ثُمَّ ناديتُ، حينما طفحَ السِّحرُ بأرجاءِ قَلبي المبتولِ
يا شعورٌ تميد في الغَاب بالر يحانِ، والنّور، والنّسيم البليلِ
كَبَّليني بهاتِهِ الخِصَلِ المرخَاة ِ في فتنة ِ الدَّلال المَلُولِ
كبّلي يا سَلاسلَ الحبِّ أفكا ري، وأحلامَ قلبيَ الضَّلِّيلِ
كبِّليني بكل ما فيكِ من عِطْرٍ وسحرٍ مُقَدّسٍ، مَجْهولِ
كبِّليني، فإنَّما يُصْبِحُ الفنّان حرّاً في مثل هذي الكبولِ
ليت شعري! كَمْ بينَ أمواجِكِ السّو دِ، وطيّاتِ ليلِكِ المسدولِ
من غرامٍ، مُذَهَّبِ التاجِ، ميْتٍ وفؤادٍ، مصفَّدٍ، مغلولِ
وزهورٍ من الأمانيِّ تَذوِي في شُحُوبٍ، وخيبة ٍ، وخمولِ
أنتِ لا تعلمين..، واللَّيلُ لا يعلَمُ كم في ظلامِه من قَتيلِ
أنتِ أُرْجُوحَة ُ النسيمِ فميلي بالنسيمِ السعيدِ كِلَّ مَمِيلِ
ودَعي الشَّمسَ والسماءَ تُسَوِّي لكِ تاجاً، من الضياء الجميلِ
ودِعي مُزْهِرَ الغُصُونِ يُغَشِّيـ ـكِ بأوراقِ وَردِه المطلولِ
للشّعاع الجميلِ أنتِ، وللأنسا مِ، والزَّهر، فالعبي، وأطيلي
ودعي للشقيِّ أشواقَه الظمْأى وأَوهامَ ذِهْنه المعلولِ
يا عروسَ الجبالِ، يا وردة َ الآ مالِ، يا فتنة َ الوجودِ الجليل
ليتني كنتُ زهرة ً، تتثنَّى بين طيّات شَعْرِكِ المصقولِ!
أو فَراشاً، أحومُ حولكِ مسحوراً غريقاً، في نشوتي، وَذُهُولي!
أو غصوناً، أحنو عليكِ بأوراقي حُنُوَّ المُدَلَّهِ، المتْيولِ!
أو نسيماً، أضمُّ صدركِ في رِفقٍ، إلى صَدْرِيَ الخفوقِ، النَّحيلِ
آهِ! كم يُسْعِدُ الجمالُ، ويُشْقي
قَدَّس اللَّهُ ذِكْرَهُ مِن صَبَاحٍ سَاحِرٍ، في ظِلال غابٍ جميلِ
كان فيه النّسيم، يرقصُ سكراناً على الوردِ، والنّباتِ البَليلِ
وضَبابُ الجبالِ، يَنْسَابُ في رفقٍ بديعٍ، على مُروج السُّهولِ
وأغاني الرعاة ِ، تخفقُ في الأغوارِ والسّهلِ، والرّبا، والتّلولِ
ورحابُ الفضاءِ، تَعْبُقُ بالألحانِ والعطرِ، والذّياءِ الجميلِ
والمَلاَكُ الجميلُ، ما بين ريحانٍ وعُشْبٍ، وسِنديانٍ، ظَليلِ
يتغنَّى مع العَصَافيرِ، في الغاب ويرنو إلى الضَّباب الكَسُولِ
وشعورُ الملاك ترقصُ بالأزهار والضوءِ، والنَّسيمِ العَليل
حُلُمٌ ساحرٌ، به حَلُمَ الغابُ فَوَاهاً لِحُلْمِهِ المَعْسُولِ!
مثلُ رؤيا تلوحُ للشّاعر الفنَّان في نشوة ِ الخيال الجليلِ
قد تملَّيْتُ سِحرَهُ في أناة ٍ وحنانٍ، وَلَذَّة ٍ، وَذُهولِ
ثُمَّ ناديتُ، حينما طفحَ السِّحرُ بأرجاءِ قَلبي المبتولِ
يا شعورٌ تميد في الغَاب بالر يحانِ، والنّور، والنّسيم البليلِ
كَبَّليني بهاتِهِ الخِصَلِ المرخَاة ِ في فتنة ِ الدَّلال المَلُولِ
كبّلي يا سَلاسلَ الحبِّ أفكا ري، وأحلامَ قلبيَ الضَّلِّيلِ
كبِّليني بكل ما فيكِ من عِطْرٍ وسحرٍ مُقَدّسٍ، مَجْهولِ
كبِّليني، فإنَّما يُصْبِحُ الفنّان حرّاً في مثل هذي الكبولِ
ليت شعري! كَمْ بينَ أمواجِكِ السّو دِ، وطيّاتِ ليلِكِ المسدولِ
من غرامٍ، مُذَهَّبِ التاجِ، ميْتٍ وفؤادٍ، مصفَّدٍ، مغلولِ
وزهورٍ من الأمانيِّ تَذوِي في شُحُوبٍ، وخيبة ٍ، وخمولِ
أنتِ لا تعلمين..، واللَّيلُ لا يعلَمُ كم في ظلامِه من قَتيلِ
أنتِ أُرْجُوحَة ُ النسيمِ فميلي بالنسيمِ السعيدِ كِلَّ مَمِيلِ
ودَعي الشَّمسَ والسماءَ تُسَوِّي لكِ تاجاً، من الضياء الجميلِ
ودِعي مُزْهِرَ الغُصُونِ يُغَشِّيـ ـكِ بأوراقِ وَردِه المطلولِ
للشّعاع الجميلِ أنتِ، وللأنسا مِ، والزَّهر، فالعبي، وأطيلي
ودعي للشقيِّ أشواقَه الظمْأى وأَوهامَ ذِهْنه المعلولِ
يا عروسَ الجبالِ، يا وردة َ الآ مالِ، يا فتنة َ الوجودِ الجليل
ليتني كنتُ زهرة ً، تتثنَّى بين طيّات شَعْرِكِ المصقولِ!
أو فَراشاً، أحومُ حولكِ مسحوراً غريقاً، في نشوتي، وَذُهُولي!
أو غصوناً، أحنو عليكِ بأوراقي حُنُوَّ المُدَلَّهِ، المتْيولِ!
أو نسيماً، أضمُّ صدركِ في رِفقٍ، إلى صَدْرِيَ الخفوقِ، النَّحيلِ
آهِ! كم يُسْعِدُ الجمالُ، ويُشْقي
السيد اسماعيل- عضو فعال
- عدد الرسائل : 1333
العمر : 33
الموقع : ديرب نجم
العمل/الترفيه : لن اتنازل عن صحفى ........ ان شاء الله
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
لو كَانَتِ الأَيّامُ في قبضتى
لو كَانَتِ الأَيّامُ في قبضتي أذريتها للريح، مثل الرمال
وقلتُ: «يا ريحُ، بها فاذهبي وبدِّديها في سَحيقِ الجبالُ
"بل في فجاج الموت.. في عالَمٍ لا يرقُصُ النُّورُ بِهِ والظِّلالْ..
لو كان هذا الكونُ في قبضتي ألقيْتُه في النّار، نارِ الجحيمْ
ما هذا الدنيا، وهذا الورى وذلكَ الأُفْقُ، وَتِلْكَ النُّجُومْ؟
النَّارُ أوْلى بعبيدِ الأسى ، ومسرحِ الموتِ، وعشِّ الهمومْ
يا أيّها الماضِي الذي قد قَضَى وضمَّهُ الموتُ، وليلُ الأَبَدْ
يا حاضِرَ النَّاس الذي لم يَزُل! يا أيُّها الآتي الذي لم يَلِدْ
سَخَافة ٌ دنياكُمُ هذه تائهة ٌ في ظلمة ِ لا تُحَدْ..
لو كَانَتِ الأَيّامُ في قبضتي أذريتها للريح، مثل الرمال
وقلتُ: «يا ريحُ، بها فاذهبي وبدِّديها في سَحيقِ الجبالُ
"بل في فجاج الموت.. في عالَمٍ لا يرقُصُ النُّورُ بِهِ والظِّلالْ..
لو كان هذا الكونُ في قبضتي ألقيْتُه في النّار، نارِ الجحيمْ
ما هذا الدنيا، وهذا الورى وذلكَ الأُفْقُ، وَتِلْكَ النُّجُومْ؟
النَّارُ أوْلى بعبيدِ الأسى ، ومسرحِ الموتِ، وعشِّ الهمومْ
يا أيّها الماضِي الذي قد قَضَى وضمَّهُ الموتُ، وليلُ الأَبَدْ
يا حاضِرَ النَّاس الذي لم يَزُل! يا أيُّها الآتي الذي لم يَلِدْ
سَخَافة ٌ دنياكُمُ هذه تائهة ٌ في ظلمة ِ لا تُحَدْ..
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ
ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ حَبيبُ الظَّلامِ، عَدوُّ الحياهْ
سَخَرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ وكفُّكَ مخضوبة ُ من دِماهُ
وَسِرْتَ تُشَوِّه سِحْرَ الوجودِ وتبذرُ شوكَ الأسى في رُباهُ
رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ
ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ
حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ
تأملْ! هنالِكَ.. أنّى حَصَدْتَ رؤوسَ الورى ، وزهورَ الأمَلْ
ورَوَيَّت بالدَّم قَلْبَ التُّرابِ وأشْربتَه الدَّمعَ، حتَّى ثَمِلْ
سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء ويأكلُك العاصفُ المشتعِلْ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
في سكونِ الليل لما
في سكونِ الليل لما عانقَ الكونَ الخشُوع
وَاخْتَفَى صَوْتُ الأَمَانِي خَلْفَ آفَاقِ الهُجُوعْ
رَتَّلَ الرَّعْدُ نَشِيداً رَدَّدَتْهُ الكَائِنَاتْ
مِثْلَ صَوْتِ الحَقِّ إنْ صَا حَ بأعماقِ الحيَاة
يتهَادى بضَجيجٍ في خلاَيا الأودَيهْ
أَمْ هِيَ القُوَّة ُ تَسْعَى بِاعْتِسَافٍ واصْطِخَابْ
صَوْتِهَا رُوحُ العَذَابْ؟»
مِثْلَ جَبَّارِ بَنِي الجِنِّ بأَقْصَى الهَاوِيَة ْ
في سكونِ الليل لما عانقَ الكونَ الخشُوع
وَاخْتَفَى صَوْتُ الأَمَانِي خَلْفَ آفَاقِ الهُجُوعْ
رَتَّلَ الرَّعْدُ نَشِيداً رَدَّدَتْهُ الكَائِنَاتْ
مِثْلَ صَوْتِ الحَقِّ إنْ صَا حَ بأعماقِ الحيَاة
يتهَادى بضَجيجٍ في خلاَيا الأودَيهْ
أَمْ هِيَ القُوَّة ُ تَسْعَى بِاعْتِسَافٍ واصْطِخَابْ
صَوْتِهَا رُوحُ العَذَابْ؟»
مِثْلَ جَبَّارِ بَنِي الجِنِّ بأَقْصَى الهَاوِيَة ْ
السيد اسماعيل- عضو فعال
- عدد الرسائل : 1333
العمر : 33
الموقع : ديرب نجم
العمل/الترفيه : لن اتنازل عن صحفى ........ ان شاء الله
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا
والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا
فيصبحُ ما قد شيد اللهُ والورى خراباً، كأنّ الكلَّ في أمسهِ وهمُ !
ما قدسَ المثلَ الأعلى وجملهُ
عوائدُ تُحيي في البلاد نوائباً
تَضُجُّ، وها إنّ الفَضاءَ مَآثِمُ
ثُمَّ مِنْ وَصْلِهِ الجَمِيـ وغام الفضا فأينَ بروقكْ ؟
" أيها الطائرُ الكئيبُ تغردْ وطرفُهُ يَرْمُقُ النَّجْمَ
" وأجبني فدتْكَ نفسيَ ـ ماذا ؟
حتى تحركت السنون، وأقبلتْ فتنُ الحياة ِ بسحرها الفتانِ
يُصوِّبها نَحْوَ الدِّيانَة ِ ظَالِمُ حتى إذا ما توارى عنهمُ ندموا !
ـان جمٌ أحزانُهُ وهمومُهْ "
" خذ الحياة َ كما جاءتْك مبتسماً في كفها، الغارُ أو في كفها العدمُ "
وغادة ُ الحبِّ ثكلى ، لا تغنيني
فمنْ تألمَ لمْ ترحمْ مضاضتهُ
وسحاباً منَ الرؤى ، يتهادى
ـقِ تراباً إلى صميمِ الوادي
تَقُول واللَّيل سَاجٍ
" واقطفِ الوردَ من خدودي، وجيدي يا قلبُ نَهْنِهْ دموعَ
وأمانيَّ، يغرقُ الدمعُ أحلاها، صَارَ ذا جِنَّة ٍ بِهِ
عبقرُّ السحرِ، ممراحٌ وديعٌ في سماهْ
وانسَ في الحياة َ ..، فالعمرُ قفرٌ، مرعبٌ إنْ ذوى وجفّ نعيمهْ "
ـي مسراتها، ويبقي أساها
كَمْ قُلُوبٍ تَفَطَّرَتْ
نَاحَتْ عَليهِ فتاة ٌ: نَ بلْ لبُّ فنها وصميمهْ"
ليتني لم يعانقِ الفجْرُ أحلامي،
فرماها بنظرة ٍ، غشيتها والقبرُ مصغٍ إليها:
نحوَ السماءِ، وها أنا في الأرضِ تمثالُ الشجونْ
ولربّ صبحٍ غائمٍ، متحجبٍ في كلة ٍ من زعزعٍ وغمامِ
جفتْ به أمواجُ ذياك الغرامِ الآفلِ
والشَّقَا لَوْ تَرَفَّقَا
فيصبحُ ما قد شيد اللهُ والورى خراباً، كأنّ الكلَّ في أمسهِ وهمُ !
ما قدسَ المثلَ الأعلى وجملهُ
عوائدُ تُحيي في البلاد نوائباً
تَضُجُّ، وها إنّ الفَضاءَ مَآثِمُ
ثُمَّ مِنْ وَصْلِهِ الجَمِيـ وغام الفضا فأينَ بروقكْ ؟
" أيها الطائرُ الكئيبُ تغردْ وطرفُهُ يَرْمُقُ النَّجْمَ
" وأجبني فدتْكَ نفسيَ ـ ماذا ؟
حتى تحركت السنون، وأقبلتْ فتنُ الحياة ِ بسحرها الفتانِ
يُصوِّبها نَحْوَ الدِّيانَة ِ ظَالِمُ حتى إذا ما توارى عنهمُ ندموا !
ـان جمٌ أحزانُهُ وهمومُهْ "
" خذ الحياة َ كما جاءتْك مبتسماً في كفها، الغارُ أو في كفها العدمُ "
وغادة ُ الحبِّ ثكلى ، لا تغنيني
فمنْ تألمَ لمْ ترحمْ مضاضتهُ
وسحاباً منَ الرؤى ، يتهادى
ـقِ تراباً إلى صميمِ الوادي
تَقُول واللَّيل سَاجٍ
" واقطفِ الوردَ من خدودي، وجيدي يا قلبُ نَهْنِهْ دموعَ
وأمانيَّ، يغرقُ الدمعُ أحلاها، صَارَ ذا جِنَّة ٍ بِهِ
عبقرُّ السحرِ، ممراحٌ وديعٌ في سماهْ
وانسَ في الحياة َ ..، فالعمرُ قفرٌ، مرعبٌ إنْ ذوى وجفّ نعيمهْ "
ـي مسراتها، ويبقي أساها
كَمْ قُلُوبٍ تَفَطَّرَتْ
نَاحَتْ عَليهِ فتاة ٌ: نَ بلْ لبُّ فنها وصميمهْ"
ليتني لم يعانقِ الفجْرُ أحلامي،
فرماها بنظرة ٍ، غشيتها والقبرُ مصغٍ إليها:
نحوَ السماءِ، وها أنا في الأرضِ تمثالُ الشجونْ
ولربّ صبحٍ غائمٍ، متحجبٍ في كلة ٍ من زعزعٍ وغمامِ
جفتْ به أمواجُ ذياك الغرامِ الآفلِ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى
أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى وَكُنْتَ لاَ تَعْرِفُ الظَّلامْ
فَأَطْبَقَتْ حَوْلَكَ الدَّيَاجِي وغامَ من فوقِك الغمامْ
وَعِشْتَ في وَحْشَة ٍ، تقاسي خواطراً، كلّها ضرامْ
وغربة ٍ، ما بها رفيقٌ وظلمة ٍ، ما لها ختام
تشقُّ تِيهَ الوجودِ فرداً قد عضّك الفَقْرُ والسُّقَامْ
وطاردتْ نفسَك المآسي وفرَّ من قلبِك السّلامْ
هوِّنْ عَلى قلبك المعنَّى إنْ كُنْتَ لاَ تُبْصِرُ النُّجُومْ
ولا ترى الغابَ، وهْو يلغو وفوقه تَخْطُرُ الغُيومْ
ولا ترى الجَدْوَلَ المغنِّي وَحَوْلَهُ يَرْقُصُ الغيم
فكلُّنا بائسٌ، جَديرٌ برأفة ِ الخالقِ العَظيمْ
وكلُّنا في الحياة أعمى يَسُوقه زَعْزَعٌ عَقِيمْ
وحوله تَزْعَقُ المَنَايا كأنَّها جِنَّة ُ الجَحِيمْ:
يا صاح! إن الحياة قفرٌ مروِّعٌ، ماؤهُ سرابْ
لا يجتني الطَّرْفُ منه إلاّ عَواطفَ الشَّوكِ والتُّرابْ
وأسعدُ النّاس فيه أعمى لا يبصرُ الهولَ والمُصابْ
ولا يرى أنفس البرايا تَذُوب في وقْدَة ِ العَذَابْ
فاحمدْ إله الحياة ، وافنعْ فيها بألْحَانِكَ العِذابْ
وعِشْ، كما شاءَتِ الليالي من آهَة ِ النَّاي والرَّبَابْ
أدركتَ فَجْرَ الحَياة ِ أعمْى وَكُنْتَ لاَ تَعْرِفُ الظَّلامْ
فَأَطْبَقَتْ حَوْلَكَ الدَّيَاجِي وغامَ من فوقِك الغمامْ
وَعِشْتَ في وَحْشَة ٍ، تقاسي خواطراً، كلّها ضرامْ
وغربة ٍ، ما بها رفيقٌ وظلمة ٍ، ما لها ختام
تشقُّ تِيهَ الوجودِ فرداً قد عضّك الفَقْرُ والسُّقَامْ
وطاردتْ نفسَك المآسي وفرَّ من قلبِك السّلامْ
هوِّنْ عَلى قلبك المعنَّى إنْ كُنْتَ لاَ تُبْصِرُ النُّجُومْ
ولا ترى الغابَ، وهْو يلغو وفوقه تَخْطُرُ الغُيومْ
ولا ترى الجَدْوَلَ المغنِّي وَحَوْلَهُ يَرْقُصُ الغيم
فكلُّنا بائسٌ، جَديرٌ برأفة ِ الخالقِ العَظيمْ
وكلُّنا في الحياة أعمى يَسُوقه زَعْزَعٌ عَقِيمْ
وحوله تَزْعَقُ المَنَايا كأنَّها جِنَّة ُ الجَحِيمْ:
يا صاح! إن الحياة قفرٌ مروِّعٌ، ماؤهُ سرابْ
لا يجتني الطَّرْفُ منه إلاّ عَواطفَ الشَّوكِ والتُّرابْ
وأسعدُ النّاس فيه أعمى لا يبصرُ الهولَ والمُصابْ
ولا يرى أنفس البرايا تَذُوب في وقْدَة ِ العَذَابْ
فاحمدْ إله الحياة ، وافنعْ فيها بألْحَانِكَ العِذابْ
وعِشْ، كما شاءَتِ الليالي من آهَة ِ النَّاي والرَّبَابْ
السيد اسماعيل- عضو فعال
- عدد الرسائل : 1333
العمر : 33
الموقع : ديرب نجم
العمل/الترفيه : لن اتنازل عن صحفى ........ ان شاء الله
تاريخ التسجيل : 02/05/2009
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
كان قلبِيَ فجرٌ، ونجومْ،
كان قلبِيَ فجرٌ، ونجومْ، وبحارٌ، لا تُغَشّيها الغيومْ
وأناشيدٌ، وأطيارٌ تَحُومْ وَرَبيعٌ، مُشْرِقٌ، حُلْوٌ، جَميلْ
كانَ في قلبي صباحٌ، وإياهْ، وابتِسَامَاتٌ ولكنْ... واأسَاهْ!
آه! ما أهولَ إعْصَارَ الحياة ْ! آه! ما أشقى قُلُوبَ النّاسِ! آه!
كان في قلبيَ فجرٌ، ونجومْ،
فإذا الكلُّ ظلامٌ، وسديمْ..،
كان في قلبيَ فجرٌ، ونجومْ
يا بني أمِّي! تُرى أينَ الصّباحْ؟ قد تقضَّى العُمْرُ، والفجْرُ بعيدْ
وَطَغى الوادي بِمَشْبُوبِ النواحْ وانقَضَتْ أنشودة ُ الفَصْل السَّعيدْ
أين نايي؟ هل ترامتْه الرياحْ؟ أين غابي؟ أين محرابُ السُّجُودْ..؟
خبِّروا قلبي. فما أقسى الجراحْ! كيف طارتْ نشوة ُ العيشِ الحَميدْ!
يا بني أمِّي! تُرى أين الصَّباح؟
أوراءَ البحر؟ أم خلفَ الوُجود؟
يا بني أمي؟ ترى أينَ الصباح؟
ليت شعري! هل سَتُسَلِيني الغَداة ْ وتعزِّيني عن الأمسِ الفَقِيدْ
وتُريني أن أفراحَ الحياة زُمَرٌ تمضي، وأفواجٌ تعود
فإذا قلبي صياح، وإيّاه..، وإذا أحلاميَ الأولى وَرُودْ..،
وإذا الشُّحْرورُ حُلْوُ النَّغماتْ..، وإذا الغَابُ ضِيَاءٌ وَنَشِيدْ..؟
أم ستنساني، وتُبْقيني وحيد؟
ليتَ شِعْري! هل تُعَزِّيني الغَدَاة ْ؟
كان قلبِيَ فجرٌ، ونجومْ، وبحارٌ، لا تُغَشّيها الغيومْ
وأناشيدٌ، وأطيارٌ تَحُومْ وَرَبيعٌ، مُشْرِقٌ، حُلْوٌ، جَميلْ
كانَ في قلبي صباحٌ، وإياهْ، وابتِسَامَاتٌ ولكنْ... واأسَاهْ!
آه! ما أهولَ إعْصَارَ الحياة ْ! آه! ما أشقى قُلُوبَ النّاسِ! آه!
كان في قلبيَ فجرٌ، ونجومْ،
فإذا الكلُّ ظلامٌ، وسديمْ..،
كان في قلبيَ فجرٌ، ونجومْ
يا بني أمِّي! تُرى أينَ الصّباحْ؟ قد تقضَّى العُمْرُ، والفجْرُ بعيدْ
وَطَغى الوادي بِمَشْبُوبِ النواحْ وانقَضَتْ أنشودة ُ الفَصْل السَّعيدْ
أين نايي؟ هل ترامتْه الرياحْ؟ أين غابي؟ أين محرابُ السُّجُودْ..؟
خبِّروا قلبي. فما أقسى الجراحْ! كيف طارتْ نشوة ُ العيشِ الحَميدْ!
يا بني أمِّي! تُرى أين الصَّباح؟
أوراءَ البحر؟ أم خلفَ الوُجود؟
يا بني أمي؟ ترى أينَ الصباح؟
ليت شعري! هل سَتُسَلِيني الغَداة ْ وتعزِّيني عن الأمسِ الفَقِيدْ
وتُريني أن أفراحَ الحياة زُمَرٌ تمضي، وأفواجٌ تعود
فإذا قلبي صياح، وإيّاه..، وإذا أحلاميَ الأولى وَرُودْ..،
وإذا الشُّحْرورُ حُلْوُ النَّغماتْ..، وإذا الغَابُ ضِيَاءٌ وَنَشِيدْ..؟
أم ستنساني، وتُبْقيني وحيد؟
ليتَ شِعْري! هل تُعَزِّيني الغَدَاة ْ؟
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ
يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ مُدْبجٌ، تائهٌ. فأين شروقُكْ؟
ضَائعٌ، ظامىء ٌ، ف َأَيْنَ رَحِيقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! قد وَجَمَ النَّايُ وغام الفضا. فأين بروقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! إنّي فؤادٌ فتحت النجومُ يُصغِي مَشوقُكْ
كُنْتُ في فجركَ، الموشَّحِ بالأحلامِ، عِطْراً، يَرِفُّ فَوْقَ وُرودِكْ
حالماً، ينهل الضياءَ، ويُصغي لكَ، في نشوة ٍ بوحي نَشِيدِكْ
ثمَّ جاءَ الدّجى ..، فَأمسيتُ أوراقاً، بداداً، من ذابلاتِ الورودِ
بين هولِ الدُّجى وصمتِ الوُجودِ
كنتُ في فجرك المغلَّف بالسِّحرِ، فضاءَ من النّشيد الهادي
وسحاباً من الرَّؤى ، يتهادى في ضميرِ الآزال والآبادِ
يا صميمَ الحياة ! كم أنا في الدُّنيا غَريبٌ أشقى بغُرْبَة ِ نفسي
بين قومٍ، لا يفهمونَ أناشيدَ فؤادي، ولا معاني بؤسي
فاحتضِنِّي، وضُمَّني لك- كالماضي- فهذا الوجودُ علَّة ُ يأسي
وأمانيَّ، يُغرق الدمعُ أحلاها،ويُفنى يمُّ الزّمان صداها
وأناشيدَ، يأكُلُ اللَّهَبُ الدّامي مَسَرَّاتِها، ويُبْقِي أَساها
وَوُروداً، تموت في قبضة ِ الأشْواكِ ما هذه الحياة ُ المملَّة ْ؟
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
يا صَميمَ الحياة ِ! إنّي وَحِيدٌ مُدْبجٌ، تائهٌ. فأين شروقُكْ؟
ضَائعٌ، ظامىء ٌ، ف َأَيْنَ رَحِيقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! قد وَجَمَ النَّايُ وغام الفضا. فأين بروقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِ! إنّي فؤادٌ فتحت النجومُ يُصغِي مَشوقُكْ
كُنْتُ في فجركَ، الموشَّحِ بالأحلامِ، عِطْراً، يَرِفُّ فَوْقَ وُرودِكْ
حالماً، ينهل الضياءَ، ويُصغي لكَ، في نشوة ٍ بوحي نَشِيدِكْ
ثمَّ جاءَ الدّجى ..، فَأمسيتُ أوراقاً، بداداً، من ذابلاتِ الورودِ
بين هولِ الدُّجى وصمتِ الوُجودِ
كنتُ في فجرك المغلَّف بالسِّحرِ، فضاءَ من النّشيد الهادي
وسحاباً من الرَّؤى ، يتهادى في ضميرِ الآزال والآبادِ
يا صميمَ الحياة ! كم أنا في الدُّنيا غَريبٌ أشقى بغُرْبَة ِ نفسي
بين قومٍ، لا يفهمونَ أناشيدَ فؤادي، ولا معاني بؤسي
فاحتضِنِّي، وضُمَّني لك- كالماضي- فهذا الوجودُ علَّة ُ يأسي
وأمانيَّ، يُغرق الدمعُ أحلاها،ويُفنى يمُّ الزّمان صداها
وأناشيدَ، يأكُلُ اللَّهَبُ الدّامي مَسَرَّاتِها، ويُبْقِي أَساها
وَوُروداً، تموت في قبضة ِ الأشْواكِ ما هذه الحياة ُ المملَّة ْ؟
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً، شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
ياشعر
ياشعر أنت فم الشعور ، وصرخة الروح الكئيب
ياشعر أنت صدى نحيب القلب ، والصب الغريب
ياشعر أنت مدامع علقت بأهداب الحياة
ياشعر أنت دم ، تفجر من كلوم الكائنات
ياشعر ! قلبي ـ مثلما تدري ـ شقي ، مظلم
فيه الجراح ، النجل ، يقطر من مغاورها الدم
جمدت على شفتيه أزراء الحياة العابسه
فهو التعيس ، يذيبه نوح القلوب البائسه
ابدا ينوح بحرقة ، بين الأماني الهاويه
كالبلبل الغريد مابين الزهور الذاويه
كم قد نصحت له بأن يسلو ، وكم عزيته
فأبى وماأصغى إلى قولي ، فما أجديته
كم قلت : صبرا يافؤاد ! ألا تكف عن النحيب ؟
فإذا تجلدت الحياة تبددت شعل اللهيب
ياقلب ! لاتجزع أمام تصلب الدهر الهصور
فإذا صرخت توجعا هزأت بصرختك الدهور
ياقلب ! لاتسخط على الأيام ، فالزهر البديع
يصغي لضجات العواصف قبل أنغام الربيع
ياقلب ! لاتقنع بشوك اليأس من بين الزهور
فوراء أوجاع الحياة عذوبة الأمل الجسور
ياقلب ! لاتسكب دموعك بالفضاء فتندم
فعلى ابتسامات الفضاء قساوة المتهكم
لكن قلبي وهم ـ مخضل الجوانب بالدموع ـ
جاشت به الأحزان ، ّا طفحت بها تلك الصدوع
يبكي على الحلم البعيد بلوعة ، لاتنجلي
غردا ، كصداح الهواتف في الفلا ، ويقول لي :
طهر كلومك بالدموع ، وخلّها وسبيلها
إن المدامع لاتضيع حقيرها وجليلها
فمن المدامع ماتدفع جارفا حسك الحياه
يرمي لهاوية الوجود بكل مايبني الطغاه
ومن المدامع ماتألق في الغياهب كالنجوم
ومن المدامع ماأراح النفس من عبء الهموم
فارحم تعاسته ، ونح معه على أحلامه
فقد قضى الحلم البديع على لظى آلامه .
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ
يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ في فؤادي، تشْكو إليْك الدّواهي
هذه زفرة ٌ يُصعِّدها الهمُّ إلى مَسْمَعِ الفَضَاء السَّاهي
فلقد جرّعني صوتُ الظّلام
هَذِهِ مُهْجَة ُ الشَّقَاءِ تُنَاجيكَ فهلْ أنتَ سامعٌ يا إلهي؟
أنتَ أنزلتني إل ظلمة ِ الأرض وقد كنتُ في صباحٍ زارهِ
أَلَماً علّمني كرِهَ الحياة
كَجَدْولٍ في مَضَايِقِ السُّبُلُ
كالشّعاع الجميل، أَسْبَحُ في الأفق وأُصْغي إلى خرير المياهِ
وأُغنِّي بينَ الينابيعِ للفَجْر وأشدو كالبلبلِ التَّيَّاهِ
أَنَا كَئيبْ،
أنتَ أوصلتَني إلى سبل الدنيا وهذي كثيرة ُ الأشتباهِ
ثم خلَّفَتَني وحيداً، فريداً فَهْوَ يا ربِّ مَعْبَدُ الحقِّ،
أنتَ أوقفتَني على لُجَّة الحزْنِ وجَرَّعتني مرارة َ آهِ!
أنت أنشأتني غريباً بنفسي بين قوميْ، في نشْوتي وانتباهي
ـامي، وآياتِ فنِّهِ المتناهي وحبَّبْتَني جُمَودَ السَّاهي
وتلاشت في سكون الأكتئاب
أنتَ جَبَّلتَ بين جنبيَّ قلباً سرمديَّ الشُّعور والانتباهِ
عبقريَّ الأسى : تعذِّبه الدنيا وتُشْجيه ساحراتُ الملاهي!
أيها العصفورْ
أنتَ عذّبتني بِدِقَّة حِسِّي وتعقَّبْتَني بكلّ الدَّواهي
بالمنايا تَغْتال أشْهى أمانيَّ وتُذوِي محاجري، وَشِفاهي
فإذا من أحبُّ حفنة ُ تُرْبٍ تافهٍ، مِنْ تَرائبٍ وَجِبَاهِ
أنَّة َ الأوتار..!
غَرِيبَة ٌ فِي عَوَالِمِ الحَزَن
يتلاشى فوق الخضَمِّ: ويبقى الـ ـيمُّ كالعهدِ مُزْبدَ الأمواه...
مرّت ليالٍ خبَتْ مع الأمدِ
يا إلهَ الوجودِ! مالكَ لا تَرثي لحزن المُعَذَّب الأوَّاهِ؟
قد تأوَّهتُ في سكونِ اللّيالي ثم أطبقتُ في الصّباح شِفاهي
رُوحِي، وَتَبْقَى بِها إلى الأَبَدِ
يَا رِياحَ الوجود! سيري بعنفٍ وتغنِّيْ بصوتك الأوَّاه
وانفحيني مِنْ رُوحِكِ الفَخْم ما يُبْـ ـلغُ صَوْتي آذَانَ هذا الإلهِ
وانثُري الوَرْدَ للثُّلوجِ بدَاداً واصعقي كلّ بُلبلٍ تَيَّاه
فالوجودُ الشقيُّ غيرُ جديرٍ وَهْوَ نايُ الجمالِ، والحبِّ، والأحْـ
فالإله العظيم لميخلق لدنيا سوى للفناءِ تَحْتَ الدّواهي
مَشَاعِرِي فِي جَهَنَّمَ الأَلمِ
يا إلهَ الوجودِ! هذي جراحٌ في فؤادي، تشْكو إليْك الدّواهي
هذه زفرة ٌ يُصعِّدها الهمُّ إلى مَسْمَعِ الفَضَاء السَّاهي
فلقد جرّعني صوتُ الظّلام
هَذِهِ مُهْجَة ُ الشَّقَاءِ تُنَاجيكَ فهلْ أنتَ سامعٌ يا إلهي؟
أنتَ أنزلتني إل ظلمة ِ الأرض وقد كنتُ في صباحٍ زارهِ
أَلَماً علّمني كرِهَ الحياة
كَجَدْولٍ في مَضَايِقِ السُّبُلُ
كالشّعاع الجميل، أَسْبَحُ في الأفق وأُصْغي إلى خرير المياهِ
وأُغنِّي بينَ الينابيعِ للفَجْر وأشدو كالبلبلِ التَّيَّاهِ
أَنَا كَئيبْ،
أنتَ أوصلتَني إلى سبل الدنيا وهذي كثيرة ُ الأشتباهِ
ثم خلَّفَتَني وحيداً، فريداً فَهْوَ يا ربِّ مَعْبَدُ الحقِّ،
أنتَ أوقفتَني على لُجَّة الحزْنِ وجَرَّعتني مرارة َ آهِ!
أنت أنشأتني غريباً بنفسي بين قوميْ، في نشْوتي وانتباهي
ـامي، وآياتِ فنِّهِ المتناهي وحبَّبْتَني جُمَودَ السَّاهي
وتلاشت في سكون الأكتئاب
أنتَ جَبَّلتَ بين جنبيَّ قلباً سرمديَّ الشُّعور والانتباهِ
عبقريَّ الأسى : تعذِّبه الدنيا وتُشْجيه ساحراتُ الملاهي!
أيها العصفورْ
أنتَ عذّبتني بِدِقَّة حِسِّي وتعقَّبْتَني بكلّ الدَّواهي
بالمنايا تَغْتال أشْهى أمانيَّ وتُذوِي محاجري، وَشِفاهي
فإذا من أحبُّ حفنة ُ تُرْبٍ تافهٍ، مِنْ تَرائبٍ وَجِبَاهِ
أنَّة َ الأوتار..!
غَرِيبَة ٌ فِي عَوَالِمِ الحَزَن
يتلاشى فوق الخضَمِّ: ويبقى الـ ـيمُّ كالعهدِ مُزْبدَ الأمواه...
مرّت ليالٍ خبَتْ مع الأمدِ
يا إلهَ الوجودِ! مالكَ لا تَرثي لحزن المُعَذَّب الأوَّاهِ؟
قد تأوَّهتُ في سكونِ اللّيالي ثم أطبقتُ في الصّباح شِفاهي
رُوحِي، وَتَبْقَى بِها إلى الأَبَدِ
يَا رِياحَ الوجود! سيري بعنفٍ وتغنِّيْ بصوتك الأوَّاه
وانفحيني مِنْ رُوحِكِ الفَخْم ما يُبْـ ـلغُ صَوْتي آذَانَ هذا الإلهِ
وانثُري الوَرْدَ للثُّلوجِ بدَاداً واصعقي كلّ بُلبلٍ تَيَّاه
فالوجودُ الشقيُّ غيرُ جديرٍ وَهْوَ نايُ الجمالِ، والحبِّ، والأحْـ
فالإله العظيم لميخلق لدنيا سوى للفناءِ تَحْتَ الدّواهي
مَشَاعِرِي فِي جَهَنَّمَ الأَلمِ
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
رد: الشاعر أبي القاسم الشابي
قد سكرنا بحبنا واكتفَيْنا
قد سكرنا بحبنا واكتفَيْنا يا مديرَ الكؤوس فاصرفْ كؤوسَكْ
واسكبِ الخمرَ للعَصَافيرِ والنَّحْلِ وَخَلِّ الثَّرى يَضُمُّ عروسَكْ
مالنا والكؤوس، نطلبُ منها نشوة ً والغَرامُ سِحْرٌ وسُكْرُ!
خَلِّنا منكَ، فَالرّبيعُ لنا ساقٍ وهذا الفضاءُ كاسٌ وخمرُ!
نحن نحيا كالطّيرِ، في الأفُق السَّاجي وكالنَّحْلِ، فوق غضِّ الزُّهُورِ
لا ترى غيرَ فتنة ِ العالم الحيِّ وأحلامِ قلبها المسحورِ...
نحن نلهو تحتَ الظلالِ، كطفلينِ سعيدين، في غُرورِ الطُّفولة ْ
وعلى الصخرة ِ الجميلة ِ في الوادي وبين المخاوفِ المجْهولَهْ
نحن نغدو بين المروج ونُمسى ونغنِّي مع النسيم المعنِّي
ونناجي روحَ الطبيعة ِ في الكون ونُصغي لِقَلْبها المتغنّي
نحنُ مثلُ الرَبيعِ: نمشي على أرضٍ مِنَ الزَّهرِ، والرُّؤى ، والخَيالِ
فوقَها يرقصُ الغرامُ، ويلهو ويغنّي، في نشوة ٍ ودلالِ
نحن نحيا في جَنَّة ٍ مِنْ جِنَانِ السِّحْرِ في عالمٍ بعيدٍ...،بعيدِ...،
نحنُ في عُشِّنا الموَرَّدِ، نتلو سُوِرِ الحُبِّ للشَّبابِ السّعيدِ
قد تركنا الوُجودَ للنَّاس، ـضُوا عليه الحياة َ كيفَ أرادُوا
وذهبنا بِلبِّه، وَهْوَ رُوحٌ وَتَركنا القُشُورَ، وَهْيَ جَمادُ
قد سِكْرنا بحبّنا، واكتَفْينا طفَحَ الكأسُ، فاذهَبُوا يا سُقاة ُ
نحن نحيا فلا نريدُ مزيداً حَسْبُنا ما مَنَحْتِنَا يا حَياة ُ
حَسْبُنا زهرُنَا الَّذي نَتَنَشَّى حَسْبُنا كأسُنا التي نترشّفْ
إنَّ في ثغرِنا رحيقاً سماويَّا وفي قلبنا ربيعاً مُفَوَّفْ
أيُّها الدَّهْرُ، أيُّها الزَّمَنُ الجاري إلى غيرِ وُجهة ٍ وقرارِ!
أيُّها الكونُ! أيّها القَدَرُ الأَعمى ! قِفُوا حيثُ أنتُمُ! أو فسيرُوا
وَدَعُونا هنا: تُغنِّي لنا الأحْلامُ والحبُّ، والوجودُ، الكبيرُ
وإذا ما أبَيْتُمُ، فاحْمِلُونا ولهيبُ الغَرامِ في شَفَتْينا
وزهورُ الحياة ، تعبقُ بالعطرِ وبالسِّحْرِ، والصِّبا في يديْنَا
قد سكرنا بحبنا واكتفَيْنا يا مديرَ الكؤوس فاصرفْ كؤوسَكْ
واسكبِ الخمرَ للعَصَافيرِ والنَّحْلِ وَخَلِّ الثَّرى يَضُمُّ عروسَكْ
مالنا والكؤوس، نطلبُ منها نشوة ً والغَرامُ سِحْرٌ وسُكْرُ!
خَلِّنا منكَ، فَالرّبيعُ لنا ساقٍ وهذا الفضاءُ كاسٌ وخمرُ!
نحن نحيا كالطّيرِ، في الأفُق السَّاجي وكالنَّحْلِ، فوق غضِّ الزُّهُورِ
لا ترى غيرَ فتنة ِ العالم الحيِّ وأحلامِ قلبها المسحورِ...
نحن نلهو تحتَ الظلالِ، كطفلينِ سعيدين، في غُرورِ الطُّفولة ْ
وعلى الصخرة ِ الجميلة ِ في الوادي وبين المخاوفِ المجْهولَهْ
نحن نغدو بين المروج ونُمسى ونغنِّي مع النسيم المعنِّي
ونناجي روحَ الطبيعة ِ في الكون ونُصغي لِقَلْبها المتغنّي
نحنُ مثلُ الرَبيعِ: نمشي على أرضٍ مِنَ الزَّهرِ، والرُّؤى ، والخَيالِ
فوقَها يرقصُ الغرامُ، ويلهو ويغنّي، في نشوة ٍ ودلالِ
نحن نحيا في جَنَّة ٍ مِنْ جِنَانِ السِّحْرِ في عالمٍ بعيدٍ...،بعيدِ...،
نحنُ في عُشِّنا الموَرَّدِ، نتلو سُوِرِ الحُبِّ للشَّبابِ السّعيدِ
قد تركنا الوُجودَ للنَّاس، ـضُوا عليه الحياة َ كيفَ أرادُوا
وذهبنا بِلبِّه، وَهْوَ رُوحٌ وَتَركنا القُشُورَ، وَهْيَ جَمادُ
قد سِكْرنا بحبّنا، واكتَفْينا طفَحَ الكأسُ، فاذهَبُوا يا سُقاة ُ
نحن نحيا فلا نريدُ مزيداً حَسْبُنا ما مَنَحْتِنَا يا حَياة ُ
حَسْبُنا زهرُنَا الَّذي نَتَنَشَّى حَسْبُنا كأسُنا التي نترشّفْ
إنَّ في ثغرِنا رحيقاً سماويَّا وفي قلبنا ربيعاً مُفَوَّفْ
أيُّها الدَّهْرُ، أيُّها الزَّمَنُ الجاري إلى غيرِ وُجهة ٍ وقرارِ!
أيُّها الكونُ! أيّها القَدَرُ الأَعمى ! قِفُوا حيثُ أنتُمُ! أو فسيرُوا
وَدَعُونا هنا: تُغنِّي لنا الأحْلامُ والحبُّ، والوجودُ، الكبيرُ
وإذا ما أبَيْتُمُ، فاحْمِلُونا ولهيبُ الغَرامِ في شَفَتْينا
وزهورُ الحياة ، تعبقُ بالعطرِ وبالسِّحْرِ، والصِّبا في يديْنَا
برديس- عدد الرسائل : 80
العمر : 33
الموقع : الزقازيق
تاريخ التسجيل : 28/03/2011
صفحة 3 من اصل 4 • 1, 2, 3, 4
مواضيع مماثلة
» الشاعر....فاروق جويده
» للشاعر العراقي أحمد مطر
» زى انهارده...وفاة الشاعر والفنان والصحفى صلاح جاهين
» للشاعر العراقي أحمد مطر
» زى انهارده...وفاة الشاعر والفنان والصحفى صلاح جاهين
:: المنتدى الأدبى :: الشعر والأدب
صفحة 3 من اصل 4
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أكتوبر 20, 2017 2:54 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» (((( خـطـة الشـيـطـان! ))))
السبت أكتوبر 07, 2017 7:00 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» (أسرار خطيرة جداً ممنوعة من التداول:لخفايا ما يحدث لمصر والعرب!الآن)
الأحد سبتمبر 03, 2017 8:12 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» النائب محمد فريد زكريا: رسالة للشعب: في غفلتنا نجح مخطط إبادة شعب مصر!
الأحد يوليو 30, 2017 5:08 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» النائب/ محمد فريد زكريا: (يكشف للشعـب!وللتاريخ؟) كيف دمرت مصر!وطوق شعبها بالفقر!)
الأحد يوليو 30, 2017 5:06 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» النائب محمد فريد زكريا: رسالة للشعب: في غفلتنا نجح مخطط إبادة شعب مصر!
الأحد يوليو 30, 2017 5:05 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» اسرار خطيرة جداً لمخطط إبادة 93 مليون مصري أو تشتتهم لتدمير المنطقة!
الأحد يوليو 16, 2017 5:56 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» تمالى بينسانى
الأحد أغسطس 28, 2016 10:03 pm من طرف hany4445
» قصيدة صرخة وطن
الأحد أغسطس 28, 2016 3:03 am من طرف hany4445
» ( نعم أسقطوا الطائـرة الروسية بقنبلـة!فأكشفهم يـا ريـس!)
الجمعة نوفمبر 20, 2015 10:30 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» ((( العـبقرية العربية هي الحـل! )))
الجمعة نوفمبر 20, 2015 12:06 am من طرف النائب محمد فريد زكريا
» !!! (مـفـاجــآت مـذهــلـة ـ لـن تصـدقـونـهــا! ـ عـن طـيـبـة! وعـبـقـريــة العـرب!) !!!
الجمعة أكتوبر 30, 2015 10:38 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» يـا شعب مصر:المياه ستصبح أغلي من البنزين!نص أوامـر أوباما!في زيارة أثيوبيا
الأربعاء أكتوبر 07, 2015 10:32 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» النائب/ محمد فريد زكريا:أمريكا منعت مشروعنا لمحور قناة السويس1984والآن ذو عائد 350 مليار دولار سنوياً!
السبت أغسطس 08, 2015 1:46 am من طرف النائب محمد فريد زكريا
» (( من قتل القادة العرب؟؟! ))
الثلاثاء أبريل 14, 2015 10:14 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» الخليجيون للمطابخ
الثلاثاء مارس 17, 2015 8:02 am من طرف nikkigib
» النائب/ محمد فريد زكريا: نبـايـع!ونطالب القادة العرب بمبايعة الملك/ سلمـان زعيماً للعرب!)
السبت يناير 24, 2015 10:37 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» النائب/ محمد فريد زكريا: يا الـله! ويا رسول الـله! أنقذوا العرب من هذا الـذل والعــار
الإثنين ديسمبر 29, 2014 10:33 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» النائب محمد فريد زكريا:أسرار مذهلة عن تأمر أمريكا علي العرب! والصين!وروسيا!
الأربعاء ديسمبر 24, 2014 10:06 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا
» (عاجل من خادم الشعب إلي الرئيس!)
الثلاثاء نوفمبر 18, 2014 5:45 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا